نشر الكاتب ” فرانسيس ” بصحيفة فوكس مونتانا ” مقال تحدث فيه عن علاقة شبكات التهريب ومقتل الصحفية المالطية .
حيث أستهل المقال وقال
تعتبر جزيرة مالطا أرخبيل صغير في جنوب البحر الأبيض المتوسط، جذابة جدا لأولئك الذين يبحثون عن أموال المأوى أو يعملون تحت رادار السلطات والتي حصلت على لقب لإثبات ذلك: “جزيرة الكنز.”
وأضاف
كانت سمعة مالطا كملجأ ضريبي وعلاقتها المريحة مع ليبيا القريبة التى ليس يها قانون،وأن هناك برنامج قانوني لبيع جوازات السفر ، هو فقط بعض الموضوعات التي قامت بها دافني كاروانا غاليزيا في التحقيق قبل أن تفجرها سيارة مفخخة أثناء القيادة.
وأشار أن المحققين لديهم العديد من المسارات المتشابكة لاكتشاف الذين يريدون قتل من يحارب الفساد ، فبينما كانت تقود سيارتها في طريقها إلى المنزل يوم الاثنين بعد ان قدمت قصتها الاخيرة عن انتشار المحتالين فى مالطا ، وهى دولة الاتحاد الاوروبى التى يبلغ عدد سكانها 440 الف شخص.
وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” الايطالية التي التقى صحافيوها “كاروانا غاليزيا” قبل موتها، أن من بين المواضيع التي كانت تحقق فيها في الاشهر القليلة الماضية موقع مالطا في حلقة التهريب المشبوهة للنفط الليبي المهرب.
وقد أثار هذا الشاغل على وجه التحديد العناوين الرئيسية يوم الاربعاء عندما اعلن المدعون العامون فى كاتانيا فى صقلية عن اعتقال تسعة من بينهم رجليْن مالطييْن فى برنامج لتسويق وقود الديزل فى السوق السوداء.
وقال المدعون أن ناقلة قامت بحوالي 30 رحلة بحرية ، تم من خلالها نقل الوقود من مصفاة غرب طرابلس الى قوارب قبالة مالطا حيث تم التهريب والشحن الى ايطاليا حيث اختلطت مع البنزين لسائقي السيارات الايطاليين.
ومن بين المشتبه فيهم التسعة عضو مزعوم فى المافيا الصقلية التى قال المدعون العامون ان لهم صلات وثيقة مع المشتبه فيهم المالطيين.
وقال المدعون العامون الإيطاليون إن الميليشيات الليبية المسلحة التي تعمل على طول ساحل ليبيا بالقرب من الحدود التونسية كانت متورطة في الاتجار المزعوم بالديزل. ولم يكن من الواضح ما إذا كان مهربو الوقود متورطون أيضا في الاتجار بالمهاجرين، مما أدى إلى تهريب عشرات الآلاف من المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط من ليبيا إلى أوروبا.
مالطا نفسها تتمتع بسمعة كملاذ ضريبي، والذي يقال أنه كان جذابا للعديد من شركات المقامرة عبر الإنترنت التي أقامت متجر هناك. بيد ان الادعاء الايطالى حذر منذ سنوات من ان نقابة “كامورا ” ومقرها نابولى ومجموعات اجرامية ايطالية اخرى قد تسللت الى عمليات المراهنات الدولية على الانترنت.
وجاءت كاروانا غاليزيا لإشعار دولي بعد أن حفرت الروابط المالطية في الوثائق المسربة التي ظهرت في فضيحة الحسابات الخارجية في بنما، والتي كشفت الشركات البحرية التي يحتفظ بها السياسيون وكبار الشخصيات الأخرى في جميع أنحاء العالم.
نفس سمعة الملاذ الضريبي يجعل مالطا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي الذي يستخدم أيضا عملة اليورو المشتركة، جذابة للغاية للاستثمارات.
الا ان دراسة نشرت فى وقت سابق من هذا العام بتكليف من مجموعة الخضر” التعليم للجميع ” فى البرلمان الاوربى اشارت الى ان معدل ضريبة مالطا على الورق تبلغ 35 % للشركات بينما معدل الضريبة الفعلى يبلغ 5 %
كما كان هناك احتجاج عام على برنامج مالطا لتقديم جوازات سفر للبيع بمبلغ ( 650،000 يورو (766،000 دولار)، مما يسمح للأجانب الأثرياء فعلا بشراء طريقهم إلى مواطنة الاتحاد الأوروبي.
ولا تحدد الحكومة حسب الجنسية التي اشترت جوازات السفر. الا ان وزير المالية اعلن الاسبوع الماضي ان البرنامج سيمدد لمدة سنة اخرى بسبب “نجاحه”.
في حين أن قتل الصحفية البارزة يوم الاثنين صدم الأمة والاتحاد الأوروبي وجماعات الصحفيين في جميع أنحاء العالم.
حيث وقع في السنوات العشر الأخيرة، 15 عملية تفجير على غرار المافيا أو هجمات مماثلة في مالطا. وتضمنت الأهداف رجال أعمال مالطيين ومحام وبعض الأشخاص الذين لهم صلات إجرامية. وتقول معظم التقارير عنها إن الجرائم لم تحل.
وقال دونالد تاسك رئيس الاتحاد الاوروبي الاربعاء في بروكسل “انني مقتنع بان السلطات المالطيا ستبذل كل ما في وسعها للتحقيق في كل ظروف هذه الجريمة البشعة”.
وقد طلبت مالطا من خبراء التحقيقات الجنائية من مكتب التحقيقات الفدرالي وهولندا مساعدة المحققين المالطيين في التحقيق في قتل كاروانا غاليزيا. وكان الصحفيه قد أبلغت سابقا عن تلقي تهديدات.
ليس من الواضح ما إذا كانت القنبلة التي قتلتها وضعت في السيارة أو على الطريق بالقرب من منزلها ثم انفجرت من مسافة بعيدة. وتقول وسائل الاعلام المحلية انها كانت تقود سيارة مستأجرة.
وقد اشار مسؤولون من الاتحاد الاوربى الى انهم سيدققون فى التحقيق فى قتل كاروانا جاليزيا.