أزمة اقتصادية ضربت بإشتداد صعوبتها جذور المواطن على اختلاف فئته العمرية و أرهقته ، أزمة أثقلت كاهل المواطنين خاصة الشباب منهم ، فلقد كانت و لا زالت هذه الفئة من اكثر الفئات المتضررة في ظل هذه الأزمة ، حيث اضطر العديد منهم الى ترك مقاعد الدراسة و الإلتحاق الى أسواق العمل علهم يجدو قوت يومهم و يستطيعوا سد احتياجاتهم ، فلقد غير الوضع الاقتصادي المتدني أولويات الشاب و طموحاته فأصبح لا يحلم و لا يطمح الا بأن يعين عائلته على قتل شبح الفقر الذي اصبح يحوم حول العديد من الأسر في ليبيا .
دقت صدى أبواب المسجل العام لجامعة طرابلس علها تجد بين يديه ما يثبت أو ينفي صحة ما يقال عن ترك الشباب لمقاعد الدراسة ، و لقد أكد المسجل أن عام 2015 شهد ايقاف القيد لأكثر من 1500 طالب و طالبة ، ليسير 1600 طالب اخر على نفس منوالهم في عام 2016 ، و هي ارقام وصفها المسجل بالغير مسبوقة في تاريخ جامعة طرابلس .
تجولت أعين الصدى لترصد بعض العوامل التي أدت الى اشتداد الأزمة داخل الحرم الجامعي ، و لاحظت ارتفاعا غير معهود في أسعار المذكرات الدراسية لدى مصوري الكليات ، و كذلك ارتفاعا في اسعار سحب و طباعة المناهج الدراسية مما جعل من الصعب على العديد من الطلبة اقتنائها .
تحدتث صدى مع أحد ملاك هذه المطابع و أكد على أنه أجبر على رفع الأسعار بسبب غلاء الحبر و الورق المستخدم في الطباعة . و من المطابع انتقلت صدى الى المقاهي و المطاعم لترصد معدل ارتفاع الاسعار فيها ، و لاحظنا ازدياد الاسعار في بعض المأكولات بنسبة وصلت الى 40% خلال سنة واحدة لا اكثر . ليتقسم الشباب الى فئتين ، فئة مكافحة استطاعت مواجهة واقع البلاد الاقتصادي الصعب و وفقت بين الدراسة و العمل و وجدت بعض الحلول كالمشاركة في احد المشروعات الصغيرة و التي انتشرت في الأونة الأخيرة .
و فئة دمرها الوضع الاقتصادي للبلاد و خيرها بين الدراسة و العمل ففضلت ترك حلمها الا و هو المقعد الدراسي لمكافحة و مواجهة الازمة ، و عملت في أحد الاسواق أو المطاعم او المقاهي و غير ذلك ، على أمل العودة لاستكمال المسيرة الدراسية في يوم من الايام .
مشكلة و أزمة تتصاعد بلا حلول تذكر لمكافحتها … ازمة سيولة و أزمة غلاء و ازمة دولار و يبقى الشاب الليبي في البحر بين مد و جزر إما ان يصل الى شاطئ السلام او يقدف في ظلامات البحر …..