Skip to main content
"الصغير" يكتب: تفاقم أمراض الأورام في ليبيا.. أسباب اقتصادية وصحية وحلول مستدامة
|

“الصغير” يكتب: تفاقم أمراض الأورام في ليبيا.. أسباب اقتصادية وصحية وحلول مستدامة

كتب رئيس مجلس إدارة منظمة الرقيب الليبية لحماية المستهلك “وائل الصغير” مقالاً قال خلاله:

تشهد ليبيا في السنوات الأخيرة ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الإصابة بأمراض الأورام، وهو ما يطرح تحديات كبيرة على القطاع الصحي والاقتصادي في البلاد، يعود هذا التصاعد إلى عدة عوامل متداخلة ترتبط بالبيئة، ونمط الحياة، والبنية التحتية الصحية، إضافة إلى الأوضاع السياسية والأمنية التي أثرت سلبًا على منظومة الصحة.

أسباب التفشي:
من الناحية البيئية، يُعد التلوث الناتج عن الممارسات الصناعية والزراعية غير المستدامة أحد أهم أسباب انتشار الأمراض السرطانية. إذ تتعرض مناطق واسعة في ليبيا لمواد كيميائية وملوثات مسرطنة تُلحق ضررًا مباشرًا بصحة السكان.

إضافة إلى ذلك، يعاني القطاع الصحي من نقص حاد في المراكز المتخصصة، وأجهزة التشخيص المبكر، ونقص الكوادر الطبية المؤهلة، مما يؤدي إلى تأخر اكتشاف الأورام وعلاجها، ما يرفع نسبة الوفيات ويزيد من الأعباء الاقتصادية على الدولة والأسر.

لا تقتصر الأسباب على ذلك فقط، بل تلعب العادات الغذائية غير الصحية، وانتشار التدخين، وارتفاع معدلات السمنة دورًا بارزًا في ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان. كما أن الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة أدت إلى تعطيل الخدمات الصحية وتعقيد إمكانية الوصول إليها.

آثار اقتصادية واجتماعية:
تؤدي هذه الظاهرة إلى ضغوط كبيرة على الاقتصاد الوطني، حيث تزداد تكلفة الرعاية الصحية وتتراجع الإنتاجية بسبب غياب المرضى عن العمل، بالإضافة إلى الأثر النفسي والاجتماعي على الأسر والمجتمع.

حلول مقترحة:
لمواجهة هذه الأزمة، يقترح خبراء الصحة والاقتصاد تبني استراتيجيات متكاملة تبدأ بحملات توعوية مكثفة تستهدف التثقيف الصحي والوقاية، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر.

كما ينبغي تحسين البنية التحتية الصحية من خلال إنشاء مراكز علاجية مجهزة، وتوفير تدريب مستمر للأطقم الطبية، إضافة إلى تعزيز السياسات البيئية للحد من التلوث.

وتشمل الحلول أيضًا تبني برامج تشجع على أنماط حياة صحية، مثل التغذية السليمة والرياضة، إلى جانب مكافحة التدخين بشكل فعّال.

ولا يمكن تجاهل أهمية الاستقرار السياسي والأمني لضمان استمرارية الخدمات الصحية وتوسيع نطاق الوصول إليها.

خاتمة:
معالجة تفاقم أمراض الأورام في ليبيا تتطلب رؤية شاملة وجهودًا مشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص، ومنظمات المجتمع المدني، لإرساء بيئة صحية ومستدامة تعزز من جودة الحياة وتدعم الاقتصاد الوطني.

مشاركة الخبر