Skip to main content
"الختالي" يكتب: صناديق الثروة السيادية والاقتصاد السياسي في الشرق الأوسط وأفريقيا
|

“الختالي” يكتب: صناديق الثروة السيادية والاقتصاد السياسي في الشرق الأوسط وأفريقيا

كتب: عمرو الختالي باحث متخصص في صناديق الثروة السيادية والاقتصاد السياسي بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

كان شهر مارس حافلاً بالنشاط بالنسبة لصناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وكما كان متوقعًا، فقد جاء السعوديون والقطريون والإماراتيون في طليعة المستثمرين في هذه المنطقة.

دعونا نلقي نظرة على بعض التحركات الاستثمارية الهامة التي قامت بها هذه الصناديق في شهر مارس.

إثيوبيا القابضة للاستثمار (EIH)

وقّع الصندوق اتفاقية مع شركة “مصدر” Masdar الإماراتية للطاقة المتجددة (المملوكة جزئياً لشركة مبادلة في أبوظبي) لتطوير مشروع للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاواط.

أعلن الصندوق عن خطط لإطلاق بورصة إثيوبيا (ESX) بغية إدراج أكثر من 50 شركة لاحتمالية خصخصتها وزيادة رأسمال شركات أخرى في المحفظة.

المؤسسة الليبية للاستثمار (LIA)

لسوء الحظ، لا توجد تحديثات أو أخبار استثمارية عن المؤسسة الليبية للاستثمار التي تبلغ قيمتها 67 مليار دولار ولا عن الشركات التابعة لها، لاسيما أكبر هذه الشركات وهي الشركة الليبية للاستثمارات الخارجية.

المشاكل القانونية التي لا نهاية لها والتي تواجهها هذه المؤسسة جعلتها أشبه ما تكون بـ “مؤسسة دعاوى قضائية” في نظر المتخصصين بمجال الاستثمار في أوروبا وأمريكا.

فمنذ عام 2012، أنفقت المؤسسة الليبية للاستثمار وخسرت مئات الملايين من الدولارات على قضايا قانونية ضد العديد من شركات الاستثمار المعروفة في جميع أنحاء العالم، وكان معظم هذه القضايا خاسراً.

وليست ثمة نهاية لهذه المعارك القانونية المرهقة للمؤسسة ولسمعتها في عالم المال والاستثمار في العالم.

توصياتي لمجلس الأمناء الليبي ولرئيسه، رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، بصفتهما المسؤولان عن الإشراف على شركات الاستثمار الليبية هي إجراء إصلاح شامل للفرق التنفيذية القائمة ووضع لوائح وسياسات أفضل بشأن الإدارة المستقبلية وتعيينات مجلس الإدارة بعيدًا عن السياسة الجهوية والقبلية مع مزيد من التركيز على الخبرة والمعرفة في هذا المجال.

صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)

من أجل تحقيق رؤية المملكة 2030 والمتمثلة في جذب 100 مليون زائر سنوياً، أطلق الصندوق مشروع “طيران الرياض” (RIA) لربط البلاد بأكثر من 100 وجهة في العالم.

وقام الصندوق بتعيين السيد توني دوغلاس Mr. Tony Douglas، الرئيس التنفيذي السابق لشركة طيران الاتحاد التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، رئيساً تنفيذياً جديداً لها، والسيد بيتر بيلو Mr. Peter Bellew رئيساً تنفيذياً للعمليات.

ومن المخطط أن تضيف شركة الطيران الجديدة هذه 20 مليار دولار إلى نمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي وتخلق أكثر من 220 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وقد أصدر الصندوق أمراً بشراء 39 طائرة بوينغ مبدئياً بسعر 35 مليار دولار مع احتمالية شراء 23 طائرة أخرى.

في إطار جهوده لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، يخطط الصندوق لإنفاق أكثر من 100 مليار دولار في الاستثمار في مجال الطيران من أجل دعم خططه في مجال السياحة.

وقع الصندوق مذكرة تفاهم مع “شركة ماروبيني” Marubeni اليابانية لإجراء دراسة جدوى بخصوص إنتاج الهيدروجين النظيف في المملكة العربية السعودية.

أعلنت “نشرة المصارعة أوبزرفر الإخبارية” Wrestling Observer Newsletter وأكدت أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي لديه اهتمام كبير بشراء شركة المصارعة العالمية WWE.

وتقول الشائعات إن هذه الشركة تطلب 9 مليارات دولار مقابل البيع.

