ذكرت (S&P Global Platts ) أن تزايد أنتاج النفط الليبي قد يؤدى إلى تزايد الصراع السياسي ، حيث أن الموارد النفطية والثروات الليبية تعتمد على كيفية أنتهاء المعركة في طرابلس التى لايزال الصراع مستمراً ووصل إلى شهره العاشر.
وقد تمكنت المؤسسة الوطنية للنفط من زيادة إنتاجها وذلك بإضافة أنتاج البراميل والطاقة التخزينية في المواقع الرئيسية كما أنها تمكنت من إقناع بعض شركات النفط العالمية بالعودة إلى البلاد والمساعدة في إعادة بناء قطاعها النفطي والهدف الرئيسي هو تحقيق الانجاز مماثل في عام 2020 وما بعده.
وقد بلغ متوسط إنتاج ليبيا الخام إلى أكثر من مليون برميل هذا العام وفقًا لتقديرات S&P Global Platts ، مقارنة بـأنتاج أقل سنة 2018 حيث وصل إلى 950 ألف برميل يوميا وفي 2017 وصل إلى 810 ألف برميل في اليوم.
وقد كانت أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن معظم محطات النفط والبنية التحتية الرئيسية في ليبيا ، وخاصة تلك الموجودة في شرق البلاد وجنوبها تخضع بالفعل لسيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر وتعتبر حالياً معرضة للتوقف في أى وقت.
وأن محطة التصدير في الزاوية والتى تبلغ طاقتها 300 ألف برميل وكذلك المصفاة التى تبلغ طاقتها الإنتاجية 120 ألف برميل قد تعرضت رغم أهميتها إلى العديد من الغارات الجوية مؤخرًا ، مما زاد من احتمال حدوث انقطاع في الإمدادات.
ونقلاً عن “هاميش كينير ” المحلل في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في فيريسك مابلكروفت فأن المخاطر الأمنية في جانب العرض ستتراجع ولكن لن تختفي “
وأضاف كينير:
” لقد أصبح الإنتاج في حوض سرت آمنًا الآن تحت سلطة الجيش بقيادة حفتر ، وليس لدى الميليشيات المتحالفة القدرة على تهديد ذلك ، ورغم وجود الجيش في الجنوب الغربي لكنه لن يكون قادرًا على منع انقطاع خطوط الأنابيب خلال عام 2020″
وقال بول شيلدون ، المستشار الجيوسياسي في S&P Global Platts Analytics ” إنه سيكون هناك أضطرابات متكررة ومستدامة في الإمدادات إذا استمر الجمود حول طرابلس”
وأن حوالي 400000 ألف برميل يومياً من الإمدادات معرضة للخطر ، بالنظر إلى مواقعها خارج معقل شرق الجيش وفقًا لتحليل S&P Global Platts Analytics.
وأضاف “يبدو أن سيطرة الجنرال حفتر على الحقول الرئيسية تتوقف على التحالفات الضعيفة مع الميليشيات المحلية وإن الفراغ الناجم عن هجوم حفتر على طرابلس يمكن أن يتسبب في نهاية المطاف في تحرك العديد من المنافسين له على منشآت النفط الخاضعة لسيطرته ، في حين أن الجهاديين يمكنهم الاستفادة من ظروف الحرب الأهلية غير المستقرة والتى تستهدف البنية التحتية “
وقال شيلدون “إن الإجماع العام على أن فوز الجيش بقيادة حفتر سيفيد على الأرجح إنتاج النفط ، حيث استقر الإمداد الليبي فقط بعد أن قام بالسيطرة على الحقول الرئيسية ومرافق التصدير في البلاد”
أهداف طموحة :
لقد وضعت المؤسسة الوطنية للنفط اهتمامها على زيادة إنتاج النفط إلى 1.50 مليون برميل في اليوم في العام من المستويات الحالية البالغة 1.25 مليون برميل في اليوم.
