نشر ” المعهد الدولى للعلاقات ” اليوم 23 يناير ، تقريرا أشار فيه للاهتمام العالمي الواسع حول الهجرة غير الشرعية في شمال أفريقيا ، حيث تستمر الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. ، مع تزايد القصص والتقارير المنتظمة حول إنقاذ المهاجرين من قوارب الغرق ، والقضايا المتعلقة بأستقبالهم في أوروبا ، وتأثيرها على السياسة الأوروبية.
وقد لفتت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) الانتباه إلى تدفق المهاجرين الأكبر والأكثر فتكًا عبر الصحراء ، حيث يستند التقرير في المقام الأول على الحكايات التي تم الحصول عليها من التقارير على أرض الواقع ، ورغم أن الإحصاءات ضعيفة ولكن أستنتاجات جديرة بالثقة.
وتستشهد هيئة الإذاعة البريطانية ببيانات من المنظمة الدولية للهجرة (IOM) ، ووفقاً لتقارير المنظمة الدولية للهجرة كان هناك 6000 متاجر في عام 2015 في منطقة أغاديز في النيجر فقط والذين نقلوا حوالي 340،000 مهاجر عبر الصحراء إلى ليبيا.
وفي نهاية المطاف كان المهاجرون متجهين إلى أوروبا وجاءوا من جميع أنحاء غرب أفريقيا إلى أغادير والتى تعتبر مركز التجارة عبر الصحراء.
وهى أفقر جزء في العالم حيث كانت أرباح الاتجار كبيرة ؛ ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن أحد المُتاجرين قوله إنه كسب ما يصل إلى 6،000 دولار في الأسبوع.
وفي عام 2015 حظرت الحكومة النيجيرية الاتجار بالبشر عبر الصحراء الغربية تحت ضغط من الدول الأوروبية ، و ينسب الأنخفاض الملحوظ في معدلات الهجرة إلى القانون.
وتضيف التقارير أن المهرّبين يجدون طرقاً جديدة ومختلفة عبر الصحراء الكبرى ، على الرغم من أن هذه الطرق غالباً ما تكون بعيدة عن مصادر المياه ومن المفترض أن تؤدي إلى معدلات وفيات أعلى.
كما تلاحظ هيئة الإذاعة البريطانية أن القصص حول مخاطر الهجرة والظروف القاسية في مراكز الاحتجاز في ليبيا وحتى في أوروبا تعود إلى القرى في جميع أنحاء غرب أفريقيا مما يقنع المهاجرين المحتملين بالبقاء.
وتعتبر النيجر عضو في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS) ، التي تسمح بحرية حركة الأشخاص عبر الحدود ومن ثم فإن الاتجار ربما كان قانونياً ، على الأقل حتى الحدود النيجرية مع ليبيا ، التي ليست عضواً في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ، ومن ثم يفترض أنها سدت باب الاتجار رغم الحروب الأهلية..
أن الهجرة عبر الصحراء الكبرى هي أيضا أخطر بكثير من منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتقدر مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) في النيجر بالنسبة لكل مهاجر في المتوسط ، يوجد اثنان على الأقل في الصحراء.
أن التجارة عبر الصحراء تقليد قديم ، حيث تشير التقديرات إلى أن تجارة الرقيق عبر الصحراء استمرت لفترة أطول من تجارة الرقيق في الأطلسي وشاركت في سقوط عدد كبير من الضحايا.
لكن الاتجار بالبشر من غرب أفريقيا إلى أوروبا لا يزال غير مفهوم ، وليس من الواضح حتى الأن الأعداد الحقيقية للمهاجرين والمُتاجرين المعنيين.