كتب: الخبير الاقتصادي ومؤسس سوق المال الليبي “سليمان الشحومي”
يبدو أن النفط ما انفك لسنوات طويلة الجواد الأفضل في السباق الاقتصادي الليبي ، فالجميع لا يعرفون غيره و برغم تقدمه في العمر مازال الجواد الأسرع والأكثر شعبية.
توقف النفط أصاب الجميع بالهلع الشديد خوفا من استمرار توقف السباق و توقف المراهنات على ذلك الجواد الأصيل صاحب الصولات و الجولات.
الرهان علي مشروع الترتيبات المالية والذي اتفق عليه بجلسة حوار راقي و مفعم بالدعابات و لكنه حتما بدون أي تصورات أو برامج أو مستهدفات واقعية تتعلق بالتنمية المحلية و تحسين النظافة و الصحة العامة أو تدابير مجابهة وباء كورونا المستفز و زد على ذلك لم يتم عرض الميزانية المقترحة على البرلمان في بنغازي ولا على البرلمان الآخر المنشق بطرابلس برغم من حضور رئيس البرلمان ومجلس الدولة لجلسة القهوة الصباحية كنوع من المباركة و تقديم الفأل الحسن بأن تكون هذه الميزانية و الخيل الجديدة التيتم استنساخها برفع ضريبة بيع الدولار فال خير على البلاد و العباد برغم أن الجواد العتيق خارج حلبة السباق.
على الطرف الآخر يجلس فريق آخر في أقصى البلاد ليس لديه أي خيول حقيقية بل يملك حصانا خشبيا صنع من أساطير طروادة يملك القدرة على إصدار أي تذاكر للسباق وتجميع الأموال لتنفيذ مشروعاته، العجيب إذا قارنا بين صاحب الجواد الأصيل و صاحب الحصان الخشبي ، نجد أن الأخير كان أكثر قدرة نسبيا على تحقيق تنمية مكانية من غيره.
استمرار هذه الرسم السريالي الاقتصادي و هذه التراجيديا المالية ببلاد سباقات الخيل أمر مخيف ومحبط للجميع و يحول كل شيء إلى مراهنات الفساد تضيع فيها الأموال و يهدر مستقبل البلاد.