Skip to main content
الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت
|

الهجرة غير النظامية … حلم بالحياة يقود إلى الموت

كنت أتعامل مع الحياة كأضحوكة و أرى الموت أهون من التفكير بالمستقبل المظلم الذي شوهت السياسة معالمه كلياً ، لم يكن بمقدوري التواصل مع المهرب مباشرة خشية أن أبلغ عنه ، لذا كان كل تعاملي معه من خلال سمسار وسيط بيني وبينه ، لقد كان قرار الهجرة من أغبى القرارات التي اتخذتها في حياتي ، لقد وضعت حياتي رهنا لأناس يتاجرون بأرواح البشر ، كنت أعلم جيداً أنني مقبل على طريق أشد رعبا من الموت نفسه ….

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

الحلم الأليم :

محمد مواطن سوري سلك طريق الهجرة بعد أن خطفت الحرب منه حب حياته و زوجته التي صارع سبع سنوات للوصول اليها و لم يستسلم رغم رفض اهلها المستمر له ، لم يكن يعلم أن القدر سيلعب لعبته ليخطتفها منه بعض مضي أقل من ثلات سنوات من زواجه بها لتترك له طفلين أحدهما رضيع و الأخر لم يبلغ عامه الثاني .

رصاصة قتلت زوجته و بحر ابتلع طفليه ، ليصل إلى شاطئ النجاة ، جسدا بلا روح ، ليسرد لنا تفاصل رحلة الموت التي عاشها ((  اتصل بي السمسار ليلا ليخبرني بأن موعد إنطلاق الرحلة غدا و أن علي الانطلاق إلى شواطئ الاسكندرية بعد ثلاث ساعات فقط ، لم أكن أعلم بموعد الرحلة مسبقا لاعتبارات تتعلق بجهة التهريب .

بعد مضي ثلاث ساعات كنت قد وصلت إلى المكان المتفق عليه ، كنت أحمل حقيبة صغيرة بها بعض الأوراق و حبات تمر و بعض الأدوية الخاصة بدوار البحر و حبوب مغذية ، استقبلني أحد المنسقين لموضوع الرحلة و اصطحبني إلى شقة ممتلئة بأناس من مختلف الجنسيات ، بقينا في الشقة حتى استقبلنا اتصال طلب منا أن نتجه الى شاطئ البحر ، أجبرونا هناك على ترك كل شيء وأي شيء نحمله .

وصلت المراكب لقد كنت أستطيع أن أرى تعابير الخوف في عيني طفلي الكبير بل لقد رأيتها في أعين الرضيع أيضا ، ركضت و أنا أحملهم نحو الماء الى أن وصلت الى المركب و أنا لا اقوى حتى الى النظر خلفي ، لقد دفعت 6000 دولار لأركب هذا المركب المهتري  مع أطفالي .

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

انطلق المركب ، لقد كانت تلك اللحظات من أكثر اللحظات رعبا في حياتي ، كان الموج عاليا و المركب يسير بأقصى سرعة ممكنة ، لم أقوى على فتح عيناي لأكثر من ساعتين متشبتا و محتضنا طفلاي ، كنت أرتعش رعبا و بردا ، بعد أن دخلنا إلى عمق البحر جاء مركب خشبي أخر يبلغ طوله أربعة أمتار ، ركب فيه أكثر من 80 شخصا ، و مع انطلاقه بدأت المعاناة الصحية لكل من هم في المركب الكل يتقيأ و يتبول ، بدأت ألاحظ الشحوب على وجه طفلاي ، بل لقد غزت الزرقة أطراف طفلي الرضيع ، كان يرتعش و مع كل رعشة يرتعشها يرتعش معه قلبي خوفا ، كان قلبه ينبض بسرعة كبيرة ، و بعد لحظات لم أعد اسمع من سرعة نبضه و لا بطئه شيئا ، و لا أشعر حتى بأنفاسه ، كانت تلك اللحظة من أقسى اللحظات التي عشتها في حياتي ، زوجتي تم قطعة منها تفارقني الى ذمة الله ، أخد المسؤول عن الرحلة طفلي مني ، و رموه في البحر مع باقي جتث ضحايا البرد و الجوع .

