دوّن الصحافي “عبد الرزاق الداهش” بعنوان : “ميزانية 96 مليار”.
حيث قال: “بلغة الأرقام فإن ميزانية تلامس المئة مليار هي الأضخم عبر تاريخ ليبيا، أما بلغة الحقائق فهي لا تساوي نصف ميزانية عام 2012.
الأولى تخطت سقف 68 مليار، بما يعادل أكثر من 52 مليار دولار، بينما لم تتجاوز الثانية عتبة 22 مليار دولار، بلغة الحقائق فإن ميزانية عام 12 تساوي أكثر من 300 مليار، وفق سعر الصرف اليوم.
هذا ليس دفاعاً على زيادة الإنفاق الحكومي، والذي يعد مشكلة حقيقية، ولكنه دفاعاً عن حقائق الواقع.
رقم المرتبات في الميزانية ارتفع من الناحية الشكلية إلى 34 مليار دينار، ولكن من الناحية الواقعية فالمرتب قد انخفضت بمعدل يزيد عن 70 بالمئة.
صحيح هناك تضخم كارثي في عدد العاملين بجهاز الدولة، ولكن معالجة هذه الأزمة التراكمية، يحتاج إلى اعوام لتنتقل الدولة من فرصة عمل إلى صانعة فرص عمل.
رقم دعم المحروقات 22 مليار، أي أن نصيب الفرد يصل إلى 3000 دينار في السنة، ولكن دعم المحروقات لا يعني فقط مادة بنزين السيارات، فيكفي أن محطة كهرباء السرير تستهلك 2،5 مليون دينار يوميا وقود، وبسعر مدعوم.
يعني كيف لمواطن لا يدفع فاتورة كهرباء بسعر عشرين درهم للكيلو وأن يدفعها بنحو دينار، وأكثر؟
نحتاج إلى ترشيد الدعم، ولكن أن يستيقظ المواطن على سعر لتر البنزين بأكثر من أربعة دينار وقد نام على سعر 150 درهم، فالصدمة مكلفة جداً اجتماعياً”.
صحيح نحتاج إلى رقابة فعّالة على إدارة المال العام، والضغط على معدلات الانحراف، ولكن لا يمكن أن تحسين أوضاع الناس بدون إنفاق، أو حتى تحسين العائدات بدون صرف على صناعة النفط”.
