أعلن المتحدث الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الوطني “العميد أحمد المسماري” في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، عن قرار القائد العام “المشير خليفة حفتر” بتسليم الموانيء النفطية للمؤسسة الوطنية للنفط ببنغازي المنبثقة عن الحكومة المؤقتة ومجلس النواب برئاسة “فرج سعيد الحاسي”.
المسماري : “صنع الله” لم يقدر تضحيات الجيش
وقال “المسماري” إنه ورغم قيام القوات المسلحة بتحرير الموانيء النفطية في سبتمبر من عام 2016 من العصابات التي كانت تساوم الحكومات السابقة بمئات الملايين لاستئناف إنتاج وتصدير النفط، ورغم تسليم المنشئات والموانيء النفطية للمؤسسة الوطنية للنفط الموحدة برئاسة “صنع الله” وعودة العمل بالموانيء بشكل مؤمن ودون أي تدخلات، “إلا أننا كنا نفاجأ بهجمات متكررة على الهلال النفطي من العصابات الإرهابية الإجرامية كلفتنا خسارة أكثر من 180 فرد من قواتنا من خيرة ضباط القوات المسلحة غير الجرحى الذين تجاوز عددهم 300 فرد”.
وأضاف أنه “ورغم كل هذه التضحيات والفقد في العتاد والأسلحة، إلا أننا لم نستلم من المؤسسة الوطنية للنفط درهما واحدا ولم يخصص أي مبلغ للقوات التي حررت وحمت هذا النفط”، مشيرا أنه ومع ذلك كانت القوات المسلحة تقوم كل مرة بتسليم المنشئات والموانيء النفطية للمؤسسة الوطنية للنفط برئاسة “صنع الله”، والذي “لم ينتبه أن من أمّن هذه المنشئات هي القوات المسلحة التي لديها شهداء يجب أن يترحم عليهم ولديها جرحى يجب أن يعالجهم ولديها إمكانيات تحتاجها يجب عليه توفيرها، لكنه كان يتجاهل ذلك تماما هو وكل المؤسسات الموجودة في السلطة والتي تعمل لحماية مصالحها الشخصية والجهوية”.
المسماري : قواتنا تضحي لتأمين قوت الليبيين وأموال النفط تصرف على المليشيات
وقال “المسماري” في المؤتمر الصحفي إن الهجوم الأخير على الموانيء النفطية كشف الإجابة عن عدة تساؤلات، حول “من المسؤول عن الهجومات المتكررة على الهلال النفطي” و”من أين تتحصل هذه المجموعات على الدعم المالي” و”أين يعالج جرحى هذه العصابات الإرهابية”، و”من أين تأتي هذه الآليات وهذه الأسلحة والذخائر والأموال التي تعطى للمرتزقة التشاديين”.
وأضاف أن الإجابة كانت صادمة حيث أنه “اتضح أن تمويل تلك العصابات يأتي من النفط الذي نؤمنه نحن، نحن نؤمن ونضحي ونُقتل ونقتل من أجل أن تأتي البواخر وتعود أموالنا وتصل للمليشيات، والتي تقوم بالهجوم علينا من جديد، لقد تلاعبوا بأموال الليبيين وكان الفساد كبيرا جدا ورواتب عالية لازالت تعطى للمليشيات، في حين أن عسكري جريح في معركة من أجل النفط لا يجد من يعالجه”، وأردف قائلا : “كان لابد أن تنتهي هذه المهازل لذلك تم اتخاذ القرار الحاسم والذي ما كنا نريد أن نصل إليه مع أنه كان مطلبا في الماضي، ولكن القائد العام اتخذ هذا القرار بعد التشاور ودراسة للموقف واستخلاص النتائج ومتابعة التقارير المختلفة”.
المسماري : على الجميع التعامل فقط مع المؤسسة الوطنية للنفط ببنغازي ونطمئن كل الشركات الأجنبية
وأكد “المسماري” أنه “يجب على كل القوات المتمركزة بمنطقة الهلال النفطي الآن التعامل فقط مع المؤسسة الوطنية للنفط المنبثقة عن الحكومة المؤقتة الشرعية الوحيدة في ليبيا المنبثقة عن البرلمان”، مضيفا أنه تم إصدار كتاب رسمي بتسليم جميع المنشئات والموانيء النفطية للمؤسسة الوطنية للنفط ببنغازي وسيتم منع أي أحد من الدخول للموانيء إلا عن طريق رئيس المؤسسة “فرج سعيد”.
وبعث “المسماري” برسالة طمأنة للشركات الأجنبية العاملة في قطاع النفط بليبيا حيث قال أن القوات المسلحة ستستمر في تأمين قوت الليبيين وستواصل تأمين شراكة الشركات الأجنبية مع المؤسسة الوطنية للنفط ومع الليبيين.
وأوضح المسماري أن هذا القرار سيكون له أثر كبير على حياة الليبيين، مبشرا المواطنين بأن كثيرا من المشاكل المالية والاقتصادية للدولة ستحل الآن وبشكل عاجل بعد هذا القرار.
واختتم المسماري حديثه بالقول “إن جنود القوات المسلحة على أتم الاستعداد للدفاع عن الوطن وعن قوت الليبيين، ويجب دعم هذه القوات واعتبارها الإقليم الرابع في توزيع الثروة وأن تحسب القوات المسلحة بحساب خاص وتدعم ماليا، حتى تتمكن من شراء الآليات والمعدات والأسلحة للدفاع عن الوطن وتفتح مراكز التدريب لتدريب الليبين على حماية مقدراتهم”.