حبارات: توضيح في غاية الأهمية حول مفهوم الميزانية العامة للدولة وأهميتها

126

كتب الخبير والمهتم بالشأن الاقتصادي “نورالدين حبارات” مقالاً بعنوان: توضيح في غاية الأهمية حول مفهوم الميزانية العامة للدولة و أهميتها.

حيث افتتح بقوله:”الميزانية أو الموازنة العامة General Budget هي وثيقة قانونية تصدر عن سلطة تشريعية منتخبة تحدّد سقف الإنفاق و أوجه صرفه على الابواب و البنود و الأغراض المحددة له، و لا يسمح للحكومة بتجاوزه أو صرفه في غير الأغراض المحددة إلا بإذن من تلك السلطة، كما أنها تلزم الحكومة بجباية الإيرادات المقررة.

و إذا كان الإنفاق العام جوازي أي بإمكان الحكومة عدم صرف كافة الأموال أو الإعتمادات المخصصة إذا ما تطلبت المصلحة العامة ذلك، فإنّ جبايتها لكامل الإيرادات العامة المقرّرة مسألة إلزامية لإنّ عدم قيامها بذلك يعني لجؤها للإقتراض ومفاقمة الديون وتحميل المواطنين بتبعاتها، وهذا غير مسموح إلا بموجب القانون.

“الميزانية أداة و وسيلة للتخطيط و الرقابة و المساءلة”.

“الميزانية خطة مالية سنوية لتحقيق جملة من الأهداف الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية وليس مجرد بيان بالإيرادات و المصروفات يتم نشره عبر وسائل الإعلام”.

“الميزانية أداة مهمة لتحقيق الإستقرار الإقتصادي أو Economic Stabilization حيث تقوم الحكومة بتقليص الإنفاق العام في حالة إرتفاع معدلات التضخم لتقليص معدلات الطلب على السلع و الخدمات، و بزيادة هذا الإنفاق في حالات الركود لتحفيز المواطنين على الطلب و الإستهلاك”.

“الميزانية أداة لحماية الانتاج المحلي و تعزيز الصادرات و ذلك عبر زيادة الضرائب الجمركية على الواردات لتشجيع المنتجين المحليين في تسويق منتجاتهم و تشجيع قدرتها التنافسية محلياً، كما إنها أداة لتشجيع المصدرين عبر أعفائهم من ضرائب التصدير، و بالتأكيد هذا الاجراء سينعكس إيجاباً على الناتج المحلي الإجمالي و ميزان المدفوعات و على إحتياطي البلاد من النقد الأجنبي”.

“الميزانية أداة لتحقيق العدالة الإجتماعية و تقليص الفوارق و التفاوت بين طبقات المجتمع و ذلك عبر فرض ضرائب مرتفعة تصاعدية على الدخول و المرتبات المرتفعة، وإعفاء الطبقات الفقيرة منها و ذلك بهدف تقديم و تحسين الخدمات”.

“وأخيراً إذا كانت الميزانية تحظى بكلّ هذه الأهمية فلا يجب علينا أن نتفاجأ أو نستغرب من تدهور الوضع الإقتصادي و الخدماتي في بلد حكومته تشتغل -وللأسف-بدون ميزانية، ومؤسساته يبدو لا تؤمن بها”.