Skip to main content
|||||||||||||
|

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

تمر ليبيا بمرحلة صعبة ، ضربت جذور المواطن ، و أرهقته ، فقد شهدت البلاد منذ عامين أو أكثر أزمة إقتصادية شرسة ، أكلت بنيرانها كل ما تبقى لدى المواطن ليعينه و يساعده على العبور إلى بر الأمان و اجتياز شبح الفقر .

و في ظل هذه الأزمة  يشتكي معظم المواطنين من إرتفاع في الأسعار بشكل جنوني ، و خاصة خلال شهر الخير و البركة شهر رمضان المبارك .

فرغم استقرار سعر صرف  الدولار على ثمانية دينار للدولار الواحد منذ أكثر من شهر ، ارتفعت الأسعار تدريجياً خلال هذه الفترة و وصل هذا الإرتفاع إلى الذروة خلال  شهر رمضان و مع إقتراب عيد الفطر المبارك ، الأمر الذي أثار جدلاً و تساؤلات كثيرة و جعل المواطن يتهم التاجر بكونه المخرج لمسرحية إرتفاع الأسعار هذه ، و أنه من خلقها و استغل إرتفاع سعر صرف الدولار في أوقات معينة للإستفادة الشخصية و تحقيق أرباح مضاعفة .

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

و السؤال هنا هل إرتفاع الأسعار بسبب الدولار أم هي مسرحية من قبل التجار ؟

إجتهدت الصدى و إنطلقت تبحث عن إجابة لهذا السؤال الذي شغل بال المواطن و أرهقه و جعله يتهم كل من يبيع سلعة أو يسوق لها بالإستغلال و السرقة .

فبداية سارت صدى في طريق البحث و التحليل فحاولت رصد سعر صرف الدولار منذ منتصف إبريل الماضي عندما شهد سعر الصرف إرتفاعاً و فاق سقف التسعة دينار للدولار الواحد ، إلى يومنا هذا مع إستقرار الدولار على ثمانية دينار .

ففي منتصف ابريل الماضي إرتفعت أسعار كل السلع الموجودة في السوق إرتفاعاً جنونياً تزامناً مع إرتفاع سعر صرف الدولار …

حيث تراوح  متوسط ارتفاع أسعار الهواتف خلال هذه الفترة ما بين 350دينار إلى400 دينار  ، حيث إرتفعت الأسعار في شهر مارس بمعدل 50 دينار و شهدت الأسعار الإرتفاع الأكبر في إبريل حيث إرتفعت  بمعدل 250 دينار إرتفاعا مفاجئاً و خاصة مع إرتفاع سعر صرف الدولار ، و لكن مع ثبات سعر الدولار في مايو إرتفعت أسعار الهواتف بمعدل 20 دينار و إزداد هذا الإرتفاع مرة أخرى في يوليو أو في الشهر الجاري فوصل إلى 50 دينار ، أي أن متوسط الإرتفاع في أسعار الهواتف خلال الأربعة أشهر الماضية وصل إلى ما يقارب 400 دينار ، و هذا الرقم لا يمثل إلا متوسط الإرتفاع ، فالإرتفاع فاق ال400 في أجهزة كثيرة .

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

و إرتفعت أسعار المواد الغذائية تباعاً و ترواح متوسط الإرتفاع بين تلاتة دينار و خمسة و فاق الخمسة دينار و وصل الى العشرة و أكثر في بعض السلع  ، و أرجع التجار هذا الإرتفاع إلى وصول سعر صرف الدولار إلى أكثر من تسعة دينار خلال منتصف إبريل …

إنخفض سعر الصرف بعد ذلك و غمرت السعادة قلب المواطن البسيط  ، و لكن فرحته كانت فرحة مؤقتة ، ففوجئ بأسعار لم تتغير ، بل أخدت ترتفع يوماً بعد الأخر ، و شمل هذا الإرتفاع  أسعار كل الصناعات المحلية و المستوردة  ، وفق دارسة و مسح شامل أجرته الصدى لعينة من هذه المواد .

اضطرت الصدى أن تدخل المسرحية و تأخد دور التاجر في التمثيل ، و إتجهت إلى أحد وكلاء مجموعة من أنواع الأجهزة الإلكتورنية المشهورة ، و طرقت أبوابه متحججة بدخول التاجر حديثاً لسوق العمل ،  و حاجته للإستفسار عن الأسعار و طريقة التعامل و بعض المعلومات المهمة .

و حصلت صدى في أحد مشاهد هذه المسرحية على تصريح صريح و وقوي فقد فقد قال التاجر إلى الصدى ” خلال فترة إرتفاع الدولار  و وصوله إلى سعر تسعة دينار أو أكثر ، إنتهزتُ الفرصة و رفعتُ اسعار الهواتف القديمة الموجودة لدي  بشكل غير معتاد فاق أي إرتفاع سابق ، و لقد عرض لنا بعض العينات التي وصل فيها  الإرتفاع إلى 700 دينار ….

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

و بعد أن حصلت صدى على كلمات صريحة شجعتها على الإستمرار و المضي قدماً و أكدت لها أن المواطن على حق ، إنطلقت من محلات بيع الهواتف إلى الملابس ، و التي تشهد إزدحاماً غير معتاد بسبب إقتراب عيد الفطر المبارك ، فطرقت أبواب محلات عديدة  في مواقع مختلفة ، و رصدت عن طريق هذه الزيارة الإختلاف في الأسعار بين المناطق على الرغم من تشابه المعروضات .

