لم يكن من السهل كشف أسرار شبكة تهريب الوقود بين ليبيا ومالطا وأيطاليا إلا بعد مقتل الصحفية المالطية ، حيث بدأت أسرار هذه الشبكة في الظهور علنا وقد تناقلت الصحف المالطية هذه الاخبار ، حيث ذكرت صحيفة مالطا اليوم أن المالطيون مطلوبين في إيطاليا على خلفية تهريب الوقود الليبي بقيمة 30 مليون يورو .
فقد أصدر الإيطاليون مذكرة توقيف بحق لاعب كرة القدم المالطي السابق “دارين ديبونو ” ، ومهرب التهريب الليبي فهمي بن خليفة، وأحد أفراد المافيا الصقلية نيكولا أورازيو روميو في الشهر الماضي .
وقد أصدر مدعى عام قضائي إيطالي أوامر اعتقال للمتهمين المالطيين والإيطاليين والليبيين بشأن مزاعم بتهريب الوقود من ليبيا.
المشتبه بهم المالطيين هم لاعب كرة القدم السابق دارين ديبونو وجوردون ديبونو، الذي يدعي ” بروسكتور” والمسؤول عن تنظيم النقل البحري من خلال الشركات العاملة في الأعمال غير المشروعة ، ومن بين المشبوهين الآخرين ملك التهريب الليبي فهمي سليم موسى بن خليفة الذي اعتقلته في أغسطس الماضي قوة الردع الخاصة – في طرابلس ؛ وأيضا نيكولا أورازيو روميو، من كاتانيا في صقلية.
ويعتبر “روميو ” ، مرتبط بعشيرة المافيا في سانتاباولا-إركولانو، والذي تم كشفه من قبل أوراق بنما المتعلقة بتنظيم داعش حيث أكد وجود شركات في الخارج مرتبطة بنفس عنوان “سان غوان ” كما حال شركة “أدج ترادينق ” .
ويجب الإشارة هنا أن شركة Adj trading ذكرت في تقرير لمجلس الأمن الدولي على ” أنها شركة تهريب وقود حيث توفر مصدرا هاما للإيرادات بالنسبة للجماعات المسلحة المحلية والشبكات الإجرامية”. ووفقا لتقرير صادر عن تايمز أوف مالطا، فإن العقل المدبر هو الليبي فهمي بن خليفة، الذي يشارك في شركة أدج ترادينغ مع لاعب كرة القدم المالطي السابق دارين ديبونو وأخرين .
حيث قال المدعي العام ان روميو “جزء لا يتجزأ من المكون المالطي للمنظمة التي تتمثل مهمتها الرئيسية في تنظيم نقل الوقود عن طريق البحر”.
وقيل إن العملية نفذت أكثر من 30 رحلة لنقل أكثر من 80 مليون كيلوغرام من الغاز، بقيمة حوالي 30 مليون يورو.
وكانت الشركة في نقطة واحدة يملكها كل من بن خليفة وديبونو، وكانت الشركة تستخدم لتشغيل شبكة من سفن الصيد المستخدمة لتهريب الوقود وفقا لتقرير الأمم المتحدة في عام 2016.
وقد صدرت مذكرات الاعتقال الاخرى لماركو بورتا مدير الشركة لشركة ماكسكوم بانكر الايطالية والوطنية طارق دردار المشتبه فى تحصيل اموالهم من الحسابات الاجنبية المحتفظ بها لبن خليفة.
وقال المدعي العام في كاتانيس أن نيكولا أورازيا روميو، سبق أن أشير إليها في عام 2008 على أنها تنتمي إلى عشيرة سانتاباولا ومعقل للابتزاز في منطقتي أسيريالي وأسي كاتينا.
ووفقا للتحقيق الإيطالي، فإن شركة “ماكسوم بانكر سبا” – دين دين روما ، ستبيع الوقود في فرنسا وإسبانيا بأسعار مماثلة كمنافسين، ولكنها تستفيد من شراء الوقود المهرب بأسعار مخفضة بنسبة 60٪.
وكما حدد فريق خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم ، فإن بن خليفة الذي كان يسيطر على أعمال التهريب من موانئ زوارة وأبو كماش و بعض السفن المرسلة في البحر مع الوقود، سوف ترسو 40 و 60 ميلا بحريا قبالة الساحل الليبي، حيث حددها نظام التتبع . وبعد أن يتم تحميلها، فإنها تعود إلى مالطا. وتبقى السفن على ما لا يقل عن 12 ميلا بحريا قبالة الساحل، خارج المياه الإقليمية المالطية، في حين أن تصريف الوقود إلى السفن الأخرى التي تحملها إلى الساحل.
وتظهر سجلات الشركة أن خليفة قد حصل على أسهم بقيمة 330،000 يورو في التجارة مع شركة ADJ، ونفس المبلغ يحتفظ به ديبونو ومساهم آخر يدعى إبراهيم عرفة أحمد.
وقيل إن خليفة سيطرعلى الميليشيات، وترأس مجلس إدارة شركة “ليوبود، تيوبودا أويل أند غاس سيرفيسز ليميتد ” ، التي طلبت الحصول على ترخيص لاستيراد الوقود إلى مالطا. وقال التقرير إنه وفقا للسلطات المالطية، رفض الطلب بسبب الحالة في ليبيا.