وجدت عدة بلديات ليبية نفسها أمام أزمات خانقة قديمة متجددة بسبب تذبذب التيار الكهربائي وانقطاعه لساعات طويلة أو الإظلام التام ما جعلها تستنكر الحال الذي وصلت إليه.

تأثيرات صحية واقتصادية ونفسية خلفتها هذه الأزمات في حياة المواطنين الذين يقاسون أساساً سوء الخدمات المختلفة وشح السيولة النقدية والأدوية والازدحام أمام محطات الوقود بالإضافة لانقطاع المياه المتكرر وغيرها من المصاعب.
بلديات طرابلس الكبرى تشتكي
تقدمت بلديتا طرابلس المركز وسوق الجمعة بمذكرات ورسائل شكاوى للمجلس الرئاسي عبر وزارة الحكم المحلي تعبران فيها عن سخط المواطنين من سوء وضع الكهرباء بها والذي يمتد انقطاعه لـ 14 ساعة وتزيد حتى 24 ساعة متهمة الشركة العامة للكهرباء بالتقصير، وقد طالبت حتى بتغيير مجلس إدارتها وإقالة المسؤولين بها جراء تقصيرهم.
سوق الجمعة تطالب بالتحقيق مع شركة الكهرباء
وأكد المجلس البلدي سوق الجمعة في بيان له الخميس أن أزمة الكهرباء متعمدة من الشركة العامة للكهرباء، وأكد على وجوب إقالة مجلس الإدارة وإحالة أعضاءه للتحقيق ومعرفة أين صرفت كل الأموال المخصصة لقطاع الكهرباء.


بلدية طرابلس المركز: يجب التحقيق في رفض برنامج طرح الأحمال
في رسالة موجهة من عضو المجلس البلدي طرابلس “ناصر الكريو” والذي يشغل أيضا عضوية لجنة أزمة طرابلس طالب فيها رئيس المجلس الرئاسي “فائز السراج” بالتحقيق بالخروقات ورفض برنامج طرح الأحمال، وأسباب عدم إنجاز الحلول المقترحة لحل أزمة الكهرباء.

بلدية سرت: إظلام تام وربط على الشبكة بالمنطقة الشرقية
بسبب أزمة الكهرباء التي تعاني منها البلدية أعلنت البلدية عن اتخاذها قراراً بربط البلدية مع المنطقة الشرقية للحصول على حوالي 100 ميجا ومع ذلك فقد حصل انهيار في الشبكة الكهربائية للمنطقة الشرقية.
وأوضحت البلدية أنها تواصلت مع الشركة العامة للكهرباء وتم الحصول على حوالي 60 ميجا مضيفة أن ساعات طرح الأحمال حوالي 4 ساعات يومياً.
بلديتا الغريفة وأوباري تطالبان باستكمال مشروع محطة أوباري الغازية
معاناة حقيقية تعاني منها البلديات الجنوبية خلال فصل الصيف والذي يضيق الحال أكثر على المواطنين فيها هو انقطاع التيار الكهربائي الذي أثر صحيا ونفسيا واقتصاديا على المواطنين.
ويقول مدير المكتب الإعلامي لبلدية الغريفة “فرج المرابط” أن بعض المراكز الصحية والعيادات والوحدات الصحية بالمنطقة وكذلك المستشفى القروي بالغريفة تعمل بأقل الإمكانيات المتاحة في ظل انقطاع تام للكهرباء.
وأضاف أنها تقوم بتوفير وتأمين الوقود لمولدات الكهرباء المتوسطة الجهد الخاصة بالمرفق الصحي بالمجهودات الذاتية من أجل المحافظة على الأمصال واللقاحات والأدوية الموجودة داخل المستشفى، مشيراً إلى أن المراكز التي لا يوجد بها مولد فأن الأدوية فيها عرضة للتلف، وأنها تصبح غير صالحة للاستعمال خصوصاً التي تحتاج إلى درجات حرارة خاصة.

بلدية أوباري هي الأخرى اشتكت في بيان لها من الوضع الكهربائي في البلدية حيث نص البيان على أن “الوضع أصبح لا يطاق” وأن انقطاع الكهرباء المتواصل يأتي ليزيد وضع المواطن الذي يعاني من شح الوقود وانعدام السيولة إلى جانب دمار البنية التحتية بحسب البيان.

تداعيات أزمة الكهرباء على البلديات
قالت بلدية سوق الجمعة أن مجموعة من الشباب المحتج على تردي خدمات الكهرباء قد نظموا مظاهرة احتجاجية حيث قاموا بإغلاق الطرق الرئيسية للمطالبة بإيجاد حل سريع للأزمة الراهنة في إعادة لسيناريو الأعوام الماضية عندما كانت البلدية تمر بنفس الأزمة .

عودة حراك غضب فزان إلى الواجهة
في تصريح لمنسق حراك غضب فزان “بشير الشيخ” لصدى أكد عودة الحراك إلى تنظيم اعتصامات أمام حقل الشرارة النفطي بداية من السبت للمطالبة بحل سريع للأزمة عبر تشغيل المحطة الغازية بالقرب من مدينة أوباري

وكان حراك غضب فزان قد أغلق حقل الشرارة النفطي في شهر ديسمبر الماضي احتجاجاً على ذات الظروف مسببا في خسارة مليار دولار للدولة الليبية بحسب ما ذكره المؤسسة الوطنية للنفط.
محتجون يقطعون الكهرباء عن حقول منظومة الحساونة سهل الجفارة
للمرة الثانية خلال أسبوع يقدم مسلحون على إجبار مشغلي محطات الكهرباء (1.2) على قطع الكهرباء عن كافة الحقول بالمنظومة احتجاجا على الإظلام التام الذي يعاني منه الجنوب وهو ما تسبب في انقطاع المياه عن طرابلس أولا ثم المدن والمناطق الوسطى والشويرف .

حلول يسعى إليها الرئاسي
في اجتماع ضم رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء، وعدد من الوزراء تم التباحث حول الوضع الحالي لشبكة الكهرباء، وإيجاد حلول عاجلة لتغطية العجز في الإمدادات ومعالجة ضعف التيار الكهربائي بالإضافة إلى متطلبات بعض المحطات من أعمال صيانة، وتذليل العقبات التي تواجه تنفيذ مشروعات الشركة والتي تكفل إنهاء الأزمة.

من جهة أخرى طالب الرئاسي وزير الاقتصاد وعضو لجنة الأزمة بالتحقق من أسباب زيادة طرح الأحمال ورفض بعض المناطق الدخول فيه .

وفي ظل اشتداد أزمة الكهرباء وتنامي الحراك الشعبي ضد الأزمة الكهربائية ومجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء هل تجد الحكومة حلولاً سريعة لتدارك هذه التحركات أم سيكون الرأي للشارع.