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار  التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

 

و بذلك تأكدت الصدى بأن الأسعار لا تتعلق بالدولار كلياً بل إن هناك مسرحية لم يتقن ممثلوها الأدوار جيداً بل إختلفوا في المضمون .

 

و بعيداً عن الهواتف و الملابس طرقت صدى باب أحد الأسواق التجارية الكبيرة ألا هو سوق المزرعة الكائن في بئر الأسطى ميلاد  و الذي يبيع المواد الغذائية المختلفة و طرحت بعض الأسئلة على ملاك هذا الصرح :

 

س – يعاني المواطن من تبعات الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد و من إرتفاع واضح في الأسعار … فهل فعلا سبب الغلاء هو ارتفاع سعر صرف الدولار؟

السبب الرئيسي هو الدولار و لكن هناك أسباب خرى لا يمكن إنكارها ، ثتمثل في الصناعات المحلية ، و إستغلال البعض لظروف المواطنين و حاجتهم لسلع معينة ، و هناك من ينتهز فرصة حصوله على إعتماد لسلعة معينة و يبيعها بسعر مخالف للمتفق عليه في الإعتماد فيربح ربحاً مضاعفاً ، و أعتقد أن كمية البضائع المأخودة في وقت الإرتفاع هي أحد المسببات .

 

س- خلال الفترة الماضية شهد سعر صرف الدولار استقراراً و لكن الأسعار أخدت تتزايد فاذا  كان السبب فعلا هو الدولار فلماذا هذا الارتفاع الأن ؟

الأسعار تتصاعد بشكل تدريجي ، و أؤكد أن كمية البضائع المأخودة هي من المسببات الرئيسية لذلك ، فعندما يأخد التاجر سلعاً بكمية كبيرة  أثناء الإرتفاع   ، سيبيعها بسعر مرتفع تفاديا للخسارة ، و أيضا بسبب الإعتمادات المستندية المأخدوة من بعض التجار و إستغلال بعضهم لها .

 

 

و من الأسواق و التجار طرقت صدى باب المواطن البسيط لتوصل صوته عن طريق عن هذه القضية و تأخد أراءه في عين الإعتبار ، ففي وسط الإزدحام و تراص المواطنين و تدافعهم للحصول على كمية من سلعة معتمدة دخلت صدى لتكون عيناً ترصد رأي المواطن ….

نحن نعاني من نكبة ، البلد و المواطن يعانون  من جميع الجهات ، المواطن أصبح كائنا مستضعفاً لا حول له و لاقوة ، لا يُسمع صوته و لا يقدره تاجر و لا مسؤول ، ففي غياب القانون و الدولة أصبحت التجارة غابة صغيرة في ظل غابة الحياة التي نعيشها .

 

لقد تعبنا .. نريد أن نسعد أبناءنا .. لقد فقد الأطفال فرحة العيد بسبب إستغلالهم ، وصلت أسعار ملابس المواليد إلى 300 دينار  و إن وقفت في طوابير المصارف لن تحصل إلا على 200 دينار بعد جهد جهيد ،ناهيك عن الإختلاف في الأسعار بين رمضان و قبله .

 

أعتقد أن الأمر ليس له علاقة بالدولار نهائياً ، فهو إستغلال من التجار و الدليل الإختلاف في الأسعار قبل رمضان و خلاله .

 

و أثناء جولة الصدى على صفحات موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك ، وصلت إليها بعض الصور التي تتبت قيام بعض الموظفين في محال معينة بتغيير الأسعار لنفس السلع القديمة ، بل و اتهم متجر خلال الأيام الماضية برفع الأسعار بمعدل خمسين دينار خلال يوم واحد ، و لم تستطع صدى إلا أن تركض وراء الحقائق و تبحث عن صحة هذه الأقوال من عدمها .

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

فزارت صدى هذه المتاجر و تأكدت من تغيير الأسعار و  حاولت الإتجاه إلى ملاك هذه المحلات المتهمة و لكنها لم تجد بين جعبتهم إجابات واضحة أو مبرر لمثل هذا الفعل .

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

و لكن صدى لم تتوقف عند هذا الحد بل إتجهت إلى المواقع العالمية لهذه السلع على شبكة الإنترنت و رصدت الأسعار و قارنتها بأسعار المحال في ليبيا و فوجئت بإختلاف رهيب .

التجار و مسرحية رفع الأسعار بسبب الدولار

و هذا كان دليلاً أخر أثبت لنا صحة المسرحية التي إدعى المواطنون بان التاجر هو المخرج لها .

 

لتتأكد صدى في نهاية هذه القضية من إستغلال يقوم به بعض التجار ، و رفع غير مبرر للاسعار و إستغلال بعض التجار لحاجة المواطن لسلع معينة خلال شهر رمضان المبارك ، و أن هناك فئة من التجار لا يهمها سوى أن تحقق أرباحا كبيرة مهما كانت الخسائر ..

و لكن أعين صحيفة الصدى لن تتوقف عن المتابعة و الرصد و التحليل ، بل إنتظرو الصدى في جزء أخر من هذه القضية لتعرض باقي أجزاء مسرحية التجار في رفع الأسعار .

 

 

مشاركة الخبر