“لليبيين الكبير الذي في السماء” .. هذا هو عنوان منشور للكاتب الصحفي “عبدالرزاق الداهش” عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” والذي اخترناه لكم ليكون بوست هذا الأسبوع، في ظل صدمة الجميع من قرب وصول سعر صرف الدولار إلى العشرة الدينارات بعد الظهور الإعلامي أمس الثلاثاء لمحافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير”.
وقال “الداهش” في منشوره : “لا تنتظروا حلا لأزمة السيولة ولا حلا لتغوّل الأسعار، ولا تنتظروا تحسنا لقيمة وأداء الدينار الليبي، أو عودة التضخم لمعدلاته الآمنة، ولا تنتظروا نهاية لفساد الاعتمادات، ولا نهاية لتبييض الأموال، ولا نهاية لمعاناتكم، مشيرا إلى أن محافظ مصرف ليبيا المركزي طرابلس وضع أخر روشيتة حلول في أول سلة مهملات لمجلس النواب”.
وأضاف “الداهش” قائلا : “كنا نتمنى على محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير أن ينظر إلى العجائز المرميات يمضغهن الليل على أبواب المصارف، وكنا نتمنى على الصديق الكبير أن ينظر إلى الليبيين الذين كسر ذل الحاجة ظهورهم.
وأردف مستغربا أن “الكبير” يعرف أن البرلمان لن يجتمع ولا يغيب عليه أنه حتى لو اجتمع لن يقرّ حزمة معالجات المجلس الرئاسي، مضيفا أنه إذا كان المحافظ يحترم البرلمان أليس أولى به أن ينفذ قرار هذا البرلمان بتجميد القانون رقم واحد للعام 2013؟، بل أليس أولى به أن يغادر المصرف وينفذ قرار الإقالة؟!
واختتم “الداهش” منشوره متسائلا : “أنا لا اعرف ماذا سيستفيد الكبير من بهدلة الليبيين وتعذيبهم وأذلالهم؟، وإذا كان لا يعجبه شكل “السراج” أو مشية “مصطفى صنع الله” فما ذنب الليبيين؟، مشيرا إلى أن الدولار يمضي إلى ما بعد العشرة دينارات، والتونسي إلى ما بعد الأربعة، وختم قائلا “لليبيين الكبير الذي في السماء، أما الكبير الذي في المصرف المركزي فيكفيه زياد دغيم”.
وتحصل هذا المنشور على قرابة 270 إعجاب، وعلّق عليه أكثر من 30 متابعا، وتمت مشاركته 22 مرة.
وجاءت التعليقات في أغلبها موافقة لما قاله “الداهش”، فقال “عبد المولي الوحيشي” : “أصبت كبد الحقيقة”، وأردف قائلا : “إيماننا بالله أكبر بكثير من آمالنا في النواب والكبير وكل المفسدين”، وتسائل “رجب الزمزام” قائلا : “هل تعتقد أن الكبير يريد حلا؟ .. هو يعرف طريق الحل لكنه يعرف أكثر أن هذا الحال يجعله قادرا على شراء الذمم”.
من جانبه أشار “فوزي المزوغي” إلى معاناة الليبيين في الخارج نتيجة وصول سعر صرف الدينار أمام العملات الأجنبية إلى مستويات غير مسبوقة وقال : “أنا الآن في تونس وأعايش مأساة الليبيين المهجرين والمرضى، إنها مأساة لا تطاق”، أما “فاطمة بن يمينة” فقالت إن كل تلك المعاناة والإهانة التي يعايشها الليبيون أمام المصارف وغيرها سيدفع ثمنها المسئولون عنها أجلا أم عاجلا.
أما “محمد بركي” فيرى أن الإشكالية أكبر من “الكبير”، مشيرا إلى أن هناك أسبابا أخرى لما نعانيه مثل المرتبات العالية لمجلس نواب عاطل عن العمل، إضافة إلى زيادة مرتبات بعض القطاعات، وكثرة اللصوص في هذه البلاد، في حين حمّل “خالد موسى” المسؤولية لسلبية المواطنين وقال : “للأسف نوم الشعب هو ما جعل هؤلاء الفاسدين لا يعطوا اهتماما لأحد”.
واستغرب “جمال إدريس” قائلا : “كنا نلوم القذافي على تشبته بالسلطة، وإذا بنا نرى اليوم محافظا فاشلا مستمرا من أول يوم فى الثورة، في الوقت الذي تناوب على رئاسة البلد ثلاثة رؤساء وهو مازال متمسكا فى سدة حكم المصرف المركزي”، وأوضح “عبد الله محمد” أن الحل يكمن في خروج الشعب في مظاهرات عارمة شعارها “جوعتونا”.
فإلى متى سيستمر هذا العبث، وكيف يمكن أن نرى اقتصاد البلد ينهار كل يوم ولا أحد من المسؤولين يحرك ساكنا، والمحافظ بعد صمتٍ طوال هذه المدة خرج، وليته لم يخرج، فقد خرج على الإعلام ليشرح مدى عجز المصرف عن إيجاد الحلول للأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد ويكتفي بالقول “رفعنا الراية الحمراء”!