Skip to main content
المال الليبي السائب والكرامة الوطنية المُهانة بين سداسي القدم الليبية بميلانو وإعداد سفارتنا وموظفيها.. وما بينهما أعظم
|

المال الليبي السائب والكرامة الوطنية المُهانة بين سداسي القدم الليبية بميلانو وإعداد سفارتنا وموظفيها.. وما بينهما أعظم

كتب الخبير المالي “خالد الرنتوتي” مقالاً قال خلاله:

استرعى انتباهي في هذه اللحظات، وأنا أتصفح وسائل الاتصال الاجتماعي، خبرٌ مفاده استياء أحد الأندية الليبية من سوء إقامته في ميلانو الإيطالية (وربما له الحق)، التي يُقام بها بطولة الدوري الليبي السداسي للمرة الثانية على التوالي… وهنا تعجبت كثيرًا وتساءلت: هل تصل بنا الحال إلى أن نقيم مبارياتنا المحلية بالخارج، وتعجز ملاعبنا (الدولية) – والتي منها ملاعب حديثة احتفلنا منذ أيام بافتتاحها، وهي على نمط الملاعب الدولية أو أفضل –؟!

لماذا قدمنا باقات الزهور واحتفلنا بـ”الزكرة” و”الزكار”، وبحضور (الصف الأمامي)، وبتمجيد الإعلام (الموالي والمصاحب) لسادتنا الرؤساء والملوك – حفظهم الله جميعًا –؟!

لماذا تُقام مباريات السداسي في ملاعب ميلانو، وذلك في عُهرٍ اقتصادي، وعُهرٍ سياسي، وعُهرٍ أخلاقي، لم يسبقنا إليه أحد؟!

أليس هو عُهر اقتصادي… عندما ننفق المبالغ الطائلة على إقامة مباريات كرة قدم وطنية لا يحضرها جمهورنا ولا مشجعو أنديتنا؟!

ربما هناك دخل إعلاني كبير من اللوحات الإعلانية بملاعب ميلانو وحقوق بث بالمليارات، ونحن لا نعلمها… أو أن الجمهور الإيطالي والأوروبي مغرم بالكرة الليبية لدرجة استضافتها في بلدانهم ليستمتع بفنون كرتنا الليبية في (الخصام، والشتم، والضرب، حتى بالسلاح أحيانًا)…!

أو ربما سيسعى نادي اليوفي وإنتر ميلان لاستقطاب الكثير من لاعبينا… ربما…

في هذه الحالات، يمكن أن تكون لنا عوائد مالية واقتصادية تعود على ليبيا بالخير والمنفعة…!

إنه – والله – قمة العُهر السياسي والأخلاقي، عندما نُمعن في طعن هذا الوطن وفي سيادته، وذلك بنقل منافساتنا الكروية المحلية إلى دولة أخرى، ونتناسى مشجعينا وجماهيرنا وملاعبنا، وكأننا نعترف بأننا لسنا دولة، وغير قادرين على بناء روح رياضية تجمع لاعبينا وجماهيرنا (وحكوماتنا) على وئام وسلم اجتماعي، يقوم على أساسه أركان الدولة بشكل عام.

أنا بذلك لا أقلل من تقديري للاعبين الوطنيين ونواديهم الوطنية ذات التاريخ الكروي والوطني المشرف، بل إني أنتقد هكذا أسلوب في إقامة السداسي خارج أرض الوطن، والذي يُعبر عن امتهان للسيادة الوطنية وبإمعان!

وهكذا هو (اقتصاديًا)… مالٌ سائب، مثله مثل إنفاق سفارتنا، والتي ربما فاق عددها سفارات الدول العظمى، وهي تعج بآلاف الموظفين، ولا همّ لمعظمهم إلا العراك، والفضائح، والسرقة… وكأننا نحن من يرسم سياسة العالم، ونحن غير قادرين حتى على إقامة مبارياتنا المحلية على أرضنا…!

ولا أُعمم، لكن مليارات تنفقها تلك السفارات مقابل عائد صفري لليبيا، بل عوائد سلبية تمس سمعة الوطن بأكمله…!

لعل البعض يقول: هذا غيض من فيض، وما خفي من أوجه الفساد وسوء الإدارة… أعظم، وأعظم بكثير.

وأقول: نعم، وما خفي يكون أعظم، ولكنها ظواهر استرعت انتباهي بالصدفة!

وفق الله المخلصين الصادقين في هذا الوطن… وليبيا تجمعنا

مشاركة الخبر