Skip to main content
"الزنتوتي": بعد تخفيض الدينار اليوم إلى أين وهل هي النهاية!؟
|

“الزنتوتي”: بعد تخفيض الدينار اليوم إلى أين وهل هي النهاية!؟

كتب: المحلل المالي “خالد الزنتوتي” مقالاً

خرج علينا مصرفنا المركزي اليوم بقرار تخفيض سعر الصرف ب 13,3 % ( ولا أعلم لماذا الكسر فوق 13، أهو نتيجة حسابات دقيقة وفق نموذج تسعيري للسعر العادل للدينار ( أمل ذلك )، أم هو ضربة من الحظ السئ في إطار( تصيب او تخيب )، والحقيقة ربما يتجاوز الخفض ال 16% إذا ما اخذنا في الحسبان ارتفاع مبلغ الضريبة أيضا .

هذا القرار ومعطياته لا غرابة فيه وهو متوقع من المصرف المركزي حيث أن لا حلول غيره لديه في ظل تركة بائسة وواقع مرير ،،،وله العذر في ذلك ولعله بذلك يظهر الحقيقة كما هي، ولكن يظل السؤال الكبير، هل هذه هي النهاية، أم أن إلا نهائيات أخرى قادمة!؟

نأمل أن تكون هذه هي النهاية، ولكن البيانات والأرقام التي أشار إليها المركزي اليوم، لا توحي أبدا، بأنها النهاية للأسف!، فعندما يبلغ العجز في الإنفاق الدولاري حوالي 50%

وعندما يبلغ الدين العام 330 مليار دينار ويتجاوز ما نسبته 130% من الناتج المحلي ، وهو دين عام استهلاكي ينخره الفساد والمفسدين.

وعندما يكون نصيب الفرد من الدين العام Debt per capita حوالي 45 الف دينار والذي كان منذ اقل من سنتين 30 ألف دينار، وهذا يعني ارتفاعه سنويا بحوالي 25%,

وعندما يبلغ الإنفاق العام أرقام غير مسبوقة، وعندما تبلغ المرتبات 75 مليار، وعندما تمعن الحكومتان في انفاق استهلاكي مريب، وعندما وعندما، وعندما..! الخ.

وعندما يمعن المشرعين والتنفيذين في خلق الخلاف والاختلاف وتعزيز الانقسام بهدف الاستمرار في السلطة والصراع على المال المشاع وبايدي فاسدة مفسدة تدعمها القوة والمال الفاسد والتهريب وسوء الادارة والجهوية والمحاصصة، ولا أعمم،
فماذا تتوقعون وهل هي النهاية؟

للأسف، إذا ما استمررنا بهذا الحال، فستكون النهاية أم النهايات!؟، بعد هذا التخفيض الرسمي لسعر الدينار، سيستغل التجار هذه الحالة وسيرفعون أسعارهم بنسب أعلى بكثير من نسبة التخفيض ويستغلون الموقف لرفع أسعار سلعهم بنسب تتجاوز ال 25% أو أكثر، وسنرى!

سيتناسون أن اعتماداتهم كانت مفتوحة بالسعر السابق، بل أن مخازنهم مملؤة بالسلع ومنذ مدة وقد استعدوا لذلك حيت أنهم يعرفون مسبقا بأن التخفيض قادم!! أنا هنا لا اعمم، لربما كان هناك من هو صادق مع الله ومع نفسه!!

الحل لا يكمن فقط في توحيد الميزانية العامة، بل يذهب إلى أعمق من ذلك بكثير، يذهب إلى معالجة أسباب هذا الانفاق الاستهلاكي الغير معقول أبدا، يذهب إلى معالجة هذا الفساد وسوء الادارة والذي جعلنا الفاسدين الأشهر في العالم .

يذهب إلى معالجة انقسامنا الجهوي وحصتي وحصتك، يذهب إلى مراجعة هيكلنا الاقتصادي والإداري بعلمية وموضوعية ونخوة وطنية ليبية حتى بدون نخوة ( قومية )، ولا سبتمبرية ولا فبرايرية ولا، ولا، فكلنا أبناء ليبيا وليبيا هي الوطن والملاذ.

إذا ما توفرت الإرادة والصدق مع الله والوطن، فالحلول واضحة للعيان ويمكننا جميعا، أكرر، جميعا، أن نحل كل مشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بس شوية نخوة،!وصدق عز من قائل، (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ [الرعد:11].صدق الله العظيم.

مشاركة الخبر