بدأ المركب الممتلئ يهتز ، ليعلن باهتزازه أنه لن يقوى على تحمل المزيد و انه سيتجه باستمراره الى الغرق المحتوم ، وصل مركب مطاطي أخر ، طلب منا المسؤولون نقل الاطفال و النساء إليه ، و اخدو مني أخر ما تبقى لي في هذه الدنيا ، سلمته لهم و في قلبي ذاك الشعور الذي يغزو القلب لحظة الفراق ، الشعور بالنهاية المحتومة .

مرت تلاث أيام و نحن في البحر ، ظللت أكتب فيها كل ما حصل معي خلال رحلة الموت هذه ، كل التفاصيل و الألام سردتها علني أصنع بها كتابا في يوم ما ، تأخرت الرحلة كثيرا لان المركب تعطل مرتين ، لاستيقظ بعد تلاث ايام على أصوات فرحة من هم حولي بالوصول ، لم أشعر بتلك الفرحة و لا بذاك الحماس فقد وصلت ميتا ، بحتث عن طفلي مرارا و تكرارا و لم أجده ، كنت أعلم أن تلك هي النهاية ، و أنهم سيستقبولني وحيدا يتيم القلب .

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

واقع مر :

لم تكن هذه القصة هي الاولى من نوعها و لن تكون الأخيرة ، فظاهرة الهجرة غير النظامية أصبحت أمرا واقعا لا يمكن إنكاره ، شباب يحشرون أنفسهم  في قوارب متهالكة و يلقون بأنفسهم في أمواج بحر متلاطم  أملا في أن يجدو حياة أفضل على الضفة الأخرى .

فقد تضخمت هذه الظاهرة مؤخرا بشكل غير معهود ، فبحسب تقرير للمنظمة الدولية للهجرة ، وصل عدد المهاجرين خلال عام 2015 إلى أكثر من 244 مليون مهاجر ، 48 % منهم من النساء و الأخرون من الرجال و قد شكل القاصرات نسبة 15 % من النساء المهاجرات .

و قد أرجع تقرير للأمم المتحدة أسباب الهجرة غير النظامية الى تناقص فرص العمل و زيادة حدة الفوارق بين الدول الغنية و الفقيرة و كذلك زيادة الوعي بهذه الفوارق ، فضلا عن الحروب و الصراعات التي شهدتها دول عديدة في العالم مؤخرا ،  و قد غلقت بعض الدول أبوابها في وجه المهاجرين ، و وضعت دول أخرى شروطا عديدة تتمثل في امتلاك مهارات حرفية في مجالات معينة ، أو أموال للاسثتمار في بلد المهجر .

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

و رغم صعوبة الهجرة و مشقتها وكذلك آثارها الوخيمة المتمثلة في الموت غرقا أو السجن الا أن الاقبال عليها قد تزايد جدا ، فأصبح الشباب يفرون من أرض الوطن الى المجهول بحثا عن فرص أفضل او بحثا عن الامان .

لماذا الهجرة :

يقول أسامة جمعة الحاصل على بكالوريوس في  الاقتصاد ” بحتث كثيرا عن فرصة عمل جيدة تعينني على أعباء الحياة و لكنني لم أجد ، و وصلت إلى مرحلة فقدان الأمل ، اصبحت المبالغ التي أدفعها لكي أحصل على أبسط مقومات الحياة تثقل كاهلي ، لم أعثر على طريق أخر ينتشلني من جحيم الحياة في بلدي الا الهجرة ، هاجرت أملا في فرص أفضل ، و حياة أكرم .  “

 

أما مريم و التي تخرجت من الشهادة الثانوية بمعدل 98  %  انتقلت الى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة و قد قالت ” في بلدنا ، التعليم وصل الى الانهيار ، و الاقتصاد قارب على الانهيار ، لا بنية تحتية تتكئ عليها الدولة ، و لا قانون يحتمي به أفرادها ، لم يعد بامكاننا الحصول على ابسط حقوقنا ، أصبح الغريب يعامل بأسلوب أفضل من المواطن ، نمتلك موهوبين و عباقرة و فنانين دون اي فائدة تذكر ، فكيف بامكاننا الاستمرار و العيش في ظلها ، في أميركا يأخد كل ذي حق حقه ، و يجازى كل فرد على عمله ، و يستقطب العبقري و الموهوب و يحصل على تشجيع و دعم يخوله من الاستمرار ، في امريكا ليس هنالك وجود لمواطنين يستيقظون فزعا من اصوات رصاص و قاذفات ” .

