تحصلت صدى على تقرير لصحيفة ” هوف بوست ” يتحدث عن تحقيق أجرته “فيرفاكس ميديا وهافنغتون بوست ” عن حالة استثنائية من الرشوة والفساد في صناعة النفط، تركزت على شركة ” أونا أويل ” unaoil ” ومقرها موناكو.
واللاعبين الرئيسسين هم :
العقيد القذافي – دكتاتور سابق
سيف القذافي – ابن العقيد
مصطفي زرتي نائب لرئيس صندوق الثروة السيادية الليبية
فعندما أرادت شركة الحفر الكندية “كنوك كومبليشنز” القيام بأعمال تجارية في ليبيا في عام 2008، لم يكن هناك أى شك بشأن كيفية الفوز بالعقود في ظل نظام القذافي الفاسد.
حيث كتب أحد الموظفين
إن مانحن متأكدون منه هو نوع البغشيش الذي سوف نقدمه لهؤلاء الرجال حتى يقومون بالبدء في هذا العمل ، وهذا أمر شائع في ليبيا
وتسأل ” هل هذا عمل يجب القيام به بعد ساعات من العمل المتواصل ؟؟
وهذا السؤال طرح على الرجل المناسب ، وهو شريك وثيق لشركة أونا أويل، وهي شركة موناكو ذات الخبرة العالمية الرائدة في رشوة المسؤولين لكسب عقود الطاقة الغنية في الشرق الأوسط وخارجها.
وقد بدأت شركة “أونا أويل” الكشف عن الأعمال التجارية في ليبيا في عام 2006، حيث خرجت البلاد من نظام العقوبات الصارم، وفتحت حقول النفط التي يسيطر عليها القذافي لشركات الطاقة المتعددة الجنسيات.
وعلى الفور ، وفي الإجتماع الذي عقد أبريل 2006، بين الأعمدة اليونانية لفندق انتركونتننتال فينيسيا في بيروت، تم تقديم المدير التنفيذي لأوناأويل ” مصطفي زرتي”
” مصطفي زرتي والذي رمزت له الصحيفة بالحرفين الأولين من أسمه ” M Z “وافق على جلب النفط والغاز للعمل معنا ” على حسب وصف الصحيفة .
الرجل الذي رتب للإجتماع لم يكن “وسيطا عاديا “فقد كان رئيسا لبروتوكول ولي عهد أبوظبي ، وايضا مصطفى زرتي لم يكن رجل عادي إنه زميل جامعي والذراع الأيمن لسيف القذافي .
وفي عام 2006، عين القذافي زرتي في المؤسسة الليبية للإستثمار، وبحلول أوائل عام 2007 كان عضو مجلس إدارة ونائب رئيس صندوق الثروة السيادية الليبية البالغ حجمه” 64 مليار دولار “
ودعما للأهداف الشخصية لـــ “أونا أويل ” ، كان زرتي الشريك المثالي. وتصفه الرسائل الإلكترونية المسربة بأنه ” الصديق الحميم لأبن القذافي” ورجل له “تأثير كبير على الوظائف القيادية ” اللوبي ” في ليبيا “.
” وفي وقت لاحق من عام 2007، وبدراية تامة من الجميع أنه مسؤول عام، وافقت أونا أويل أن تدفع سراً لمصطفي زرتي ملايين الدولارات “
وقال “ان دوره في حل المشاكل ودورنا في التنفيذ يتقاطعان “
وقد وافق MZ على جلب كل ما له علاقة في قطاع النفط والغاز للعمل لنا “، مذكرة أونا أويل سبتمبر 2006 .
وقد أكدت المذكرة أيضا أن المبلغ المدفوع حوالي 4 مليون دولار ، وفي المقابل يقوم زرتي بتقديم خدماته للشركة كعميل له تأتير على ” الشركاء والزبائن”
وشمل هؤلاء العملاء شركة “رانهيل الماليزية”، والشركة الإسبانية “تنيكاس ريونيداس”، والعديد من الشركات الكورية والشركة الكندية كانوك.
