تتأثر تجارة النفط الخام بشدة بالمقاييس الجيوسياسية والتي تحدد بشكل مباشر حجم واتجاه التدفقات في جميع أنحاء العالم ، ومن الأمثلة المثيرة للاهتمام التي تم دراستها ” ليبيا” حيث من المتوقع الآن أن يسترد “حقل الشرارة ” إنتاجه اليومي ليصل إلى 300 ألف برميل يوميًا بنهاية مارس ، ويعتبر الشرارة أكبر الحقول الليبية وقد عانى الحقل من الانقطاعات مرارًا وتكرارًا آخرها كان منذ ديسمبر الماضي 2018 .
وفي هذا الشأن نشرت ” IHS Markit ” في 13 مارس ونقلاً عن المؤسسة الوطنية للنفط أن التكلفة المتعلقة بوقف الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر في هذا الحقل قد وصلت إلى 1.8 مليون دولار أمريكي بسبب فقدان الطاقة الإنتاجية بحوالي 20000 برميل يوميًا بسبب التخريب ، حيث تعمل المؤسسة الآن على أستعادة هذه السعة المفقودة البالغة 20.000 برميل يومياً في الحقل ، وبما أن ليبيا كانت معفاة سابقًا من أحدث أتفاقية أوبك + بشأن خفض الإنتاج فأن هذا الحقل يمثل حوالي ثلث إجمالي إنتاج ليبيا من النفط. نظرًا لموقعه وقدرته .
وذكرت ” بلومبيرغ ” اليوم أن ” أسعار النفط تسعى لتحقيق مكاسب أسبوعية مع أجتماع أوبك + لمناقشة تمديد التخفيضات ، ومن المقرر أن يناقش أكبر منتجي النفط الخام في العالم تمديد قيود الإنتاج التي تعهدوا بها لتجنب وفرة عالمية ، وقد تم تداول العقود الآجلة في نيويورك بالقرب من أعلى مستوى لها في أربعة أشهر ، على مسار تقدم أسبوعي بنسبة 4.4 % .
ومع تضخم مخزونات النفط العالمية رغم الأتفاق العالمي بشأن خفض الأنتاج وتراجع أسعار الخام بمقدار الخمس في الشهر الماضي ، يبدو أن أوبك تخسر معركتها لموازنة السوق.
ولكن هناك معركة حرجة كانت المجموعة المصدرة للنفط قد ربحت فيها حتى الآن ، حيث كسب أعضاؤها أموالاً هذا العام أكثر من العام الماضي ، ومن المرجح أن تحفز توقعات زيادة الإيرادات أوبك على الألتزام بخفض الإنتاج أو حتى تعميقها.
وتضيف رويترز اليوم الجمعة أن أوبك تستعد لتمديد خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر إضافية بعد فشل أتفاق العام الماضي في إزالة وفرة المعروض العالمي أو تحقيق أنتعاش مستدام في الأسعار ويقول “وزير النفط السعودي خالد الفالح ” في الجلسة الأفتتاحية لأجتماع المجموعة في فيينا “إن الحفاظ على نفس المستوى من الإنتاج حتى مارس 2018 “خيار آمن للغاية ويكاد يكون مؤكدًا “
هذا وقد أنخفضت أسعار النفط بسبب خطة ترامب لبيع نصف مخزون النفط الأمريكي مما يضيف إلى وفرة عالمية ، حيث أنخفضت أسعار النفط يوم الثلاثاء متأثرة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبيع نصف مخزون النفط الضخم في البلاد ، مما يهدد بوفرة مستقبلية حتى لو خفضت أوبك وحلفاؤها الإنتاج لمحاولة تشديد السوق و أنهى خام برنت سلسلة من المكاسب المتتالية لأربعة أيام متراجعاً 36 سنتا عند 53.51 دولار للبرميل كما أنخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف 33 سنتًا إلى 50.80 دولارًا أمريكيًا.
ويتوقع أن تقوم أوبك برفع أنتاج النفط بمقدار مليون برميل يومياً عن يوليو ، حيث أتفقت أوبك اليوم الجمعة على زيادة متواضعة في انتاج النفط اعتباراً من يوليو القادم بعد أن أقنعت السعودية ايران بالتعاون مع دعوات من المستهلكين الرئيسيين للمساعدة في خفض سعر الخام وتجنب نقص المعروض.
كما وافقت المجموعة على أن أوبك وحلفائها بقيادة روسيا أن يزيدوا الإنتاج بحوالي مليون برميل يوميًا ، أو 1 % من المعروض العالمي وستكون الزيادة الحقيقية أصغر لأن العديد من الدول التي تعاني من نقص الإنتاج في الآونة الأخيرة ستصارع من أجل العودة إلى الحصص الكاملة .
وتضيف رويترز ” أن أكبر تجار النفط و المديرين التنفيذيين الذين تمت مقابلتهم هذا الأسبوع في مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للبترول في سنغافورة يتوقعون بأن أسعار النفط ستسقر بين 40 إلى 60 دولارًا للبرميل على مدار الـ 12 شهرًا القادمة حيث كان تداول خام برنت في هذا النطاق خلال الأشهر الخمسة الماضية”