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

 

ليبيا و شبكات التهريب :

كشف تقرير نشره فريق عمل المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا أن عدد المهاجرين غير النظاميين القاطنين على الأراضي الليبية قد وصل خلال شهر أكتوبر الى أكثر من 420 الف مهاجر ، 18% منهم في طرابلس ، و 17 % في مصراتة ، و يتوزع الأخرون بين المرقب و اجذابيا و الجبل الغربي و سبها و عدد من مدن شمال و جنوب و شرق ليبيا .

فقد أصبحت ليبيا مؤخرا مقصدا للمهاجرين القادمين من الأراضي الافريقية لغرض العمل ، و معبرا و أداة تمكن أخرين من الوصول الى أوروبا ، و قد استغلت شبكات تهريب البشر حالة الفوضى و الصراعات لتصعيد عمليات الهجرة لضمان كسب أكبر قدر من الأموال على حساب أناس أصبحت حياتهم رهنا لهم .

فقد ساعدت هشاشة الوضع الأمني و غياب الاستقرار السياسي ، و تعدد الجهات العسكرية الخارجة عن سيطرة الدولة في تضخم شبكات تهريب البشر ، و قد وصل ببعضهم الأمر الى إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض خدماتهم على الراغبين في خوض رحلة الموت ،  و هذا و ان دل على شي فانه يدل على عدم اكثرات هذه الشبكات بالملاحقة القانونية ، أو أنها ضمنت الحماية من جهة عسكرية .

و قد نشرت ال CNN  خلال الفترة الماضية تقريرا عن ما أسمته أسواق بيع البشر في ليبيا ، و قد أحدث هذا التقرير ضخة كبير على النطاقين المحلي و العالمي ، فقد عقد مجلس الأمن اجتماعا على إثر نشر هذا التقرير و دعى رؤساء الدول الكبرى إلى حماية حقوق المهاجرين ، على الرغم من إحتواء هذا التحقيق على العديد من المغالطات و المشاهد المبهمة و الغامضة .

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

سلعة تنتقل :

وصلت صحيفتنا إلى أحد المنسقين أو المسؤولين عن عمليات التهريب ، و حصلت على مجموعة من المعلومات المتعلقة بالثمن و الطرق …

” يأتي معظم المهاجرين من جنوب الصحراء الافريقية عن طريق شبكات التهريب في بلدهم الأم ، و تتعاون هذه الشبكات معنا لنستلمهم على حدود الدولة ، و بعد أن نستلم عددا لا بأس به من المهاجرين ، ننطلق بهم الى مناطق التجمع في الجنوب الا و هي ” الكفرة و سبها ” ، ثم نوزعهم على المناطق الغربية و المثمثلة في ” مصراتة و زوارة و القرة بوللي ”  بعيدا  عن أعين السلطات ، لنرسلهم بعد ذلك عبر شواطئها إلى أوروبا ” .

يدفع المهاجر مبلغ 2000 دولار ثمنا لخوض رحلة الموت هذه  ، و لركوب مثل هذا القارب المتهالك ، و مبلغ 1000 دولار لشبكات التهريب البحرية ، بينما يدفع الطفل نصف المبلغ .

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

الدولة و المهاجرين :

معظم المسؤولين في مختلف دول العالم يرون بأن المهاجرين يمثلون خطرا و تهديدا كبيرا على الدولة ، فيسارعون الى حماية حدودهم و تحصينها ، و يتعاملون مع المهاجرين بكل وحشية و كأنهم لم يكونو ضحايا وطن لم يؤمن لهم من فرص العيش شيئا .

