| أخبار
“الجزيرة” تكشف عن تورط لواء طارق بن زياد بالتعاون مع السلطات المالطية في إعادة وسحب المهاجرين إلى ليبيا
كشفت وكالة سند للتحقق والرصد الإخباري التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية خلال تحقيقاً صحافياً أجرته بالتعاون مع قناة الجزيرة الإنكليزية أثبث بالدليل وجود تعاون سري وغير معلن بين كتيبة طارق بن زياد التابعة لرئيس القوات المسلحة شرق البلاد خليفة حفتر وتحديداً لنجله ” صدام ” وبين السلطات المالطية لسحب مهاجرين من عرض البحر وإعادتهم إلى ليبيا عبر التهديد والقرصنة .
وأفصح التحقيق المدعوم ببيانات ملاحية دقيقة، نفاذ الوقود من سفينة وعلى متنها حوالي 250 طالب لجوء وسط البحر الأبيض المتوسط، مما عرض حياة ركابها للخطر، وقيام طائرة المنظمة غير الحكومية، (سي بيرد 2) بتوجيه نداء إنذار إلى سفينة تجارية قريبة، تحمل اسم (سان فليكس)، وقال مركز تنسيق الإنقاذ المالطي، إنه “سيتعامل مع القضية” بعد ذلك .
كما أكد التحقيق على قدوم سفينة ليبية، تتبع لـ”طارق بن زياد”، وهي متجهة نحو القارب رغم النداء الموجه للسلطات المالطية ، وعلى اثر هذه العملية تم نقل الـ 250 راكبًا إلى بنغازي، في المنطقة الشرقية من ليبيا المقسمة، حيث يدير خليفة حفتر بدعم من مجلس النواب الليبي مؤسسات موازية للحكومة المعترف بها أمميًا في طرابلس.
وفقًا للشهادات التي جمعتها منظمة “ألارم فون”، وهي خط ساخن مخصص لقوارب اللاجئين المنكوبة، تم اعتقال اللاجئين عند وصولهم وسرقة ممتلكاتهم.
ووفق التحقيق فإن عمليات السحب أو الإعادة التي نفذتها مليشيا طارق بن زياد من “منطقة البحث والإنقاذ” الخاصة بمالطا أصبحت أمرًا معتادًا، حيث وقعت الحادثة الأخيرة التي شملت 300 طالب لجوء في 26 يوليو.
كما أكد المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة فلافيو دي جياكومو لقناة الجزيرة أن اعتراض قارب للاجئين في “منطقة البحث والإنقاذ” التابعة لمالطا، دون موافقة السلطات المختصة “يشكل انتهاكًا للقانون الدولي”.
وأضاف أنه “يجب إنقاذ المهاجرين على الفور” بتنسيق من السلطات المختصة و “إنزالهم في ميناء آمن”.
كما تأكدت قناة الجزيرة من أن كتيبة طارق بن زياد متورطة في إدارة السفينة، ومنذ أواخر عام 2021، رحّل اللواء آلاف الأشخاص قسراً من جنوب غرب ليبيا، ووضعهم في شاحنات متجهة إلى الحدود مع النيجر “لتخليص” البلاد من “المهاجرين غير الشرعيين”، حسبما كتبت منظمة العفو الدولية في تقرير عام 2022 وفق القناة.
وقالت القناة أنها تمكنت من رصد عدد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي أكد تورط قوات حفتر في عمليات سحب متعددة في البحر المتوسط منذ مايو عن طريق منشورات على “تيك توك” و”فيسبوك” ، كانت الجزيرة قد تحققت من أن أعضاءها كانوا على متن/حول سفن طارق بن زياد.
ووفق القناة فقبل السابع من يوليو، شوهدت السفينة طارق بن زياد وهي تقوم بعمليات سحب في مناسبتين منفصلتين وفي 12 يونيو، تم اعتراض قارب على متنه حوالي 50 شخصًا في مكان غير معروف بالبحر الأبيض المتوسط، وتم رصده بواسطة طائرة تديرها “سي ووتش” أثناء سحبها للخلف وفي 23 مايو، أبلغت “ألارم فون” السلطات المالطية عن سفينة منكوبة تحمل حوالي 500 شخص داخل منطقة البحث والإنقاذ الخاصة بهم.
وبالنظر إلى مواقع التتبع البحري رصدت “طارق بن زياد” داخل “منطقة البحث والإنقاذ المالطية، متوجهة نحو القارب المنكوب في 24 مايو، قبل أن تطفئ إشارة “الجي.بي.أس” الخاصة بها وفق الجزيرة.
وفي تصريحات لتحقيق الجزيرة قال خبراء البحرية من “أتلانتيك باسيفيك” – وهي منظمة غير حكومية تقدم التدريب في عمليات الإنقاذ – للجزيرة: إن أنماط الانجراف والظروف الجوية في ذلك اليوم تجعل من “المستبعد” أن تنجرف السفينة إلى منطقة البحث والإنقاذ الليبية، قبل أن يتم اعتراضها.
وأشارت القناة إلى أنه وعندما بدأت سفينة “طارق بن زياد” عمليات السحب في مايو، أجرت إيطاليا ومالطا زيارات رسمية إلى حفتر وهو ممثل غير حكومي وفق وصفها في نظر القادة الغربيين ومنافس للحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها حيث ولأول مرة، سافر وفد دبلوماسي مالطي إلى بنغازي للقاء القائد العسكري يومي 29 و30 مايو وفق ما أفادت به القناة.