Skip to main content
التليب يتساءل : هل سيصبح الدولار بعشرين دينار؟
|

التليب يتساءل : هل سيصبح الدولار بعشرين دينار؟

كتب الخبير الإقتصادي عبد الحكيم التليب عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك مقال بعنوان “هل سيصبح الدولار بعشرين دينار؟

وأضاف التليب انه في الأحوال العادية فأن عبارة ” الإصلاحات الإقتصادية” تعني خطط وإستراتيجيات ومشاريع تهدف الى تحقيق أهداف إقتصادية محددة مثل زيادة مستوى الدخل بنسبة 10 او 20 ٪ على سبيل المثال، أو تخفيض معدلات البطالة وتوفير نصف مليون فرصة عمل مثلا، أو زيادة الصادرات بنسبة 10٪ مثلا، والى أخره من المعدلات والأرقام الإقتصادية الحقيقية المعروفة.

أما في بلاد الواق الواق فأن بعض الفقاعات الإستهلاكية من مثال تخفيض السعر الرسمي لصرف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية تتحول بقدرة قادر الى ” إصلاحات إقتصادية ” تسير بها الركبان ويتناولها السادة السياسيون والمحللون والخبراء بالدرسات والتحليل، وينتظرها الناس بلهفة ويبنون حولها الأمنيات والتوقعات!

في كل الأحوال، ولعلم السادة المواطنون، فأن تغيير سعر الصرف قد يكون له بعض الأثر الإيجابي في حالة واحدة فقط وهي اذا ترافق تغيير سعر الصرف مع عملية تغيير جذرية في ( أليات الصرف ) بحيث يكون بيع العملات الأجنبية متاح ومتوفر لكل من يطلبها بشفافية ووضوح ودون الحاجة الى اللف الدوران، والأبواب الخلفية.

أما أذا تم تغيير سعر التحويل مع بقاء نفس الاليات والوسائل الحالية لبيع العملات الأجنبية فأن الذي سيحدث سيكون زيادة كبيرة في طول الطوابير أمام المصارف بالنسبة الى طبقة الغلابة، بينما سيبقى السعر الرسمي الجديد متاح فقط للواحد في المائة الذين يعرفون الطريق الى ألأبواب الخلفية، وفي نفس الوقت سيحدث إنتعاش للسوق الموازي الموجود في الشوارع وإرتفاع هائل في أسعار العملات الأجنبية بحيث من الممكن ان يصل سعر الدولار الواحد الى حوالي 20 او 30 دينار ليبي، وسيبقى هذا السوق الموازي المصدر الوحيد المتاح للعملات لطبقة ” البسطاء” التي تمثل حوالي 99٪ من سكان هذا البلد والتي لا تعرف الطريق الى الأبواب الخلفية !!

وبإختصار، الخلل الرئيسي الكبير ليس في أسعار العملات الأجنبية، ولكنه في ( الأليات والوسائل ) المستعملة لبيع العملات ، واذا تم تغيير سعر الصرف بدون عملية إصلاح جذرية جوهرية لطريقة بيع العملات فأن النتائج ستكون كارثية على التسعة وتسعين في المية!!

بإمكان السادة المواطنين تخزين نسخة من هذه المقالة للرجوع اليه عندما يصبح سعر الدولار بحوالي 20 أو 30 دينار، مع دعواتنا الصادقة والمخلصة ان يكون كلامنا وتوقعاتنا في غير محلها ومجرد هواجس لا أساس لها !!

مشاركة الخبر