| لقاء الأسبوع
“الكبير” لبلومبيرغ : نتوقع أن يكون دخل النفط هذه السنة حوالى 21 مليار بسبب إقفال الحقول وهذه الإيرادات لا تغطي احتياجات الميزانية
أجرت ” بلومبيرغ ” مقابلة مع محافظ مصرف ليبيا المركزي بطرابلس ” الصديق الكبير ” الخميس 25 يوليو والذي صرح قائلاً ” إن الصراع الدائر سبب في تأخر عمليات الأصلاح الاقتصادي وإن الهجوم الأخير الذي شنته قوات حفتر على العاصمة ألقى بظلاله على إصلاحات اقتصادية مبدئية وسبب في مشاكل توفر السيولة”.
وبحسب المقابلة تمت الإشارة إلى أن حفتر يشتكي من عدم حصول المنطقة الشرقية على نصيبها من الإيرادات النفطية .
حيث قال ” الكبير ” :
” إن هذه التصريحات غير صحيحة ، حيث أن عملنا يحدث في ظل اتفاقيات دولية وأن المشكلة التى نواجهها في ليبيا منذ سنة 2013 وأن الإيرادات النفطية ليست كافية لتقابل احتياجاتنا وتغطية الميزانية وأننا لجأنا إلى استخدام المذخرات التى لدينا لتغطية هذا العجز”.
وأضاف :
” أن إقفال الحقول النفطية سبب في انخفاض الإيرادات النفطية ، حيث أن إيرادات النفط والغاز وصلت سنة 2015 إلى حوالى 53 مليار وحدث خلل بعد ذلك بسبب الإقفال وتدني مستوى الإنتاج وكان على الدولة أن تغطي ميزانية دفع الرواتب وغيرها من المصاريف ولا يوجد أى زيادة في إيرادات النفط “.
وقال ” أننا نتوقع أن يكون دخل النفط هذه السنة 2019 حوالى 21 مليار بسبب إقفال الحقول وخصوصا حقل الشرارة ، وأن إيرادات النفط لا تغطي احتياجات الميزانية “.
كما أكد المحافظ ” أن مصرف ليبيا المركزي مؤسسة لديها الخبرة الكافية ولمدة 60 سنة كما أنه لدينا طاقم يعمل بكل جدية ومسؤولية ولدينا تعاون مشترك مع المؤسسات الدولية للحصول على المساعدة والمشورة ولدينا أيضاً إدارات تعمل متعاونة مع بعضها حسب الوضع السياسي والاقتصادي الحالى “.
وعندما تمت الإشارة إلى إمكانية زيادة حصة المنطقة الشرقية من الميزانية كجزء من الحل السياسي قال ” الكبير ” :
” إن هذا ليس من اختصاص مصرف ليبيا المركزي ولكن هذا جزء من الاتفاق السياسي حيث يجب إعادة الترتيبات المالية بالتنسيق مع ديوان المحاسبة والمجلس الرئاسي ، وهذا ينطبق كذلك على وزير المالية بالمنطقة الشرقية ووزير الاقتصاد ” ويجب التنسيق مع (فتحي المجبري) بالخصوص”
وأضاف المحافظ ” أننا مستعدين للقيام بأى اتصال أو اتفاق يصب في الصالح العام “
أما بخصوص قيام حفتر بمحاولة بيع النفط الليبي وهل هناك أدلة لذلك ، قال المحافظ ” أننا سمعنا بهذه المحاولات من أطراف دولية حيث يوجد شركات تحاول شراء النفط الليبي وأن المجلس الرئاسي يقوم بمحاولة لإيقاف ذلك وليس لدينا أى معلومة تؤكد حجم النفط الذي تم الاتفاق على بيعه عن طريق حفتر.
وأكد أن مصرف ليبيا المركزي في البيضاء ليس لديهم موارد مالية ، ولكنهم لديهم مصاريف وصلت إلى 43 مليار خلال السنوات الماضية مما سبب في عجز في الميزانية وأربك المشهد الاقتصادي.
وأن الأنقسام السياسي هو سبب كل المشاكل ، حيث أن وجود مصرفين مركزيين يعيق تقدم البلاد اقتصادياً وإذا تم توحيد المصرف المركزي فإن كل مشاكلنا سوف تنتهي حيث كنا نأمل من خلال المؤتمر الجامع الذي كان متوقع عقده في أبريل الماضي توحيد ليبيا سياسياً ومالياً .
وردا على سؤال:
- ماذا سيحدث عند إمكانية تقدم حفتر والاستيلاء على العاصمة هل من الممكن أن يقوم باستبدالك وتغييرك ” ( أى تنحيتك من منصبك ) ؟
قال ” الكبير ” :
” إن هجوم حفتر على طرابلس كان مفاجأً للجميع وأنا شخصياً لا أتنبأ برد فعله ، ولا أعلم ما هي تطلعاته ”
وفي سؤال آخر:
- أن الولايات المتحدة كانت تدعم طرابلس فعلياً خلال المدة الماضية ولكنها الأن ” صامتة تماماً ” أمام هجوم حفتر ، هل فقدتم ثقتكم في اشنطن وماتفسير ذلك ؟
أشار ” الكبير ” إلى أن ذلك ليس ممكنا فنحن لازالت لدينا اتصالات مع وزارة المالية ومع السفارة الأمريكية ، لا أعتقد أننا فقدنا الثقة ولكن ممكن أن تكون هناك تغييرات سياسية سببت في هذا الموقف ضدنا ولكن نأمل في تعود العلاقات بيننا سريعا كما كانت “.
وأننا نعيش واقعا بسبب التغير الذي حصل في ليبيا منذ 2014 حيث أن هناك دعما كبيرا من وزارة الخارجية الأمريكية والمحافظ المركزي لمساعدتنا في صرف الرواتب وتوفير السيولة وكذلك الحكومة البريطانية ساعدتنا لرفع المعاناة على المواطن الليبي وضمان استمرار عمل المصرف المركزي.
إننا حتى هذه اللحظة كموظفين ومسؤولين في مصرف ليبيا المركزي لم نشاهد أى تغييرات أو تهديدات للبنك ولكن هذا الوضع والحرب القائمة بالتأكيد أثرت على اقتصاد البلاد وعلى المواطنين والتجار.
- ماهى المصادر الأخرى للإيرادات والموارد المالية للبلاد من غير النفط والنقد الأجنبي برأيك ؟
” إن القطاع الخاص كان يمول البلاد بحوالى 30% من دخلها ، الآن نحن مقتنعين تماماً أن المجتمع الدولى يجب أن يساعدنا على دعم القطاع الخاص ، والبدء في الاستفادة من خيرات البلاد فنحن لدينا سواحل شاطئية ممتازة وثروة سمكية ولدينا الصحراء الغنية بالمعالم التاريخية وبالمعادن وأماكن لم تكتشف بعد وكذلك العديد من الأثار وليبيا غنية بمعالمها “
ونحن متفقين مع المجلس الرئاسي في 2018 أنه وبدلا ً من خفض قيمة العملة الليبية حيث يوجد مصرفيين مركزيين قررنا أن نقوم بتعديل سعر صرف للقضاء على السوق السوداء ، كما نأمل رفع الدعم عن السلع والوقود .
- هل أنت أقوى رجل في ليبيا ؟
أنا رجل أقوم بعملي باحترافية وهذا دوري ، وأنني أحاول أن أحمي المذخرات الليبية ومن واجبي أيضاً المحافظة على قيمة سعر الصرف ..