بعيداً عن صخب اسواق العاصمة وشكوى الجميع من جنون اسعار ملابس العيد التى شهدت ارتفاعاً غير مسبوق ، كان لصدى ان تتجه لأسواق اخرى لمعرفة اذا ما كانت حمى الاسعار تضرب فى اماكن اخرى ام هى اقتصار على العاصمة وحدها ،
اتجهنا شرقاً حيث مدينة مصراته اكبر مركز تجارى في المدن القريبة كان هدفنا تحديداً محلات بيع الملابس وهي كانت موزعة على اطراف المدينة من نواحيها المختلفة ، وقليل منها كان بوسط المدينة المحلات كانت تعج بالمتسوقين ويلاحظ الطابع العائلي للتسوق
إلى ما يسمى دائري الاذاعة انطلقنا حيث قيل لنا انه يشتهر بكون اسعاره معتدلة ،
لدى ولوجنا الى بعض المحلات وجدنا ان بعضها يضع اسعار الملابس على كل قطعه فيما بعضها لا يضع اسعاراً حيث يتحتم عليك سؤال البائع او مساعديه عنه وهم كثر وتجدهم بجوارك .
من خلال تفحصنا لتلك الاسعار ظهر لنا ان اسواق هذه المدينة ايضا تتعرض ايضاً لهجمة ارتفاع الاسعار وان كانت في ملابس الاطفال خصوصاً أدنى بقليل من اسعارها بطرابلس .
اسعار تكاد تكون متقاربة بالمحلات ذات ديكور وبضائع تركية اسعارها مرتفعة ،
اما المحلات التي تعتبر نوعاً ما شعبية والبضائع معظمها ذات منشأ صيني فهي بأسعار اقل ولكن اجمالاً هي اسعار مرتفعة متوسط بدلة طفل 95 دينار بنطلون وقميص وفساتين البنات 80 دينار في المتوسط وملابس الشباب والفتيات فهي عبارة عن متوسط الاطفال X مضروبا في 2 ، فسعر قميص وبنطلون الأولاد متوسطه 200 دينار ،ويبلغ متوسط القطعة الواحدة للبنات جاكيت او بلوزة او قميص او قونة سكيرت او بنطلون حوالى 150 دينار ،
ولن نتكلم عن اسعار تناطح 300 دينار فهى لاتلاقي القبول الا عند فئة نادرة ، حسبما رأينا وحسب افادة التجار انفسهم ،
ايضاً لزيادة التوضيح كانت لنا لقاءات مع المتسوقين سألنا بعضهم عن الاسعار ،هى مرتفعة قياسا بأيام السنة الاخرى ومقارنة بسنوات سابقة لكننا نجد لهم العذر فهم كتجار ملابس لايشترونها من خلال اعتمادات بل بسعر متوسط 8 دينار عن الدولار الوحيد مما سيرفع السعر بالتأكيد مضافاً اليه مصاريف اخرى اجابت احدى المتسوقات ،
وفى رد عن سؤالنا لأحد المتسوقين والذي كان مرفوقا بعائلته عن رأيه في اسعار ملابس العيد فإنه أبدى تذمراً كبيراً ملقياً باللوم على التجار وجشعهم،
انهم يستغلون الموسم، هكذا وصف هذا المتسوق الحال مضيفاً ان مايدعوه للشراء فقط رغبته في ادخال البهجة على اطفاله ومساواتهم بأقرانهم من الاقارب والجيران فدموع الاطفال لن تلتمس لك اي عذر رغم شح السيولة مثلما جاء في رد هذا المتسوق .
على الضفة الثانية كانت لنا احاديث مقتضبة مع التجار
اننا لانستوردها مباشرة فلا اعتمادات للمحلات كما ان كثير مما ليسو اصحاب شركات استيراد حتى يقومو بالاستيراد من خلال اعتمادات محدودة ان وجدت وعليه فإننا نتجه لتجار الجملة والذين يمنحونا خصماً وتسهيلا بالدفع من خلال تعاملنا المستمر معهم مما يجعلنا دورنا دور الوسيط بين تاجر الجملة والمشتري وعليه فلا نسأل عن الارتفاع الحاصل بالاسعار فلسنا مصدر السلع الرئيسي، هكذا كان رد احد تجار الملابس ،
وفي لقاء مع صاحب احد المحلات ذات بعض الفروع بالمدينة وفي رده عن سؤالنا عن كيفية التسعير واسباب الارتفاع
فأجاب بالقول كلنا يعرف ان مصدر هذه السلع غير محلي وعليه نلجأ الى اسواق تركيا او الصين ونقوم بالتحويل وفقا لتجار يعملون بهذا السلك في السوق الموازي وهو سوق متذبذب الا انه في جميع الاحوال لن يقل عن 7,500 دينار لكل الف دولار مما يرفع حتماً من سعر السلع ناهيك عن اسعار الشحن وايجار المحل ومرتبات الباعة ومصاريف اخرى متفرقة .
وعليه فإن الهامش لن يكون مرتفعاً كما ان المقارنة مع اسعار سنوات سابقة لاتصح فلكل زمان ظروفه الاقتصادية الخاصة به ،
زادت حيرة المواطن الذي تتقاذفه اوضاع اقتصادية سيئة من كل جانب فمن غياب للسيولة الى ارتفاع في الاسعار بل ونقص في السلع ذاتها ، ومعه نقول متى نرى نهاية هذا النفق؟؟