تحدث رجل الأعمال الليبي “حسني بي” في تصريح له لصحيفة صدى الاقتصادية خلال مشاركته بفاعليات اليوم الوطني لتقنية المعلومات ، حيث قال: اليوم وفي القرن 21 العالم يتطور بسرعة فائقة ، فقد كان في السابق يأخد 100 أو 200 سنة للتحول من عصر الصيد إلى عصر الزراعة وبعدها الصناعة والكهرباء للمواصلات والآن نعيش مع عصر “الذكاء الاصطناعي” وما قبله كان عصر الإتصالات والذي أوشك على الغروب ، بالقرن 21 التطور والتغيير والتحديث يتحقق كل سنة وبل يتسارع ليتحقق كل شهر وقد نرى التطور المستقبلي التغيير خلال أسابيع ، ومواكبة وتبني التطور أصبح شئ ملزم وليس إختياري بل كل من يتمسك بالأمس وحلول الماضي مصيره التخلف .
وأضاف “بي” قائلًا: للأسف الشديد بليبيا “حكومة ومصرف ليبيا المركزي” نرى الحلول من خلال الشركات والمؤسسات العامة، والسؤال الذي يطرح “هل نريد الرجوع إلى العصر الحجري؟؟”، الملكية العامة والاحتكار العام أو الخاص لا ينتج تقدم أو تغيير ، حكومتنا ومؤسساتنا العامة تفكر بأن الحل الأمثل هو احتكار الحكومة للخدمات ولا زلنا نفكر بأن حماية المستهلك يُعنى بها وتقتصر على تقليل وتخفيض تكلفة الخدمات (الدعم مثالا)، متناسين بأن “التقنية والحداثة منافيان مع مبادئ الاحتكار العام أو الخاص “متناسين بأن التنافس الحر ومنع الاحتكار يحقق الوسيلة الأمثل لحماية المستهلك” جودة الخدمات وتكلفتها، تحديد تسعيره الخدمة والاحتكار لجهة معينه حكومية/عامة أو خاصة يتنافى مع التحول والتطور التقني، ثقافة وخرافة القول “جشع القطاع الخاص” نتائجه جمود وتخلف وغلاء تكاليف الخدمات.
قال أيضًا في سياق الحديث: المنافسة الشريفة هي الحل للحداثة ويجب بأن نقبل أن يختصر دور الحكومة على “التقنين والحوكمة والترشيد والرقابة ونفاذ القانون وتوفير البنية التحتية للقطاعات وتحديد الاستراتيجيات والسياسات العامة ” حتى إن كانت حماية المستهلك من واجبات الحكومة يضل ذلك دومًا في ضل التنافسية بين مقدمين الخدمات .
مضيفًا: في ليبيا من حسن حضنا لا يوجد قديم يرفض التحديث لذلك نستطيع البدء من الآن وليس من غدًا وعلينا جميعا الاعتراف بأن التحديث والتغيير لا يقتصر على شراء التقنية حيث التقنية وسيلة لتغيير الثقافة ، للأسف بليبيا نتحدث دومًا وبكل لقاء وأغلب كلمات افتتاحية الحدث “اليوم الليبي للتقنية ” جميع الكلمات كانت عن التغيير والتطوير إلا أننا نصر على الاستمرار بما هو معتاد “الاحتكار ” .
وأوضح بالقول: أول وأهم مبادرة لترسيخ إرادة التغيير من خلال تبني التقنية علينا “بترميز الهوية” ، ونكرر التطوير ليس شراء المعدات والتقنية أو شراء البرامج ، البرامج والمعدات والتقنية وسيلة للتطوير ولكن يضل الهدف نقل المجتمع إلى مجتمع متبني التقنية الحديثة واساسها “ترميز الهوية”، ومع التطوير والتقنية بعهد جديد “الذكاء الاصطناعي” تنشأ وتظهر تحديات جديدة ومن أهمها الاعتداء السيبراني، هذا يأخذنا إلى ضرورة الحماية السيبرانية لمنع استغلال التكنولوجيا من البعض سلبًا .
خلال الحديث قال كذلك: ليبيا عدد سكانها 7 مليون نستطيع إدماج كامل الشعب و”ترميز الهوية” لتسهيل جميع المعاملات خلال أشهر، يمكننا نقل كامل الشعب للتعامل مع التقنية من خلال “ترميز الهوية”، الهند رمزت هوية عدد 1.5 مليار نسمة خلال سنة واحدة وهناك برنامج قائم الآن في دولة مصر لنقل 50 مليون نسمة حوالي %40 من شعب مصر إلى”ترميز الهوية” في غضون ثلاث أشهر لا يوجد المستحيل عندما تتوفر الإرادة الصادقة لتحقيق التحول من خلال التقنية ، أكرر علينا بترميز الهوية فورًا .
كما قال “بي” أيضًا: جائحة كورونا ساهمت عالميًا وبليبيا في تحول كبير بالتجارة وتسببت في قفل محلات تقليدية ومنها نشأت وانتشرت فرص بديلة وجديدة وحديثة، انتشرت منصات الدفع والتجارة الالكترونية، تمت تنمية التعليم عن بعد عبر القارات والجامعات والمدارس وانتشرت ثقافة الصحة والعلاج وحتى إجراء العمليات الجراحية بالإشراف والمتابعة عن بعد .
ختم بالقول: العالم لا ينتظرنا لمواكبة التطور وكل من هو متمسك بأمجاد وحلول الماضي لن يكون شريكًا في التطور والمستقبل ، الخيار لنا والحلول بين ايدينا، والآليات متوفرة للجميع فلا ننتظر وناجل قرارنا إلى الغد بل علينا أن نبتدي الآن .