كتب: الصحفي “عبد الرزاق الداهش”
وفقا لما أدلت به السلطات الصحية الليبية من بيانات إفصاح، فسِجل ليبيا مازال خاليا إلى حد الآن من فيروس كورونا، و(لله الحمد)، بيانات مصادر الصحة، تحظى بالكثير من القبول، لسبب أول يتعلق بالظرف الليبي العام، وعدم وغياب التواصل مع العالم، وثاني يتعلق بتواجد منظمة الصحة العالمية.
ولكن حقيقة خلو ليبيا من فيروس كورونا لا يمكن أن تكون حقيقة مطلقة، فهناك آلاف الليبيين عادوا من الخارج وقد لا يمر بعضهم على إجراءات الفحص، ولا تظهر الأعراض على البعض.
إنهاء فيروس كورونا، أو كوفيد 19 يتعلق بسلوكنا، فهو على قوته كائن ضعيف جدا، سوف ينقرض عندما لا يجد حضانات بشرية يتكاثر عليها، مشكلتنا هي السلالات البشرية من فيروس كورونا، من الذين أخفوا السلع والأدوية، وحتى مواد التنظيف، ومن الذين زادوا في أسعارها، من تجار الأزمات الذين حولوا مصائبنا إلى موائد لهم.
فيروس كورونا المستجد لا يحتاج إلى قبة حديدية، ومنظومة دفاع ذكية، ولا حتى إلى جهاز حرس بلدي. أما كورونا البشرية، فلا يمكن مقاومته بالكمامات الطبية، والكحول، وقفازات البلاستيك الرخيصة، والحجر الصحي لمدة اسبوعين.
الحسنة الوحيدة لكورونا التاجي، أنه كشف لنا الكثير من الكورونات البشرية، وما أكثرهم، بما في ذلك تلك التي تبث لنا خطاب كراهية في زمن كورونا، العالم اليوم يتحول إلى عائلة واحدة أمام عدو واحد، قد لا يجمعهم الحب، ولكن يجمعهم القلق الواحد.