كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الثلاثاء أن تركيز مستشار الرئيس الأمريكي بولس مسعد يثير الاقتصاد المرتبط بقضية الأموال الليبية المجمدة في الخارج ويُنذر التحيز الواضح لإدارة الدبيبة بتعميق التوترات مع الحكومة شرق البلاد مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الليبي .
وبحسب الصحيفة سلط التقرير الضوء على عشاء عمل خاص جمع بولس بالدبيبة في فيلا ساحلية بطرابلس على عكس اجتماعات عامة أخرى عقدها الدبلوماسي الأمريكي في طرابلس وبنغازي خلال زيارته في يوليو أبدى بولس اهتماما كبيرًا بفرص الاستثمار في قطاع النفط الليبي بينما ركز على فرص الأعمال في طرابلس مما خلق تداخلًا محتملًا بين مصالح العائلة وأولويات الدبلوماسية الرسمية .
وتطرقت الصحيفة إلى أن خلال مناقشات الدوحة قدّم بولس مقترحًا وصفته بعض وسائل الإعلام بأنه غير مسبوق حيث يقترح فكّ التجميد الجزئي للأصول الليبية المودعة في بنوك غربية مقابل منح عقود إعادة إعمار لشركات أمريكية.
وأشار مراقبون إلى أن هذا الترتيب يُشير بوضوح إلى دعم الولايات المتحدة لحكومة الدبيبة في طرابلس، مما أثار قلق بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين أثاروا هذه القضية مع وزارة الخارجية الأمريكية .
وتابعت الصحيفة بالقول أن بولس أنكر في البداية حضوره اجتماع العشاء الخاص لكنه أقرّ به لاحقًا واصفًا إياه بجلسة عمل مقللًا من أهمية مناقشات الأصول الليبية المجمدة.
كما أعرب عن اهتمامه بإبرام صفقات في قطاع النفط الليبي وفقًا لمصادر مقربة حيث عبر في بعض رجال الأعمال الليبيين عن قلقهم من أن البلاد تستحق وسيطًا أكثر حيادية مما يعكس حساسية الوضع حيال تضارب المصالح المحتمل .
ووصف المحللون نهج بولس بأنه يعكس دبلوماسية عهد ترامب التي تعطي الأولوية للصفقات التجارية والفرص للشركات الأميركية حتى عندما يتعلق الأمر بزعماء مثيرين للجدل أو شخصيات استبدادية .
وأكدت الصحيفة أن وضع بولس وفريقه ثلاثة شروط أساسية لأي مناقشات مستقبلية: أولها يتعلق بإدارة المؤسسة الوطنية للنفط وهي مسألة بالغة الحساسية بالنسبة لواشنطن والتي تهدف إلى ضمان عودة الشركات الأمريكية إلى حقول النفط وفي هذا الصدد استفاد بولس من الدعم والخبرة الإيطالية لموازنة النفوذين الروسي والصيني في المنطقة وفقا لصحيفة.