Skip to main content
|||||
|

ازمة الوقود والغاز بالجنوب الليبي

يعاني الجنوب الليبي منذ سنوات عديدة من ازمات متتالية عصفت بكل مناحي الحياة فيه الا ان ازمة الوقود تظل اكبر هذه الازمات تأثيرا على المواطن هناك

تعود أزمة الوقود والغاز الى عام 2011 ومنذ ذلك الحين ولم تشهد هذه الازمة أي افراج يذكرعلى طول السنوات الست الماضية رغم وجود مستودع نفطي كبير يقع في مدينة سبهايحوز على كميات وافرة من الوقود والغاز وصلت بحسب تصريحات لوزير الحكم المحلي ” بداد قنصو ” الى ربع ماتملكه ليييا من وقود وقد أرجع هذا الاكتناز حينها الى عدم قدرة المستودع على توزيع الوقود على محطات التوزيع  المختلفة بالمناطق والقري الجنوبية

ازمة الوقود والغاز بالجنوب الليبي

يتهم كثير من نشطاء المجتمع المدني المستودع النفطي الجنوبي الوحيد بالتسبب عمدا في هذه الازمة حيث انهم يقولون ان توقف امدادت الوقود عن محطات التوزيع الرسمية التابعة للشركات النفطية في ليبيا يقابله انسياب طبيعي لامدادات التهريب الى خارج البلاد

لجنة ازمة الوقود والغاز عكفت منذ بداية العام على وقف عمليات التهريب التي تتم بصورة مشرعنة حيث تخرج صهاريج النفط بصورة قانونية من المستودع الى محطات الجنوب بالقيم الرسمية للبيع والمعتمدة في مستودع سبها النفطي والتي لا تتجاوز في كل الاحيان مبلغ 5000 دينار وفي طريقها الى المحطات تغير وجهتها الى اوكار السوق السوداء وتباع فيها حمولة الصهاريج كاملة بمبلغ يقارب 80 الف دينار لتهرب الي الحدود الجنوبية ويتزداد سعرها اضعافا وهو مربح خيالى يسيل عليه ريق الكثيرين من تجار عاديين وحتي مسؤولين بالشركات النفطية نفسها

ازمة الوقود والغاز بالجنوب الليبي

احتجاجات كثيرة تشهدها هذه الايام مدن وقرى عديدة في الجنوب هدفها وقف الفساد بحسب قولهم كان اخرها قطع اهالي منطقة ودان بالجفرة الطريق على شاحنات نقل الوقود من مصراته الى مستودع سبها النفطي مسمين حراكهم ” خلو فيها بنزينة ” وفي حديث لصدى مع احد هؤلاء المحتجين قال ” إن البنزين التى تمر من أمامنا بالمئات يوما بعد يوم والشح يصيب محطاتنا قاصدة المستودع ومنها الي التهريب وقد طفح الكيل الان ولن نسمح بمرورها بعد اليوم ونطالب المسؤولين بتوفير الوقود في مناطق الجفرة حتي نوقف قطع الطريق ونسمح بمرور الوقود “

ازمة الوقود والغاز بالجنوب الليبي

المجلس البلدي غريفة عُلقت به الاعمال احتجاجا على ازمات كثيرة تعصف به وكان من اهمها توقف امدادت الوقود الذي يعتبر عصب الحياة واهم مشغل فيه وسبق أن نُضمت احتجاجات كثيرة في “غات واوباري وبنت بيه وسبها ” كانت من أهم مطالبها توقير الوقود والغاز وبيعها للمواطنين في الجنوب باسعارها الرسمية ورفع المعاناة على المواطن الذي يشتري الوقود والغاز بمبالغ اصبحت خيالية في ظل شح السيولة النقدية وصلت الى 80 دينار للعشرين لترا من البنزين وزد عليها اضعافا اسعار “الديزل” واسطوانات الغاز هذا ان وجدت وتبعتها بلدية بنت بيه بالتعليق ايضا لذات الاسباب .

 

ازمة الوقود والغاز بالجنوب الليبي ازمة الوقود والغاز بالجنوب الليبي

اتفق عمداء بلديات الجنوب خلال اجتماعهم،الاسبوع الماضي  بديوان المجلس البلدي الجفرة على وضع آلية أمنية محكمة ودائمة، بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة بالمنطقة لتأمين وصول الوقود لكافة مناطق الجنوب من الجفرة حتى أوباري وغات في جنوب غرب البلاد

وأوضح رئيس اتحاد بلديات الجنوب عميد بلدية الشويرف “حسن القذافي” أن الاجتماع خصص لوضع آلية خاصة بالجنوب لتأمين وصول شحنات الوقود للمنطقة من مستودعات مصراتة إلى مستودع سبها النفطي، مؤكدًا أن الاجتماع الذي عقد بمصراتة جرى خلاله الاتفاق على وضع الترتيبات الأمنية لضمان سلامة شاحنات نقل الوقود القادمة للجنوب

تنفيذ اليات الاتفاق ونجاحه من عدمه ستوضحه الايام القادمة كما يقول احد نشطاء المجتمع المدني من وادي الشاطئ الا ان الحقيقة الماثلة هي ان ازمة الوقود والغاز في الجنوب اصبحت ازمة دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معني تداخلت وتقاطعت خطوط الفساد فيها حتي اصبح فك عُقدها بالامر المستحيل .

مشاركة الخبر