Skip to main content
|

“التليب” يكتب: سعر صرف الدينار .. وإعادة اختراع العجلة

كتب: الخبير الاقتصادي “عبد الحكيم التليب”

الصيغة التي يعمل بها غالبية البشر هي أن سعر العملة يرتبط بعوامل (العرض والطلب) الديناميكية المتغيرة بصفة مستمرة، طبعا ضمن نطاق السياسات والمخططات والظروف النقدية والاستراتيجية والاقتصادية والسياسية للدولة، وكله مرتبط ببعض في منظومة واحدة ..

وهناك وسائل فنية تقنية تساعد على تحديد سعر العملات الذي أصبح يتغير (ديناميكيا) لكي يتكيف مع الظروف المتغيرة ليس فقط كل دقيقة بل كل ثانية، وهذه الوسائل الفنية التقنية متاحة ومعروفة ومتوفرة، ولا فيها لا علم ولا ذرة، و (سوق العملات الليبي) الحقيقي الذي يعمل بشكل فعلي وطبيعي في الشارع هو خير دليل على ذلك.

محاولات تحديد سعر جديد للدينار مقابل العملات الأخرى بنفس الأسلوب التقليدي “الأستاتيكي” رغم أنه حل أفضل من لاشئ، ولكنه سيعيد على الأرجح المعضلة من جديد إلى المربع الأول في خلال أسابيع أو أشهر قليلة، والموضوع ليس “إنهُ وحيث أنه، أن كمية الدينارت = ص، وكمية الدولارات = س، وبناء على ذلك فأن سعر الدولار = ص/ س!” ..

فكمية الدولارت أو العملات الأخرى المتاحة ليست ثابتة بل متغيرة بصفة مستمرة، وكذلك فأن كمية الدينارات الليبية التي تبحث عن دولارات هي أيضا ليست ثابتة بل متغيرة بصفة مستمرة، ولا توجد حاجة لإعادة اختراع العجلة حول الطريقة الأكثر جدوى وفعالية للتعامل مع الأمر، وقد حاولنا في منشور سابق تقديم مثال لصيغة وآلية مبسطة لتوضيح الموضوع.

نتمنى في كل الأحوال من السادة المتصدرين والخبراء أن يتقوا الله في هذا الشعب وأن تنتهي مناظر الطوابير والأبواب الخلفية والتخنيس واللف والدوران ويحل محلها النظام والشفافية والعدل والإنسانية والأدمية، وتحقيق ذلك ممكن ومتاح في خلال أسابيع قليلة، وعلى الناس أن يكون لهم موقف وأن لا يرضوا ولا يقبلوا بعد الآن بالإذلال والامتهان أمام أبواب المصارف، فلا يوجد مبرر منطقي واحد لذلك.

مشاركة الخبر