في ليبيا أقدمت الدولة الى عقد اتفاقيات عدة لتدريب خفر السواحل و عقد اجتماعات كثيرة لمناقشة قضايا الهجرة غير النظامية و كأنها هي الخطر الوحيد الذي يهدد الدولة الليبية .

و قد أجرت صحيفتنا مقابلة مع المقدم أيوب قاسم ، الناطق باسم البحرية الليبية ..

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

هل ترى بأن بقاء المهاجرين غير النظاميين في ليبيا يمثل خطرا يهدد الأمن القومي ؟

بالطبع إن بقاء المهاجرين غير النظاميين على الأراضي الليبية يعني استطاعت أي جهة من الجهات الدولية  او الدول الغربية المتاجرة بقضيتهم ، و هذا ما نراه على أرض الواقع الأن من مساعي الدول الأوروبية الى انشاء مخيمات للمهاجرين و اخراجهم من مراكز الايواء ، و هذه المخيمات تشكل خطرا كبيرا لاحتمالية تحولها الى احياء و من ثم الى مدن للمهاجرين  ، و هذا ما يدفعهم الى المطالبة بالجنسية الليبية و الذي يؤدي تدريجية الى تغيير الطبيعية الديموغرافية للدولة .

 

ماذا عن الاتفاقيات المعقودة لتدريب خفر السواحل هل تشكل هي الأخرى خطرا على الامن القومي ؟

لا بالطبع ، فهذه الاتفاقيات موجودة و موقعة منذ فترة لا بأس بها ، و نحن كبحرية ليبية نعمل بهت و نسير على خطاها و هي لا تشكل اي تهديد او خطر يذكر على الجانب الليبي .

 

نشرت ال CNN مؤخرا تقريرا يفيذ بوجود أسواق لبيع البشر في ليبيا ، ما تعليقكم على هذا التقرير ؟

ان هذا التقرير مفبرك ، و نحن كمواطنون ليبيون يجب علينا أن نقف وقفة جادة في وجه هذه الادعاءات التي تعمل على تشوية سمعة الدولة الليبية ، كما أن مراسلة ال CNN لم تذكر خلال التقرير طرق تتبعها له ، و كان به العديد من الجوانب و الزوايا المبهمة و لم يحمل أي دلائل ، و يجب على الدولة الليبية أن تطالب بالادلة و بالتحقيق ، لكي تغير الصورة التي رسمت في اذهان العالم عن ليبيا .

 

إتهمت منظمة العفو الدولية حرس السواحل بقيامهم بالاعتداء على المهاجرين بالضرب و الاهانة ؟ و انهم يجبرونهم على العيش في ظروف معيشية صعبة .. فما ردكم على هذا الاتهام ؟

ان منظمة العفو الدولية قامت خلال الفترة الأخيرة بنشر العديد من الدعايات المغرضة ضد الدولة الليبية ، و عملت على تشويه سمعة ليبيا و الاجهزة الأمنية التابعة  ، كما أن منظمة العفو الدولية كان قد نشرت خلال الفترة الماضية صورا دعائية لجهاز أي فون كتب عليها ” تستطيع أن أفريقيين من ليبيا بسعر هذا الجهاز ” ، فمنظمة العفو أصبحت تهدف الى تحقيق اهداف غير واضحة ، و أصبحت تزرع العديد من الاجندات  تحركها اجندات أخرى .

 

مساع مدنية   :

يحدث أن يستيقظ المرء من حلم جميل إلى واقع مر ليجد ان كل ما كان يراه ما هو الا سراب ، و أن الواقع أقسى و أمر .

ظاهرة الهجرة غير النظامية أصبحت واقعا لا يمكن انكاره ، و تتزايد ضحاياه يوما بعد يوم  ، ففي كل يوم نفاجئ بأخبار عن انتشال جثث و قليلة هي الأخبار عن الانقاد ، ف 70٪ من المهاجرين يبتلعهم البحر لينتقلو الى ذمة الله .

