لا يكاد يرتاح من أزمة حتى تخرج عليه أخرى سعيرها يزداد عن الأولى .. هذه حياة المواطن الليبي الذي اختلط حابله بنابله، من حرب إلى أزمة سيولة وتنبؤات بإفلاس المصارف، ومن ثم إغلاق النفط قوت عيشه الوحيد فرغم تعليق آماله باتفاق برلين إلا أنه فشل، ليصل عجز ليبيا الآن حتى في إقرار ميزانيتها السنوية.
وفي الوقت ذاته خرج محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” اليوم بمقابلة مع وكالة رويترز أعلن خلالها بأن إغلاق النفط رصاصة مباشرة في الرأس للاقتصاد و المواطن ، بالإضافة إلى أنه سيكون هناك عجز كبير في ميزانية 2020 إذا استمر إغلاق النفط .
و كانت مالية الوفاق قد أعلنت عن استرجاع حوالة مرتبات يناير من قبل المركزي بدون أسباب، ليعلن المركزي بعد ذلك أن سبب استرجاع الحوالة هو عدم اعتماد ميزانية 2020 .
فهل سيظل المواطنون الليبيون بدون مرتبات إلى حين إقرار ميزانية 2020؟
في تصريح لمصدر مسؤول بمركزي طرابلس لصحيفة صدى الاقتصادية قال بأن صرف المرتبات يخص وزارة المالية، وبند المرتبات يتم الاتفاق عليه مسبقاً في ما يسمى الميزانية التقديرية لعام 2020 بمعنى أن الرقم الخاص بالمرتبات مخصص مسبقاً و سيمرر على أي حال بعد مشاورة ديوان المحاسبة.
و تابع قائلاً : حتى ولو تأخرت المرتبات ستصرف في كل الأحوال فالقيد الدفتري يختلف عن ما يتم إنفاقه.
وكانت صدى الاقتصادية قد تواصلت كذلك مع وزارة المالية وأكد مصدر مسؤول بأن اعتماد الميزانية لا علاقة له بإحالة مرتبات شهر يناير لأن قطاع الدولة بصفة عامة دائما ما يصرف مرتبات بالشهرين أو الثلاث إلى حين اعتماد الميزانية العامة .
و تابع قائلاً: إن التغطية المالية متوفرة بحسابات الخزانة العامة ، ويستطيع “المركزي” تغطية مرتبات شهر يناير.
وبين تبريرات المركزي و توضيحات المالية وضغوطات إغلاق النفط يبقى المواطن الليبي هو من يدفع فاتورة الأزمة الاقتصادية .. فإلى متى يظل المواطن وقودًا لمعركة خاسرة؟