أعلن الصندوق عن دعمه المالي للقطاع الخاص من أجل زيادة تأثيره على الاقتصاد غير النفطي من 40% إلى 65% من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2030، بعض المشاريع التي يركز عليها الصندوق هي المشاريع الزراعية والعقارية ، ومن خلال “شركة التطوير العقاري” ROSHN، يعمل الصندوق حاليًا على أربعة مشاريع: الفلوة والسدرة والوارفة بالرياض والعروس بجدة.

أتوقع أن يواصل الصندوق دعمه المالي واستثماراته في المشاريع المتعلقة بالسياحة والعقارات في المملكة في عام 2023.

ولمعالجة مشكلة البطالة في شريحة الشباب الكبيرة، يجب على الصندوق أن يقوم بمزيد من الاستثمارات في بناء مجمعات صناعية وتصنيعية وتقنية متوسطة وكبيرة الحجم في المدن الكبيرة والصغيرة في جميع أنحاء المملكة.

صندوق مصر السيادي (TSFE)

يمتلك الصندوق الذي تأسس مؤخرًا (عام 2018) حوالي 2 مليار دولار من الأصول الخاضعة للإدارة، وقد قامت منظمة Global SWF المتخصصة باختيار هذا الصندوق ليكون صندوق الشهر لشهر مارس، وتمت الإشادة بالرئيس التنفيذي للصندوق، السيد أيمن سليمان، وبفريقه لقدرتهم على جذب المستثمرين الأجانب وإدارة الشركات المملوكة محليًا لتحقيق الربح.

صندوق الثروة السيادية في ناميبيا (Welwitschia Fund)

تأسس صندوق ناميبيا في مايو 2022 برأسمال أولي قدره 16.5 مليون دولار، وكان وزير المالية في البلاد قد أعلن في الشهر الجاري أنه لن يتم تخصيص أي تمويل للصندوق في ميزانية 2023-2024.

الإمارات العربية المتحدة

“شركة مبادلة للاستثمار” (Mubadala) بالشراكة مع شركة Apollo Global Management, Inc، تعهد الصندوق بتقديم ملياري دولار لمشروع مشترك مع “شركة أبوظبي القابضة” Alpha Dhabi Holding لغرض الاستثمار في قطاع الائتمان الخاص، مع التركيز على الشركات المقترضة.

شاركت مجموعة الطاقة الإماراتية “مصدر” Masdar (شركة أبوظبي لطاقة المستقبل) وهيئة الاستثمار الإندونيسية في ثالث أكبر طرح عام أولي في العام في شركة PT Pertamina Geothermal Energy (PGE) الإندونيسية — وهي أحد أكبر منتجي الطاقة الحرارية الأرضية في العالم، وقد جمعوا 595 مليون دولار.

وقع قسم الرعاية الصحية في “شركة مبادلة للاستثمار” اتفاقية استحواذ على حصص في شركة Resilience التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها والتي تركز على الرعاية الصحية بغرض إنشاء وتشغيل مصنع للأدوية الحيوية في أبوظبي لتصنيع علاجات السرطان واللقاحات اللازمة.

صندوق الثروة السيادية النيجيري (NSIA)

أطلق الصندوق برنامج جائزة الابتكار وبدأ بقبول طلبات الحصول على منحة بقيمة 225 ألف دولار لدعم الشركات الناشئة المحلية ورواد الأعمال المحليين في قطاع التكنولوجيا الرقمية في البلاد.

جهاز قطر للاستثمار (QIA)

قام الصندوق القطري بتعيين السيد سكوت سينيكال Mr. Scott Senecal نائباً للمستشار العام للشؤون القانونية. يتمتع السيد سينيكال بخبرة قانونية دولية تزيد عن 30 عامًا، وخصوصاً في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

بسبب التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي المسال ومبيعاته وأسعاره، أعلن الرئيس التنفيذي للصندوق، منصور بن إبراهيم المحمود، أن الصندوق يتوقع زيادة في تمويله المتاح من ميزانية الدولة بما يصل إلى 32 مليار دولار.

بالنسبة لعام 2023، أتوقع أن يزيد الصندوق مشاركته في أسواق التكنولوجيا ورأس المال الاستثماري والعلوم الطبية وبدرجة أقل في المؤسسات المالية، على الأقل حتى نرى المزيد من الاستقرار في الأسواق المالية العالمية.

مشاركة الخبر