ويفترض بهذا الارتفاع والذي وصل الي 350 الف برميل في اليوم من الإنتاج الجديد الذي سيتم طرحه العام المقبل ، لكن سيتم تعويض ذلك قليلاً بمعدل انخفاض طبيعي يتراوح بين 7 – 8 ٪.
وقد قال “محمد دروزة “مدير شركة ميدلي جلوبال أدفايزرز في هذا الشأن ايضا:
‘إن خطط المؤسسة لزيادة الإنتاج بمقدار 350 ألف برميل يوميًا تبدو طموحة على الرغم من أنه أشار أيضًا إلى أن عام 2019 أظهر مرونة في إنتاج الخام الليبي”
وأضاف دروزة أنه “بينما حصلت المؤسسة الوطنية للنفط مؤخرًا على تمويل بقيمة مليار دولار من البنك المركزي الليبي ، فإن المشاكل الأمنية المقترنة بنقص المهندسين الأجانب والاستثمار ستحد على الأرجح من الاتجاه الصعودي المحتمل في ليبيا إلى 100 ألف برميل يوميًا”
وانه وعلى المدى الطويل فأن المؤسسة تأمل في رفع إنتاج النفط إلى 2.1 مليون برميل في اليوم وإنتاج الغاز إلى 3.5 مليار قدم مكعب في اليوم.
أن هذه الأهداف تعتمد على تحسين الأمن مما يؤدي إلى انخفاض اضطرابات جانب العرض إلى الحد الأدنى ، لكنها مرتبطة أيضًا بمشاركة أكبر من شركات النفط الدولية.
حيث أدى انعدام الأمن إلى إبعاد العديد من شركات النفط العالمية لكن يبدو أن عام 2020 قد يشهد بداية جديدة لبعضهم في الدولة التي مزقتها الحرب ، والتي تحتوي على أكبر احتياطيات من النفط والغاز في إفريقيا.
وقد أنهت شركة توتال الفرنسية والمؤسسة الوطنية للنفط مؤخرًا اتفاقًا يمنح شركة النفط الكبرى حصة أقلية في واحدة من أكثر مجموعات النفط المربحة في ليبيا.
حيث حرصت توتال على زيادة تواجدها في ليبيا ، وهذا يتبع نموذج مجرب ومختبر لشركة الطاقة الفرنسية التي نجحت في البحث عن عوائد أعلى في المناطق المعرضة للخطر.
وسوف تساعد “توتال” المؤسسة الوطنية للنفط في تطوير حقلي نورث جيالو و نورث كارولاينا 98 في ترخيص الواحة مما سيؤدى الي زيادة الإنتاج بمقدار 180،000 برميل في اليوم وتخصيص 650 مليون دولار لتطوير هذا الامتياز.
وفي غضون ذلك ، استأنفت شركة النفط الروسية تاتنفت أعمال التنقيب في ليبيا بعد أكثر من خمس سنوات، كما أعلنت BP و Eni و Gazprom العام الماضي عن عزمها على استئناف أنشطة الاستكشاف ، بينما قالت OMV و Repsol أيضًا إنها تأمل في زيادة تواجدها في المنبع ومع ذلك ، فإن عودتهم الكاملة ستتوقف على كيفية انتهاء المعركة في العاصمة الليبية طرابلس.
حيث أن النزاع في ليبيا مؤخرًا سبب في تورط كل من تركيا وروسيا ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، مما قد يعني أن الجغرافيا السياسية ستزداد تعقيدًا في طريق توحيد البلاد.
وان تركيا قد كانت نشطة بشكل خاص ، حيث أعلنت أنها مستعدة لنشر قوات في ليبيا في الوقت الذي أغضبت فيه الأوروبيين ومؤيدي حفتر العرب، في إشارة إلى أن (الرئيس التركي) أردوغان قد بدأ فعلا يستعرض موقفه جديا وعضلاته العسكرية عبر البحر المتوسط “.