أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريرها السنوي الهام عن توقعاتها لسوق النفط في المدى المتوسط الذي يعتبر مرجعاً هاماً للاستثمار في الصناعة النفطية ، حيث أشارت الأوبك أن أسواق النفط العالمية تمر بفترة من التغييرات الغير عادية.
حيث ستقود الولايات المتحدة وبشكل متزايد التوسع في إمدادات النفط العالمية وفي الوقت نفسه سيتعثر إنتاج الخامات الثقيلة بسبب العقوبات الامريكية وضبط الإنتاج في الدول المنتجة الرئيسية وأن كل هذا سيساهم في تحويل إمدادات النفط العالمية مع آثار حاسمة على أمن الطاقة وأرصدة السوق طوال فترة توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى 2024.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة شهدت أكبر زيادة في الطلب العالمي في عام 2018 ، إلا أن نمو الطلب مستمر بالابتعاد عن الاقتصادات المتقدمة في قطاعات وقود النقل ، مما يؤكد التحول نحو آسيا والبتروكيماويات.
وسيكون لهذه التغييرات عواقب جدية على التجارة والتكرير و القطاع النفطي سيضطر أيضًا إلى التكيف مع مواصفات الوقود البحري الجديدة التي تفرضها منظمة النقل البحري الدولية ، والتي ستدخل حيز التنفيذ في عام 2020 مما سيسبب اختلالات كبيرة في طاقة التكرير التي ستتطلب تعديلات كبيرة من مصافي التكرير على مستوى العالم.
كما أن الولايات المتحدة ستواصل السيطرة على نمو العرض على المدى المتوسط. بعد توسع لم يسبق له مثيل في عام 2018 ، عندما زاد إجمالي إنتاج السوائل النفطية بنسبة قياسية 2.2 مليون برميل يوميًا ، و ستشكل الولايات المتحدة 70٪ من الزيادة العالمية في الطاقة الإنتاجية حتى عام 2024 ، بإضافة ما مجموعه 4 مليون برميل يوميا.
كما أن هناك دولا أخرى من خارج أوبك ستقدم مساهمات بما في ذلك البرازيل وكندا و النرويج وغانا و التي ستضيف معًا 2.6 مليون برميل يومياً في الخمس سنوات المقبلة وإجمالاً من المتوقع أن يزداد الإنتاج من خارج أوبك بمقدار 6.1 مليون برميل يوميا حتى عام 2024.
وستبقى بين دول الأوبك فقط العراق والإمارات العربية المتحدة التى لديها خططا كبيرة لزيادة سعة الإنتاج لديها حيث أن هذه المكاسب يجب أن تعوض الخسائر الحادة من إيران وفنزويلا والتي تخضع للعقوبات والاضطرابات السياسية أو الاقتصادية و نتيجة لذلك ستنخفض الطاقة الإنتاجية الفعالة لأوبك 0.4 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2024.
وقد ذكرت بلومبيرغ اليوم أن الكويت أن أسعار النفط العالمية حافظ على أستقرارها من بداية يناير إلى بداية فبراير 2019 ، متأثرة بمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وشكوك حول النزاع التجاري الأمريكي الصيني الجاري ، بالإضافة إلى احتمال عودة الإمدادات الليبية للأسواق العالمية التى تؤثر أيضًا على الأسعار.
وكانت أسعار النفط مدعومة بالأخبار التي تفيد بأن أوبك وحلفاءها حققوا تقدماً ملحوظاً في خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا ، مما قلل من زيادة العرض العالمي كما خفضت السعودية الإنتاج بمقدار 350 ألف برميل يومياً إلى 10.213 مليون برميل كما خفضت الكويت والإمارات العربية المتحدة الإنتاج بدرجة كبيرة.
ويتجه سوق النفط نحو أستنفاذ سريع للإمدادات الوفيرة بسبب عدة عوامل من بينها ” فرض عقوبات على إيران وفنزويلا وتعطيل الإنتاج والقوة القاهرة في حقل الشرارة وفي الوقت نفسه يواصل منتجو أوبك + جهودهم للسيطرة على الإمدادات عن طريق خفض الإنتاج وأن هذه التخفيضات من قبل الدول الأعضاء تتجاوز الالتزامات المسبقة بسبب التخفيضات الطوعية الإضافية بقيادة السعودية وغيرها من التخفيضات غير الطوعية نتيجة للعوامل الجيوسياسية بما في ذلك العقوبات على المنتجين مثل إيران “