حاولت بعض المنظمات الدولية و المحلية المساهمة في رعاية و انقاذ المهاجرين غير النظاميين  ، و أن توفر  بعض الاحتياجات للمهاجرين الواقعين بين أيادي السلطات ، و المساعدة  في ترحيلهم كأقصى و أفضل مساعدة يمكن القيام بها

.

 و من هذه المنظمات المحلية منظمة معا ليبيا للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية ، و كان لنا لقاء مع الاستاذ طارق مراجع مصباح رئيس هذه المنظمة   ..

و قد قال ” نحن ننظر ألى المهاجرين غير النظاميين بنظرة إنسانية ، و نتعامل معهم بما يتوافق مع حقوق الانسان ، و نقوم بمساعدتهم و امدادهم بما يحتاجونه ، و كذلك نساهم في ارجاعهم الى بلدهم الام ، و نحن الان في بني وليد في زيارة تفقدية لمراكز ايواء المهاجرين غير النظاميين ، لتفقد أوضاعهم و جمع بيانات عنهم لنقلها الى جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية .

و يجب أن نعمل معا  على الحد من ظاهرة الهجرة الغير نظامية و القضاء عليها ، فليبيا كدولة تخضع لمؤامرات كبيرة فيما يتعلق بالهجرة من خلال التقارير المزورة عن بيع البشر و التهريب ، و نتمنى من السلطات الليبية أن تتعاون معنا للحد من هذه الظاهرة و الالتفات الى معاناة المهاجرين في ليبيا ”  .

 

الهلال و الانقاذ :

توجهت صحيفتنا الى منسق الاعلام السابق في جمعية الهلال الاحمر بالزاوية مهند قريمة ليصف لنا اسهامات الهلال و وظائفه  قائلا ” يصلنا البلاغ عادة من السلطات المحلية و تحديدا من مركز الشرطة و النيابات ، و نتوجه بعد ذلك الى موقع الحدث بسياراتنا الخاصة لنبدأبالتقاط صور لمكان الحادثة و صور لمواقع الجثامين قبل أن يلمسهم أحد بغية التعرف عليهم مستقبلا ، ثم نقوم بأخد عينة من الحمض النووي للجثمان ، و في العادة تنقل الجثامين الى العاصمة طرابلس لانها تحتوى على مقبرة لمجهولي الهوية ، فلازلنا  نحاول ايجاد قطعة من الارض في المدينة استطيع ان تحمل هذا العدد الهائل من الجتث .

و  خلال اجراءات الدفن نقوم بالاستعانة برخامة منقوش عليها رقم القضية و تاريخ العثور على الجثة ، أما في حالة الانقاذ فنقوم بداية بالكشف الطبي للمهاجرين و نقدم لهم الادوية و نعالج جروحهم و لكن و مع الاسف نحن الان لا نمتلك من الامكانيات ما يكفينا حتى لعلاجهم ، فالهلال يحوي 450 متطوعا بدون امكانيات تذكر  .

كما نقوم  بالمساعدة في ارجاع المهاجرين الى بلدهم الام في حالة رغبتهم في ذلك ، و يختم كريمة بأن نظرة الهلال للمجارين نظرة حيادية و إنسانية .

الهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموتالهجرة غير النظامية ... حلم بالحياة يقود إلى الموت

تصوير مهند كريمة عضو سابق في الهلال الاحمر

تتعدد أسباب الهجرة و لكن القضية واحدة ، و تبقى الضحية الفعلية الأولى و ربما الوحيدة هي المهاجر الذي يركب أمواج الخطر ليحصل على حياة كريمة  لم يجد في بلده شيئا منها  ، و ليبحث عن حقوق أولية لم تعطي له منها بلده حتى القليل ، ليكون الملاذ الأول و الأخير لهم هي الهجرة عبر قارب موت باحثين عن الحياة ، و هم لا يعلمون أن الموت ينتظرهم في عمق البحر ، و أن العيش في بلدك تحت هذه الظروف القاهرة أهون بكثير من الهجرة إلى مصير مجهول .

مشاركة الخبر