تؤكد المؤسسة الوطنية للنفط أن أكثر من 360 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط الخام الليبي أغلقت من قبل ميليشيا إجرامية في غرب ليبيا بخسائر بلغت 160 مليون دولار في فاقد المبيعات النفطية حتى الآن.
و في هذا الاطار قال المهندس مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط “إن هذه العصابات لا تضر البلاد فحسب بل أيضا أهاليهم “، و هنا أدعو شيوخ و أعيان القبائل إلى استئصال هذا السرطان نهائيا برفع الغطاء الاجتماعي عن هذة المجموعة إذا لم تقم بالفتح دون قيد أو شرط.
ففي 19 أغسطس 2017 قامت الميليشيا التي تطلق على نفسها اسم سرية دوريات الرياينة بإغلاق صمام الرياينة في خط أنابيب النفط الخام (الخط 30) الرابط بين حقل الشرارة النفطي و الزاوية بشكل غير شرعي ، مما أدى إلى خفض الإنتاج بنحو 283،000 برميل يوميا.
كما أغلقت تلك الميليشيا الخط 18 الرابط بين حقل الحمادة و الزاوية في 25 أغسطس و الذي يضخ 8000 برميل يوميا،
كما اقتحمت غرفة التحكم في حقل الفيل في 26 أغسطس 2017، وأوقفت إنتاج 70 ألف برميل يوميا من الإنتاج.
وقد تم إعلان حالة القوة القاهرة في الحقول الثلاثة و التي ما زالت سارية حتى الآن ، وقدمت المؤسسة الوطنية للنفط شكوى رسمية إلى النائب العام متضمنة أسماء اثنين من قادة هذه الميليشيا، و هم أشرف سالم علي القرج و علي العجمي لبليعزي.
و تدعي سرية دوريات الرياينة تبعيتها للفرع الجنوبي لجهاز حرس المنشآت النفطية إلا أن العميد إدريس بوخمادة آمر جهاز حرس المنشآت النفطية نفى ذلك و قال “هذه ميليشيات مارقة و هي لا تتصرف تحت سلطة جهاز حرس المنشآت النفطية”.
وقد تسبب إغلاق خط الشرارة المفاجئ بتأثيرات كثيرة من ضمنها أن إغلاق الصمامات بطريقة غير مهنية و غير متوافقة مع أدنى معايير التشغيل في الصناعة النفطية مما يؤدي إلى تلفها.
و كذلك إمكانية التسبب في انفجار خط النفط الخام في أي لحظة، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع كميات كبيرة من الخام المنتج مع الأخذ بعين الاعتبار صعوبة وتكلفة صيانة الصمامات وخطوط نقل النفط في ظل الظروف المالية والأمنية الراهنة و الأضرار البالغة على المكامن النفطية نتيجة الاقفال الفجائي .
من جانب آخر ستضطر المؤسسة لتزويد مصفاة الزاوية بالنفط الخام عن طريق البحر لكي تستمر المصفاة في عملها لتأمين المحروقات للاستهلاك المحلي.
كما أن سمعة و مكانة الخامات الليبية ستتأثر سلبيا في السوق النفطية العالمية و هذه الأعمال اللامسؤولة ستتسبب في ضياع جهود عشرات الآلاف من الوطنيين الليبيين من مختلف شرائح المجتمع لاستعادة الخامات الليبية لمكانتها الدولية كخامات موثوقة و مستقرة.
و قال المهندس مصطفى صنع الله “هذه مأساة وطنية”. “كان إنتاجنا يتعافى، ليس بما فيه الكفاية لتحقيق التوازن في الميزانية ، ولكن كان بما يكفي ليعطينا الأمل في أن الوضع المالي يمكن أن يستقر و أن نقلل من استنزاف مدخرات المصرف المركزي لتغطية العجز ولكن الآن نحن ننزلق إلى الوراء. و سيعاني الجميع بسبب هذا العمل الإجرامي. لقد طفح الكيل. يجب على المجتمعات المحلية أن تفهم أن مثل هذه العصابات لن تجلب أي خير لأي شخص ،ويجب أن نعمل معا لبناء مجتمع مستقر حيث تحترم مصالح الجميع أو أن المستقبل سيكون قاتما جدا لنا جميعا”.