Skip to main content
"الغزيوي": تفعيل الاتفاقيات الدولية عنصر أساسي لتحقيق النجاح في مجال تجارة العبور
|

“الغزيوي”: تفعيل الاتفاقيات الدولية عنصر أساسي لتحقيق النجاح في مجال تجارة العبور

كتب نائب المدير العام لشركة التكافل للتأمين “أكرم الغزيوي” مقالاً قال خلاله:

تعد تجارة العبور فرصة ذهبية لليبيا، حيث إنها تستفيد من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط شمال إفريقيا بالدول الحبيسة جنوب الصحراء الكبرى مثل تشاد والنيجر، بالإضافة إلى الدول المجاورة مثل تونس والجزائر، من خلال تحويل تجارة العبور من نشاط غير رسمي قائم على التهريب إلى نشاط شرعي ومنظم، يمكن لليبيا أن تعزز اقتصادها وتحقق تنمية مستدامة.

لبدء هذه العملية، تحتاج ليبيا إلى تحسين بنيتها التحتية من خلال تطوير شبكة الطرق البرية التي تربط الموانئ الجنوبية والحدود بالدول المجاورة، من المهم أيضًا تحديث الموانئ، مثل ميناء بنغازي، ومصراته وتحويلهم إلى مركز رئيسي لتجارة العبور.

هذه البنية التحتية ستقلل من تكاليف النقل وتزيد من كفاءة تسليم البضائع، مما يجعل تجارة العبور خيارًا مربحًا للأطراف كافة.

تفعيل الاتفاقيات الدولية هو عنصر أساسي لتحقيق النجاح في هذا المجال، يجب على ليبيا الانضمام إلى اتفاقيات النقل البري الدولي مثل نظام “تير” (TIR) الذي يتيح تسهيل حركة البضائع عبر الحدود بطريقة منظمة وموثوقة، كما يمكن تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول المجاورة من خلال الاتفاقيات الثنائية التي تنظم العبور وتحدد المسؤوليات بوضوح.

لضمان نجاح هذه الجهود، يمكن إنشاء مناطق حرة لتجارة العبور في مناطق استراتيجية مثل الكفرة. في هذه المناطق، يمكن تقديم إعفاءات ضريبية وجمركية لتشجيع المستثمرين على العمل في تجارة العبور. هذه الخطوة ستعزز الثقة لدى التجار والمستثمرين، وستوفر فرص عمل محلية تساهم في تنشيط الاقتصاد.

تجارة العبور غير الشرعية القائمة على التهريب بحاجة إلى التحول إلى نشاط قانوني وشفاف، هذا يتطلب وضع قوانين وتشريعات واضحة تنظم تجارة العبور وتحدد الضوابط اللازمة لمنع التلاعب أو الفساد، كما يمكن إنشاء هيئة متخصصة لمراقبة عمليات العبور والإشراف عليها، مما يعزز من الثقة ويحد من الأنشطة غير القانونية.

تعزيز الخدمات اللوجستية يعتبر ركيزة أساسية في هذا التحول، يجب توفير مستودعات حديثة على الحدود والموانئ لتخزين البضائع العابرة بأمان، بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم خدمات تأمين للبضائع خلال النقل، مما سيزيد من الثقة لدى التجار الدوليين.

أخيرًا، من المهم الترويج لليبيا كمركز لتجارة العبور في المنطقة، يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم معارض تجارية دولية وإطلاق حملات دعائية تسلط الضوء على المزايا التنافسية التي تقدمها ليبيا، مع وجود هذه الجهود المتكاملة، يمكن لليبيا أن تتحول إلى بوابة رئيسية للتجارة الإقليمية، مما يساهم في تنويع مصادر دخلها وتعزيز استقرارها الاقتصادي.

مشاركة الخبر