في لقاء خص به صحيفة صدى الاقتصادية الدكتور ياسين بوسرويل يتحدث عن الميزة التنافسية للقطاع الخاص والاقتصاد الليبي ، والذي استهلينا اللقاء معه بالسؤال التالي:
ماهو تقييمك للسوق الليبية من جانب الاستهلاك ؟
فكانت إجابته: أن السوق الليبية تعد من اكبرالأسواق الاستهلاكية في شمال أفريقيا بالرغم من قلة عدد السكان .
وبالسؤال عن السبب وراء ذلك ؟ كانت إجابته أن أحد اسباب الاستهلاك المفرط هو ثقافة المستهلك نفسه ، كما أن وجود عمليات تسرب لبعض المنتجات الليبية وكذلك المستوردة خارج البلاد عن طريق المنافذ البرية قد فاقم هذا السلوك الاستهلاكي، وبلغة الارقام فإن معدل التسرب الغير رسمي يتجاوز 30% حسب التقديرات.
أما السؤال الثالث فهو عن موقع او مكانة المنتجات الليبية في السوق المحلي؟
وقد أجاب الدكتور ياسين أن المُنتج الليبي وبالأخص السلع الغذائية الأساسية تحتل موقع جيد، فعلى سبيل المثال:
فالرغبة أو الطلب على المنتجات الليبية في السوق المحلي أصبحت اكثر من المنتجات الأجنبية ، وهذا مايفسر انخفاض كمية الصادرات التونسية والتركية من السلع الغذائية الأساسية إلى ليبيا وبنسبة تتجاوز 20% وهو ناتج عن إرتفاع تكاليف إنتاجها وشحنها خلال عامي 2021-2022 والذي رافقه زيادة الطلب على هذه السلع بالأسواق الداخلية، أضف إلى ذلك أن المجمعات الصناعية بالدول المذكورة تنقصها المواد الخام التي تتوفر بنسبة 60% في أحسن الاحوال، وكفاءة الموارد البشرية.
وأضاف بوسرويل أنه يجب أن لا ننسى أن بعض المجمعات الصناعية وبالأخص التي تعتمد على إستيراد جزء كبير من مواد الخام من الخارج قد ساهمت في انخفاض بعض الواردات الجاهزة لبعض الدول .
وبسؤالنا عن المجمعات الصناعية التي تحدث عنها الدكتور ياسين فإن البعض يرى أنها تحتكر السوق ولا تسمح بالمنافسة ولابمرونة السوق؟ فكان رده:
إننا لا نتحدث عن الاحتكار ولكننا نتحدث على قدرات يملكها بعض المنتجين و رجال الاعمال الليبيون اليوم والتي لم يكونوا يملكونها في وقت سابق.
أما السؤال الأخير فكان عن نتيجة بعض الدراسات التي أجريت في ليبيا سابقا والتي اثبتت أن الاستصلاح الزراعي غير مُجدي، وبالتالي فإن الاستيراد من الخارج سيكون اقل كلفة فما تعليقك على ذلك؟
فكان رد الدكتور ياسين أن بعض الدراسات التي أجريت في السابق حول الاستصلاح الزراعي في ليبيا وجدواه أثبتت أن الاستيراد من الخارج أنجع وأقل كلفة من الاستصلاح أو حتى التصنيع بالداخل، ومع التغيرات الاقتصادية العالمية لا يمكننا الأخذ بها اليوم حيث يشهد العالم ارتفاع اسعار المواد الخام، هذا إلى جانب تغيير بعض السياسات المالية في الدولة الليبية، وارتفاع سعر صرف العملات الاجنبية مقابل الدينار الليبي، ورفع الدعم السلعي الذي كان يقدم للمواطن عبرالجمعيات الاستهلاكية.
وفي الختام دعا الدكتور ياسين إلى تبني ثقافة جديدة تدعو إلى خلق تنمية حقيقية من خلال برنامج وطني اقتصادي متكامل، والذي من خلاله يتم تطوير المنتجات والصناعات والخدمات سواء الغذائية أو التقنية أوالزراعية أو المالية.