Skip to main content
خاص.. "الزنتوتي" يكتب لصدى حيال الحارس القضائي على أموال وإيرادات النفط
|

خاص.. “الزنتوتي” يكتب لصدى حيال الحارس القضائي على أموال وإيرادات النفط

كتب الخبير المالي “خالد الزنتوتي” حصرياً لصحيفة صدى الاقتصادية: تصريح حصري لصدى الاقتصادية حول الحارس القضائي .

مع إحترامي لكل الجهاز القضائي الليبي والذي يعتبر الملاذ الأخير لنا نحن مواطني هذا البلد المكلوم ، إلا أنني أستغرب من بعض الأحكام الأخيرة بشأن الحراسة على الأموال الليبية وحُراسها ، إجراءات تمت بسرعة ولا نعرف حيثياتها وانعكاساتها القانونية ولا حتى الاقتصادية .

إذا كان الهدف من هذه الأحكام هو الحفاظ على أموال الشعب الليبي من عدم الرشد في الانفاق والعدالة في التوزيع ،فلماذا تقترح حكومة النواب أسماء المحافظ ونائبه للقيام بمهمة الحراسة القضائية ،وهما نفسهما من منوطاً
بهما هذه المهمة أصلاً في البنك المركزي .

فأموال النفط وكما نعرف يتم إيداعها في حساب خاص بالمصرف الخارجي ثم يتم تحويلها للمصرف المركزي لكي يتم توزيعها طبقا لبنود الميزانية العامة للدولة ووفقا للقانون المالي للدولة ،أي أن وظيفة المركزي وكأنه حارس فقط ولا يجب أن يتصرف إلا وفقا للقانون ،وطالما المحافظ ونائبه ومجلس أدارة المركزي هم المخولين بمهمة ( الحراسة ) ،وطالما هما نفس الأشخاص ونفس المهمة ونفس الوظائف ،فلماذا هذه الأحكام وهذه الضجة الاعلامية ،،،، !؟

هل الهدف فقط هو أبعاد مجلس ادارة المركزي عن هذه المهمة ،وهل الهدف هو أن يكون توزيع مخصصات التنمية وبقية بنود الميزانية مرهون بشخصين ووظيفتين فقط ،، وعلى أي أساس سيتم ( التوزيع العادل ) ،،،!!؟؟

المشكلة ليست في من يقوم بإجراء التوزيع ، بل المشكلة في تحديد نموذج التوزيع ومدخلاته ومخرجاته ،والذي يجب أن ينعكس في ميزانية الدولة والتي يجب أن تُعد طبقا لتحقيق مستهدفات الاقتصاد الكلي والجزئي للدولة ووفقا لنموذج تنموي مدروس وعلمي وعادل بين ربوع الوطن كله ، وكذلك طبقا للقانون المالي للدولة .

يا سادة ،العدالة في توزيع الموارد لا يمكن أن يكون محصوراً في يديّ شخصين ( مع إحترامي لهما الشخصي ) مهما كانت مكاناتهما أو وظائفهما ، وإنما يكون مبني على دراسات علمية تخضع لعوامل كثيرة ديموغرافية واجتماعية ومكانية وامنية ،،،، الخ ، على أن تكون معلنة وواضحة للجميع ،وأن تنعكس في ميزانية معتمدة طبقا لسياق القانون المالي للدولة .

لا أحداً منا لا يريد العدالة في توزيع الموارد الوطنية ( النفط ) على كافة مناطق الوطن وطبقا لأسس علمية وعادلة ، ولكن لا نريد أن يكون الصراع على ( حصتي وحصتك ) هو من يذكي عندنا روح الجهوية المقيتة ،،،
المهم ليس من (يوزع) ولكن المهم كيف ( نوزع ) ،،،،!!!؟؟؟

إنني اخاف أن ينتقل الصراع على الثروة من شرق ، غرب ، جنوب ،إلى شرق شرق وإلى غرب غرب وإلى جنوب جنوب ، بل إلى أكثر من ذلك حتى يسقط الوطن ( لا سامح الله ) ..

مشاركة الخبر