تناول الكثيرون ظاهرة الهجرة غير النظامية بالتفسير و التحليل و لكن ملف هجرة النساء ظل ملفا مغلقا لم تفتح أبوابه و لم يتناوله البحاث و الاعلاميون بالشرح و التفسير رغم تعقيده و تأثيره الكبير على الدولة اقتصاديا و اجتماعيا بل و حتى ثقافيا ..
المرأة المهاجرة :
حسب إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة بلغ عدد المهاجرين خلال عام 2015 ، 244 مليون مهاجر دولي بزيادة نسبتها 41% منذ عام 2000 و هو ما اعتبره بعض الخبراء رقما مخيفا و مرعبا ، و لكن ما لا يعلمه معظم المتلقين لرسائل البحاث و الخبراء بل و حتى بعض الخبراء أنفسهم أن 48% من المهاجرين كانوا من النساء ، و 15% منهنّ ممن لم يبلغنَ العشرين سنة ..!
الاتجار بالبشر :
و مع الاسف يقع عدد كبير من النساء المهاجرات كضحايا لعمليات الاتجار بالبشر ، و الذي صرحت المنظمة الدولية للهجرة بأن عدد ضحاياه لازال مجهولا حتى الأن ، و لكن التقديرات تتراوح من 4-8 مليون ضحية في كل عام و تبلغ أرباح عمليات الاتجار بالبشر حول العالم 32 مليار دولار امريكي …
و المفجع أن نسبة 70 % من المتعرضين لعمليات الاتجار هذه هنّ من النساء و الفتيات حيث كشفت التقديرات بأن 49% منهم هنّ من النساء و 21% منهم هنّ من الفتيات الصغيرات سنا ، اما ال30% الباقية فيتوزعون بين الاولاد و الرجال .
و عندما تقع النساء كضحايا لعمليات الاتجار هذه ،فإنهنّ يكنّ معرضات للاستغلال الجنسي و العمل القسري او لازالة الاعضاء و هو ما يمارسه العديد من المهربين للبشر كمقابل لتهريب المهاجر من دولته الى الدولة المقصودة ليجمع بين مهنتي التجارة و التهريب …
العمل القسري :
تقدر منظمة العمل الدولية أن 20.9 مليون شخص هم من ضحايا العمل القسري على الصعيد العالمي منهم 11.4 مليون امرأة و فتاة ، و يتم استغلال المهاجرين للعمل القسري في القطاع الخاص على سبيل المثال في الزراعة و العمل المنزلي و البناء و التصنيع بنسبة 68% من التقدير العالمي ، اما فيما يتعلق بالاستغلال الجنسي فيصل الى 22 % ، و الاعمال القسرية التي تفرضها الدول بنسبة 10% .
التهجير القسري :
كشفت الاحصائيات انه و مع نهاية عام 2015 ، تم دفع 65.3 مليون شخص حول العالم الى الهجرة أي واحد من كل 113 شخصا ، ففي كل دقيقة كان ينزح و يهاجر 24 شخصا حول العالم اي بمعدل 33.972 شخص يوميا .
و على الرغم من تركيز وسائل الاعلام على دول القارة الاوروبية الا ان 86 % من اللاجئين كانوا من بلدان منخفضة و متوسطة الدخل ، بالقرب من مصادر الصراعات ، و كانت تركيا اكبر بلد مضيف فقد بلغ عدد اللاجئين فيها 2.5 مليون لاجئ .
ارقام تنمو و مشاكل تكبر و لا حلول تولد ، ففي الوقت الذي فتحت فيه بعض الدول ابوابها للمهاجرين و اللاجئين و اخدت تستثمر جهودهم و مواهبهم لخدمة الصالح العام للمجتمع و الدولة ، اغلقت بعض البلدان ابوابها امامهم ، تزامنا مع تفاقم الصراعات و المشاكل و الازمات في بعض الدول ليبقى المهاجر و اللاجئ التائه الباحث عن ارض تحتوية قبل ان يلتهمه شبح الموت و الفقر .