قضية هذا الأسبوع تدور حول قرار المؤسسة الوطنية للنفط افتتاح أول مكتب دولي لها خارج ليبيا وتحديداً في هيوستن الأمريكية للإشراف على حملة شراء بقيمة 60 مليار دولار أمريكي تنوي المؤسسة القيام بها في الولايات المتحدة، من أجل النهوض بقطاع النفط والغاز الليبي وتطويره ورفع القدرة الإنتاجية إلى 2.1 مليون برميل من النفط يوميا بحلول عام 2023 بحسب المؤسسة.
صنع الله : افتتاح مكتب هيوستن هو علامة فارقة في مسيرة المؤسسة الوطنية للنفط
قال رئيس المجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط في افتتاح المكتب بهيوستن إن “هذا هو المكتب الدولي الأول للمؤسسة، وسوف يمثل علامة فارقة في مسيرتنا كمؤسسة مسؤولة عن أكبر احتياطات النفط المؤكدة في أفريقيا ، كما أن وجودنا في هيوستن يعكس الدور المهم الذي يمكن للشركات والخبرات الأمريكية أن تلعبه في تطوير قطاع النفط والغاز في ليبيا “
افتتاح مكتب مشتريات بحوالي 60 مليار دولار استنزاف لموارد الدولة.
من أبرز هذه التصريحات كانت التي صرح بها عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس الأعلى للدولة “سعد بن شرادة” لصحيفة صدى الاقتصادية أن ما حدث في هيوستن الأمريكية من فتح مكتب مشتريات بقيمة 60 مليار دولار تعتبر خطوة غير صائبة من قبل المؤسسة، موضحا أن موارد الدولة التي يمثل النفط 97% منها لا تكفي نفقات الدولة.
وطالب “بن شرادة” المؤسسة الوطنية بالنظر في البدائل لتمويل القطاع من خارج الميزانية عن طريق النظم المتبعة عالمياً مثل الشراكة بين القطاع الخاص والعام أو فتح الاستثمار في مجال النفط حتى يتعافى القطاع الذي دُمر خلال السنوات الثمانية نتيجة إغلاق الموانئ لفترة ودمار بعض الحقول من قبل داعش والحروب ببن الليبيين نتيجة خلافاتهم.
افتتاح المكتب بهيوستن لا يصب في مصلحة القطاع النفطي
قال المستشار القانوني بالمؤسسة الوطنية للنفط “عثمان الحضيري” مخاطباً رئيس المؤسسة الوطنية للنفط “مصطفى صنع الله “ إن الإعلام المضلل لا يبني قطاعاً للنفط ولا يصين معداته ولا يزيد نشاط الاستكشاف او الإنتاج، أو يوفر البنزين في محطات الوقود، مضيفا بأن ذلك يجعل المواطن يعيش على الأوهام، وذلك يصب في إطار حملة تسويقية لصنع الله، وهو يدعى القيام بحملة مشتريات تصل قيمتها 60 مليار دولار حيث أقسم على إنها ” أكذوبة “.
افتتاح المكتب ليس بدعة..
قال المستشار الاقتصادي الدولي بمجال النفط و الغاز “منصف محمود الشلوي” لصدى “إن الإعلان عن تأسيس مكتب مشتريات لحاجيات القطاع النفطي الليبي بمدينة هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية ، ليس بدعة وليس هو أول مكتب ينشأ عبر قطاع النفط الليبي بالخارج.
وأضاف “الشلوي” أنه ومع بداية عقد الثمانينات في عام 1982 تحديدا كان هناك مكتبين بالخارج وهما مكتب ” أم الجوابي ” بمدينة لندن بالمملكة المتحدة و مكتب ” الميدل آيست” بدولة المانيا ،والأخير كان قد تأسس بعد تكوين المكتب الأول بحوالي عامين تقريبا، وأن مهمة المكتبين هي ذات المهمة التي عليها مكتب هيوستن، وهي متابعة طلبيات الشراء والعقود التي تخص الشركات النفطية في ليبيا.
المؤسسة الوطنية للنفط: مكتب هيوستن لن يضم أكثر 5 موظفين
أوضحت مصادر مقربة من المؤسسة الوطنية للنفط أن افتتاح مكتب جديد في هيوستن تقرر سنة 2017 وليس وليد اللحظة، وهو غير مرتبط بالأحداث التي تجري حاليا في البلاد، وأن المكتب لا يضم أكثر من موظفين اثنين، ولن يضم إلا موظفين لا يزيدون عن أصابع اليد الواحدة كحد أقصى وفي ظروف خاصة، وأن المكتب سيكون حلقة وصل بين المؤسسة الوطنية للنفط وبين عمالقة شركات النفط في أمريكا والمصنًعين لتوريد المعدات الضخمة والرئيسية وقطع الغيار الأصلية وسيقطع الطريق أمام شركات السمسرة والتي كانت تستقطع عمولات عالية بداعي الوكالة والوساطة بين المؤسسة وبين هذه الشركات العالمية.
60 مليار دولار ستصرف على مدى سنوات لإعادة تأهيل قطاع النفط الليبي
وعن آليات صرف مبلغ 60 مليار دينار التي سيشرف مكتب هيوستن على صرفها والتي ستكون على مدى سنوات ليست للمشتريات فقط، وإنما تتضمن تنفيذ عدة مشروعات حيوية وعملاقة لإعادة تأهيل قطاع النفط نتيجة الحروب و الإهمال لسنوات بالإضافة إلى هندسة ودراسات وتطوير منشآت وتدريب للكوادر الليبية وكل ذلك سيتم عن طريق شركات عالمية متخصصة وذات جودة وبالتعامل المباشر مع المؤسسة الوطنية للنفط.
ما سبب بقاء ليبيا منذ 2007 بدون مكاتب مشتريات بالخارج
قال العضو السابق بمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط “أحمد عون” لصحيفة صدى الاقتصادية إنه كان على رأس اللجنة المكلفة من قبل رئيس مجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط “شكري غانم” في عام 2007 و 2008 بإغلاق مكاتب المشتريات التابعة للمؤسسة في لندن والمانيا.
وأضاف أن السبب الذي رفع “غانم” لإغلاق المكاتب هو اقتصادي وأن قراره يكمن لقناعاته بأنه لا توجد ضرورة لهذه المكاتب أو استمرار عملها بالخارج، كما أنه كان مقتنعا بوجوب قيام العناصر الوطنية بأقسام المشتريات بإدارة عمليات الشراء لاكتساب الخبرة الكافية.
وأضاف أنه أراد خلق حركة للشركات النفطية الأجنبية التي تريد شراء النفط على ليبيا والسفر إلى طرابلس وشراء تذاكر من شركات ليبيا والإقامة في فنادق ليبية لخلق حركة اقتصادية متكاملة في البلاد، والتردد على أقسام المشتريات بالشركات النفطية الليبية كالواحة والزويتينة وغيرها والتفاوض من أجل شراء النفط مشيراً إلى أن تلك الفترة كانت تشهد انفتاح ليبيا على العالم بعد رفع الحصار وإقبال الشركات على السوق الليبية.