عوداً على بدء ، وفي بلاد صار فيه الاستثناء قاعدة، والربح السريع دون السؤال عن المصدر هو ديدن العديد ممن ارتضى هذه الوسيلة، وفي زمن تراخت فيه يد السلطة حتى تكاد تصبح اسمية وليست فعلية، يطل علينا من جديد تقرير مجلس الأمن متحدثاً عن وتيرة جديدة بالأسماء لمن يقود هذه العمليات، رصدنا لكم ما ورد بالتقرير وحاورنا أحد المهتمين بهذا الشأن، و إليكم ماعدنا به:
تهريب الوقود وظيفة للعاطلين في ليبيا ، و آمراً مقبولاً لعامة الليبين ، لأن النفط مورد أساسي و من حق الجميع الاستفادة منه.
حيث أصبح الاقتصاد الغير رسمي يسود عدد من المناطق الليبية ، و السوق الموازي أداة متاحة للراغبين في شراء الوقود و نقله على مسؤولياتهم الخاصة ، هكذا تحدث مجلس الأمن خلال تقريره عن عمليات تهريب الوقود في ليبيا .
مجلس الأمن يكشف بالأسماء مهربي الوقود في ليبيا و “القصب” يتصدر القائمة من جديد:
في البداية تحدث تقرير مجلس الأمن عن كتيبة النصر بقيادة “محمد كشلاف “القصب” مؤكداً أنها لازالت تقوم بتهريب الوقود و الإتجار به عبر المصفاة الزاوية براً وبحراً .
وبموافقة المجلس البلدي بالزاوية واتهامهم شركة البريقة بعدم الاشراف على شبكة توزيع الوقود .
حيث أن “القصب” افتتح خلال الأشهر الماضية مركز “النصر” الطبي بمدينة الزاوية وبدون ترخيص من وزارة الصحة و ذلك لتصدره قائمة مهربي الوقود و مطالبة النائب العام بالقبض عليه .
مسؤول بمصفاة الزاوية يتهم شركة البريقة للنفط وشركات التوزيع بتهريب الوقود :
تواصلت صحيفة صدى الاقتصادية مع أحد المسؤولين بمصفاة الزاوية و الذي أكد أن التهريب سببه شركة البريقة وليس مصفاة الزاوية لأن شركة البريقة مسؤولة عن أربع شركات التوزيع وتتمثل في ” الشرارة، الطرق السريعة، الراحلة ، ليبيا نفط” فهذه الشركات ساهمت في برنامج التهريب لأن نفط أو البنزين يخرج من المصفاة بإجراءات سليمة ، و من ثم يصل للمحطات و يتم بيعه و تهريبه سواءً عن طريق البحر أو البر.
و أضاف قائلاً : إن مصفاة زاوية يقوم بضخ الوقود للبريقة و يصنع جزء منه كتشغيل داخلي و حوالي 70 % يتم استيراده عن طريق ميناء الزاوية و يذهب لخزانات شركة البريقة ، و يتم تهريبه ، مضيفاً أن المصدر الأساسي للتهريب يبدأ من شركات توزيع و كانت هذه شركات أربعة ومن ثم انقسمت بعد سنة 2011 إلى 14 شركة بين الشرق و الغرب و طالبنا بإنهاء العقد مع شركات توزيع و اكتفاء التعامل مع شركة البريقة فقط و لكن لا توجد استجابة نظراً لوجود استفادة “أشخاص” من هذه الشركات .
كذلك تناول التقرير تصدير الوقود بطريقة غير مشروعة عن طريق البحر في مدينتي زوارة ، و أبو كماش و بدعم رعاة محليين وبسيطرة غرفة عمليات زوارة بقيادة “زكريا كوشمان ” و “أسامة قتارة” وويار شالكي” .
كما كشف تقرير مجلس الأمن عن هوية عدد من مهربين الوقود أبرزهم : “دانيال العطوشي ” وهو مواطن ليبي مطلوب لدى النائب العام و رصد عدد من السفن التي يتم من خلالها تهريب الوقود .
“القوات البحرية” تضع خطة لعرقلة تهريب الوقود:
وفي تصريح لمصدر مسؤول بالقوات البحرية قال لصحيفة صدى الاقتصادية أن وتيرة التهريب قد انخفضت المدة الماضية ولكن مع وجود الحرب استغل عدد من المجرمين الوضع في ليبيا .
و أضاف قائلاً : تم اعداد خطة متكاملة من قبل القوات البحرية للحد من عمليات تهريب الوقود .
وختاما، مع استمرار النزيف وتصاعده، وكأن بالبلاد لايكفيها ما آلت اليه أحوالها، تنكب الفرق المتصارعة على اللجوء للغة السلاح لإحكام قبضاتها، متناسين ان ارادة الشعب في التغيير كان الهدف منها في الاساس التنمية لا الحرب، البناء لا التدمير، ارساء الديمقراطية وليست تاكيد الديكتاتورية، حرية الاراء لا تكميم الأفواه، فهل يعى الساسة والعسكريون والامراء والقادة ذلك، أم ان البلاد بحاجة لصولات وجولات حتى يسقط احد الفريقين خصمه بالضربة القاضية؟