كتب : الصحفي عبد الرزاق الداهش
:
قبل نهاية هذا الشهر سيكون الصديق الكبير، وعلى الحبري في مكان واحد، وعلى طاولة واحدة في أحد فنادق العاصمة التونسية ..
سيتصافح الرجلان، ويتبادلا التحية، وحتى يتجاذبا بعض اطراف الحديث، حول بعض الموضوعات غير المهمة .. فمن يملك عصاة موسى ليجمع الكبير، مع حبري؟
بالتأكيد ليس احمرار عيون مواطن ليبي مقهور أخذ يجهش بالبكاء أمام أحد المصارف وهو يسأل نفسه ماذا يقول لأطفاله يوم العيد، إنما عيون ستيفاني وليامز الحمراء، وعصاة أمريكا الطويلة من خلفها.
(بركاتك يا ستيفاني) !
فالذين لم تجمعهم طوابير الليبيات على المصارف ليل نهار، ولم يجمعهم تراجع الدينار الليبي، وخروج التضخم عن معدلاته الأمنة، ولم يجمعهم تآكل الطبقة الوسطى والزيادة الكارثية في نسبة الفقراء، ولم يجمعهم عذابات الليبيين اليومية، يجمعهم هاتف لنصف دقيقة من مساعدة غسان سلامة الأمريكية.
كنا ننتظر اجتماعا لنصف ساعة بين الرجلين في طريق السكة، من أجل وضع القطار الليبي على أول السكة وإقرار حزمة الاصلاحات التي دوشونا بها، ولكن قبل أن يحجز حبري في رحلة مطار معيتيقة، أعلن الكبير أنه مستعد أن يتقابل مع كل العالم في أي مكان من العالم، إلا مع الحبري وإلا في طريق السكة، بمدينة طرابلس.
شكرا لعيون ستيفاني، وعصاة ستيفاني، وبركات هذه الأمريكية الأكثر ليبية من بعض الليبيين ممن يتصدرون المشهد!