ذكرت بلومبيرغ في تقريرها اليوم الثلاثاء بأن “تركيا تسعى لإفساد خطة كبيرة لاكتشاف الغاز في البحر الأبيض المتوسط”.
وأضافت الصحيفة :
بأن اكتشاف حقول الغاز الطبيعي الكبيرة في المتوسط سبب في انقسام دول المنطقة والتى كانت في السابق تتعاون لاستغلال هذه الاحتياطات للاعتماد على الغاز الروسي الذي يتم توريده لأوروبا .
ورغم أن تركيا لم تكن جزءًا من الصورة ولكن مع وجود القطع البحرية النشطة في المنطقة، فإن تركيا ستلعب دورًا خصوصا بعد اتفاقها البحري الأخير مع ليبيا.
وسردت الصحيفة في تقريرها أهم مراحل اكتشاف الغاز ومقداره وعدة تساؤلات حيث أشارت إلى الأتى:
- ما مقدار الغاز الذي يحمله شرق البحر المتوسط؟
يوجد في حقل أفروديت قبالة قبرص حوالى 8 تريليونات قدم مكعب من الغاز ، كما أن حقلي تمار وليفيثان قبالة ساحل “إسرائيل” يحتويان على (11 و 22 تريليون قدم مكعب على التوالي، وحقل زهر في مصر (30 تريليون قدم مكعب) وأن هذه القائمة والكميات من أولويات روسيا، ومع ذلك قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في عام 2010 “أن هناك 122 تريليون قدم مكعب من الغاز القابل للاسترداد في حوض المشرق و223 تريليون قدم مكعب إضافي في حوض دلتا النيل مما يزيد من احتمال أن تكون هناك كميات أكثر غير معلن عنها”. - ما هي الرؤية التي تم وضعها بين هذه الدول في المنطقة لأجل التعاون؟
في أوائل عام 2019 أسست قبرص وإسرائيل ومصر مع جيرانها اليونان والأردن والسلطة الفلسطينية وإيطاليا “منتدى غاز شرق المتوسط ” وهى محاولة لإقامة سوق غاز إقليمية ومركز تصدير إلى أوروبا، حيث أن هذه الدول حريصة على تنويع مصادرها للوقاية من المزيد من انقطاع الإمدادات من روسيا، وأن هذا التعاون ضروري في جزء منه لأن خطوط الأنابيب ضرورية حتى يتم ربط المنتجين بالمستهلكين، كما أن هناك تصورا لأحد المشروعات لتوفير أنبوب بحريً يحمل الغاز من الاحتياطيات الإسرائيلية والقبرصية إلى اليونان وبعدها. - ولكن لماذا تم استبعاد تركيا؟
لأنه تم تضمين جمهورية قبرص في الاتفاق، حيث تعتبر هذه الجزيرة التى تم تقسيمها في عام 1963 عندما اندلع القتال بين القبارصة الأتراك في الشمال والقبارصة اليونانيين في الجنوب، وأيضا تم تقسيمها بالكامل في عام 1974 بعد أن استولت تركيا على الثلث الشمالي للجزيرة بعد انقلاب قام به أنصار الاتحاد مع اليونان وأن الدولة القبرصية التركية الانفصالية في الشمال معترف بها فقط من قبل تركيا التي تواصل نشر قواتها هناك ، ولكن في المقابل الحكومة التى في الجنوب معترف بها دولياً. - ولكن ماذا قالت تركيا؟
إن المسؤولين الأتراك يعارضون استغلال جمهورية قبرص لموارد الغاز دون اتفاق على تقاسم العائدات مع القبارصة الأتراك وعلاوة على ذلك، يقولون أن أي مشروع للطاقة في المنطقة لديه فرصة للبقاء دون مشاركة تركيا، كما أنهم يجادلون بأن أقصر طريق لخط أنابيب الغاز من المنطقة إلى أوروبا سوف يخترق المياه تحت نطاق تركيا. - ماذا فعلت تركيا؟
لقد استخدمت تركيا سفنها الحربية للتدخل في استكشاف الغاز حيث أن السفن التركية في عام 2018 قامت بمنع سفينة تعاقدت معها شركة النفط الإيطالية إيني سبا من الاقتراب من موقع العمل قبالة قبرص ، كما أنها نشرت سفن حفر تم شراؤها حديثًا للبحث عن الغاز في المنطقة، وتقوم سفينة تدعى الفاتح بالتنقيب في المياه الواقعة تحت شبه جزيرة كارباس القبرصية الشبيهة بالإصبع بموجب اتفاق مع القبارصة الأتراك حيث يبحث Barbaros عن الطاقة في المياه جنوب الجزيرة ، حيث تطالب كل من تركيا وقبرص بحقوق الحفر فيها ولدى قبرص اتفاقية مع إيني وشركة توتال الفرنسية للتنقيب عن النفط والغاز هناك. - كيف يطالب كلا من البلدين بحقوق الحفر؟
بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار تحتفظ الدول الساحلية بمنطقة اقتصادية خالصة تصل إلى 200 ميل بحري من سواحلها حيث يحق لها التمتع بحقوق الصيد والتعدين والحفر وعندما تتقاطع منطقتان كما يحدث في حالة تركيا وقبرص ، فإن الدول ملزمة بالتوصل إلى تسوية و لكن تركيا لم تصدق على الاتفاقية حيث أن الأمر يتطلب موقفًا غير اعتيادي مفاده أن الدول الجزرية مثل قبرص لا يحق لها سوى الحصول على حقوق داخل مياهها الإقليمية القانونية و التي لا تخرج إلا 12 ميلًا بحريًا ، وفي هذا الشأن قدمت قبرص التماسا إلى محكمة العدل الدولية للتدخل. - ما آخر المضاعفات؟
وافقت تركيا وليبيا في ديسمبر على صفقة ترسم خطًا بطول 18.6 ميلًا بحريًا (35 كيلومترًا) من شأنه أن يشكل الحدود البحرية التي تفصل مناطقهما الاقتصادية ، ورأت كلا من اليونان وقبرص ومصر أن الصفقة محاولة تركية وقحة للهيمنة في شرق البحر المتوسط، حيث أن ليبيا تتعارض أيضًا مع اليونان بسبب تراخيص التنقيب البحرية التي أصدرتها أثينا للمياه جنوب جزيرة كريت اليونانية الواقعة بين تركيا وليبيا ويذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال “إن الاتفاق مع ليبيا سيمكن من القيام بأنشطة استكشاف مشتركة في البحر المتوسط“. - كيف استجابت الدول الأخرى؟
قالت الولايات المتحدة إنها تشعر بقلق عميق إزاء استكشافات الغاز التركية في المياه قبالة قبرص وحثت تركيا على التوقف، حيث استجاب الاتحاد الأوروبي للعمليات من خلال تجميد معظم الاتصالات رفيعة المستوى مع تركيا وخفض تدفق الأموال إلى أنقرة التي كان من شأنها تخفيف اندماج تركيا مع الكتلة، وتم اتهام الحلفاء الغربيين بالوقوف إلى جانب قبرص، حيث تعهدت تركيا بمواصلة استكشافاتها مما يدل على رغبتها في دور مستقل بشكل متزايد في السياسات الإقليمية.