الكبير : ليبيا أذا أستقرت ستصبح عضو بناء في المجتمع الدولي ، ويكون لها دوراً رائداً في التكامل الاقتصادي

588

 

نشرت صحيفة ” جلوبال فايننس ” اليوم 4 أكتوبر ، مقابلة أجريت مع محافظ مصرف ليبيا المركزي – الصديق الكبير .

ترجمت المقابلة حصرياً لصدى الأقتصادية .

 

سألت صحيفة جلوبال الكبير : ما هي التحديات الاقتصادية والمالية الرئيسية في ليبيا اليوم؟

يقول الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي :

أن التحديات الرئيسية التي تواجه ليبيا اليوم مدفوعة بالظروف السياسية والاقتصادية والأمنية السائدة في البلاد منذ عام 2013 ، بالإضافة إلى البيئة الخارجية التي تؤثر على أسعار النفط العالمية ، وقد أدت هذه الظروف مجتمعةً إلى توليد تقلبات كبيرة في الاقتصاد الكلي ، وتضخيم التشوهات الهيكلية القائمة كما أوجدت عدم يقين في السياسات”

وأضاف :

” ليبيا تعتمد بشدة على قطاع الهيدروكربونات والذي أدى إلى أنهيار الإنتاج في عام 2013 (بسبب حالات التوقف والقتال المدفوعة سياسياً) مع إنخفاض أسعار النفط العالمية في عام 2014 والذى سبب في إنخفاض الإيرادات الحكومية من 53.2 مليار دولار في عام 2012 إلى 4.6 مليار دولار في عام 2016.

وقد أدت هذه الصدمات المزدوجة إلى زيادات حادة في الميزانية ، وعجز ميزان المدفوعات في 2014 – 2017 ، مما يضع ضغوطاً هائلة على أحتياطياتنا الدولية وسعر الصرف الثابت.

وفي الوقت نفسه ، منعت الانقسامات السياسية في البلاد ، والتي أدت إلى تجزئة مؤسسات الدولة بما في ذلك السلطات المالية والنقدية إلى تبني سياسات ملائمة للتعامل مع هذه الصدمات ، كما أثر ذلك على مستويات معيشة مواطنينا حيث واجه الناس التضخم ونقصاً في السيولة وأزمة سيولة.

وقال المحافظ أن الأنتعاش الذي كان عام 2017 في الأسعار كان له تأثير مالي إيجابي ومع ذلك ، لا يزال عدم اليقين المستمر بشأن الأمن ووضع السياسات يشكل عقبة أمام الانتعاش الاقتصادي.

سؤال أخر وجه للمحافظ :

بالنظر إلى مايحدث في المنطقة ، ما هي همومك الرئيسية؟

قال المحافظ :

أن  ليبيا لديها حدود سهلة الاختراق ومؤسسات حكومية ضعيفة ولكنها في الوقت نفسه تقف في موقع أستراتيجي وثري ونتيجة لذلك ، فإن البلاد حساسة للغاية للتطورات الاقتصادية والسياسية في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأضاف

إن نمو الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا وانتشار شبكات التهريب بين ليبيا وجيرانها موضوع كبير وثمة شاغل آخر هو قدرة الجماعات المتشددة من أستغلال عدم استقرار البلد لزيادة تقويض الأمن المحلي والإقليمي.

ويجب أن يكون لجيراننا في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط مصلحة مباشرة وأن يلعبوا دوراً أكثر أهمية في دعم عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا وفي الوقت الحالي ، كانت الأستجابة غير كافية بالنظر إلى ضخامة التحديات التي نواجهها وفي حالات قليلة ، أدى التدخل في شؤوننا الداخلية من جانب البلدان المجاورة إلى زيادة تفاقم الحالة وبشكل عام ، نشعر بالقلق من أرتفاع التقلبات الجيوسياسية وانعدام الأمن في الشرق الأوسط ، حيث أنه يؤثر سلبًا على آفاق التكامل الاقتصادي وتدفقات الأستثمار.

سؤال أخر :

ما هو موقع ليبيا في الاقتصاد العالمي الآن؟ وما هي وجهات نظرك؟

رد المحافظ :

أنه على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي واجهتها على مدى السنوات السبع الماضية ، فإن ليبيا تتمتع بإمكانيات قوية لتحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في المستقبل.

وإن الموارد الهيدروكربونية الشاسعة والمختلفة في البلاد ، مقترنة بقربها من أسواق النفط والغاز وتوفر حافزًا كبيرًا لجذب رؤوس الأموال والخبرات الأجنبية ، كما أنه يجب أن تجعل احتياجات إعادة الإعمار بعد الصراع من ليبيا جاذبة للشركات الدولية العاملة في قطاعي البنية التحتية والبناء ، مع تنوع محدود في الماضي وضغوط تزايد عدد السكان ، والتى تحتاج فيها البلاد إلى تحديث قطاعات الخدمات بما في ذلك الصحة والتعليم والنظام المصرفي.

ونظراً للازدهار النسبي ووفرة رأس المال ، يمكن للبلد مع الإطار السياسي المناسب ، أن تلعب دوراً رائداً في التكامل الاقتصادي بين شمال أفريقيا و جنوب الصحراء الكبرى ، كما يمكن لليبيا أيضا أن تكون بمثابة بوابة لتدفق البضائع بين أوروبا وأفريقيا ، بدلاً من أن تكون ليبيا مصدراً لعدم الأمان لجيرانها ، فإن لديها كل الحافز لكي تصبح عضواً بنّاءً في المجتمع الدولي. .