ذكرت صحيفة ” ترايد أرابيا ” اليوم 21 ، أنه يمكن لليبيا أن تلعب دوراً مهماً في تثبيت أسعار النفط حيث بدأ إنتاجها في التزايد نحو مستويات لم تشهدها منذ الثورة في عام 2011 .
وأشارت الصحيفة إلى ما نشرته المؤسسة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكروب ) بنك التنمية المتعدد الأطراف والذي يركز على قطاع الطاقة في أحدث تقرير بحثي نشر له اليوم حول أمكانية التركيز على الدور المتزايد والمهم الذي يمكن أن تلعبه ليبيا.
حيث ذكر في التقرير أن الناتج الليبي قد تضاعف في الفترة بين يوليو وأكتوبر ووصل إلى 1.28 مليون برميل في اليوم بينما كان الأعضاء في منظمة أوبك يسعون إلى رفع الإنتاج لتعويض الخسائر في أماكن أخرى والحفاظ على توازن العرض العالمي.
و يقارن هذا مع إنتاج ما يقرب من 1.6 مليون برميل في اليوم عشية الثورة في عام 2011. ومنذ ذلك الحين تأرجح الإنتاج داخل نطاق واسع بأنخفاض وصل إلى 200 مليون برميل لليوم وأحياناً يصل إلى حوالي 1.4 مليون برميل في اليوم.
ومن الممكن أن يرتفع هذا الأمر أكثر مما يوفر الاستثمار الضروري في إصلاح البنية التحتية الأمر الذي يتطلب في حد ذاته عودة الاستقرار السياسي.
وتتمتع ليبيا بأربع مزايا متميزة كمنتج للنفط وهي :
أولاً : لا تزال إحتياطياتها كبيرة وأكثر من 48 بليون برميل أو أقل بقليل من 3 % من الإجمالي العالمي ، كما إن الإيداع هو الأكبر في أفريقيا مع معدل احتياطي يصل إلى 153 سنة.
وثانياً : من السهل نسبيًا أستخراج النفط الليبي وكان تركيب البنية التحتية للإنتاج والتصدير تاريخياً بسيط
ثالثاً : توفر خطوط النفط الليبية بشكل أساسي كزيت خام حلو عالي الجودة ويمكن أن يفوق قيمة أسواق النفط الخام الدولية.
أخيراً : يقع النفط الليبي بالقرب من المراكز الاستهلاكية الرئيسية وتتراوح أوقات الإبحار إلى الموانئ الأوروبية التي تأخذ الجزء الأكبر من صادرات النفط الخام الليبية من يومين (ساردينيا) إلى 11 يوم (روتردام) مقارنة بما يقرب من شهر بالنسبة للوجهات الآسيوية.
ولقد تحدى قطاع النفط الليبي المتشككين الخارجيين وتحمل العداوات المدنية التي مرت منذ ثورة وكان التقلب في الناتج نتيجة لفصائل سياسية مختلفة تمارس السيطرة في أوقات مختلفة وتقييد إمدادات النفط للحصول على النفوذ.
ومع ذلك فأن أستعادة المؤسسة الوطنية للنفط السيطرة الشاملة قد زادت الإنتاج الآن بشكل ملحوظ. ، حيث أستؤنفت أنشطة خدمات حقول النفط وكانت هناك أيضًا زيادة في عمليات الحفر مع ألتزام شركات عالمية مثل ( BP و ENI و Gazprom و Schlumberger ) بقطاع النفط في البلاد.
ونقلت الصحيفة أن مصطفى أنصاري كبير الاقتصاديين في شركة أبيكورب قال :
” أن النفط الليبي الآن في وضع جيد للعب دور في تثبيت التوازن العالمي وإن قربها من الأسواق الرئيسية والإمكانات الضخمة في المنبع يعني وجود مقاطعة نفطية جيولوجية غنية في انتظار المستثمرين ومع ذلك فإن هذا يتطلب الاستقرار السياسي كما أن التوقعات مواتية ، حيث تتيح المناقشات الأخيرة بين المجموعات في البلاد فرصة التوصل إلى تسوية دائمة في البلاد”
وأضاف :
“ليبيا لا تزال مورد عالمي حاسم مع أهمية تواجدها في البحر الأبيض المتوسط. لسوق النفط ومع ذلك فأن هناك حاجة إلى مناخ استثماري أفضل للبلاد لتحقيق وعودها بشأن برامج الأستكشاف والتنقيب “