كما تسعى أوناأويل لتمثيل شركة كاميرون البريطانية” بتروفاك” ويذكر أنه ليس هناك أى وضوح بخصوص نجاح هذه الاتفاقيات .
ولكن في عام 2006 ، كانت شركة رانهيل، وهي شركة ماليزية للبناء والهندسة، كانت أهم زبون. وكانت الاتصالات التى قام بها زرتي المسؤول عن الصفقة والذي وعدنا بأنه سيبذل قصارى جهده لمكافأتنا على هذا العمل “
بعد أن اشركت شركة “أونا أويل ” زرتي ” في حملة لا هوادة فيها لتوسيع علاقاتها. سعت إلى ربط رجل أعمال كان عمه، مثل زرتي، “مقربا من ابن القذافي سيف”. وبعدها تم وضع شخص يدعى ” علي ” له علاقات شخصية داخل شركات النفط الوطنية ، ودفعوا له الرشاوي للحصول على معلومات داخلية.
“من خلال الصديق المشترك ” علي ” والموجود في داخل المؤسسة الوطنية للنفط ، والذي لديه القدرة على الحصول على القائمة المعتمدة من المشاريع المدرجة في الميزانية”، ووفقا للملاحظات المدونة في أجتماع أونا أويل الداخلي. ” أن الشركة طلبت منه الحصول على هذه القائمة مقابل رسوم رمزية”.
في عام 2009، أضافت أونا أويل عميل أخر لقائمة المرتشين لديها ، وهو شخصية ليبية قوية ومؤثرة في لندن” ويعرف باسم “الامير”. وتصفه ملفات أونا أويل بأنه وشريكه الدكتور حسين الصديق قد شغلا “مناصب عليا في المؤسسة الوطنية للنفط”، ومع اتصالات متعددة داخل الحكومة الليبية تمكنوا من تسريب المعلومات الداخلية من لجان المناقصات.
الأمير لديه صديق في الداخل ” يدعى الخوجا ” والذي كان مهندس لهذا المشروع ، وقال عنه أنه سيكون متعاون جدا ووجوده مهم جدا للحصول على معلومات داخلية .
والجدير بالذكر أن رسائل البريد الألكتروني في ليبيا كانت مختلفة جدا والاسماء كانت مشفرة وكانت الشركة تحاول أن توسع شبكتها بقدر الامكان ، هناك شخص يسمى البطاقة البرية وهو غالي الثمن وأخر يسمى الجدى ، وأيضا توم أند جيري ، …. ألخ وأخرين بحروف مركبة .
وقال أبن مؤسس الشركة ” سامان ” لاترسل بريد الكتروني مثل هذا وأنت داخل البلاد وتشير للاسماء : حيث أنه كان قلقلا أن البريد ليس مؤمنا ، وارادني أن ارسل هذه الرسائل للجميع وأن أكون حذرا “
بعد السقوط
بعد أن تم رفع الحظر عن ليبيا ، كان ينبغي أن يبشر هذا بمستقبل أكثر إشراقا للدولة وشعبها. وبدلا من ذلك، استمر نهب ثروات البلاد من قبل القذافي، وهذه المرة بمساعدة شركات مثل أوناأويل وعملائها.
وفي أوائل عام 2011، مدفوعا باليأس في فساد الحكومات ، اجتاح الربيع العربي المنطقة. وانهار النظام وقتل القذافي. وقد فر العديد من أفراد عائلته إلى الجزائر، في حين أن آخرين، بمن فيهم ابنه سيف الإسلام، موجودون في السجون الليبية.
فر مصطفى زرتي إلى فيينا، على بعد رحلة قصيرة من أصدقائه في مقر أوناأويل في موناكو.
في عام 2016، الوضع في ليبيا كان أكثر حدة من أي وقت مضى، مع داعش وغيرها من الجماعات التى كانت تقاتل للسيطرة على البلاد. وقد غادرت “أوناأويل” والعديد من زبائنها متعددي الجنسيات طرابلس منذ فترة طويلة. وانهم الأن ينتظرون، ربما، لمعرفة ما إذا كان هناك أي وسيلة لتحويل الوضع الأخير لصالحهم.