Skip to main content
خبير نفطي يكتب عن "فشل أوبك في تقرير خفض الإنتاج .. الأسباب المحتملة والاحتمالات المستقبلية"
|

خبير نفطي يكتب عن “فشل أوبك في تقرير خفض الإنتاج .. الأسباب المحتملة والاحتمالات المستقبلية”

كتب الخبير النفطي “محمد أحمد”

فشلت أوبك في إقناع روسيا المنتج الرئيسي خارج أوبك بخفض جوهري في الإنتاج النفطي استجابة لتراجع الطلب نتيجة لأزمة فيروس-كورونا.

تراجعت الأسعار النفطية بشدة بعد هذا الخبر لتنخفض إلى 45 دولار لخام برنت “للشهر الآجل الأول” أي بنسبة مئوية تقدر بـ 9%. بعض المراقبين يتوقعون تراجعا أكبر لتصل الأسعار ربما إلى حافة الثلاثينات التي لم تصلها لأكثر من عشر سنوات مضت.

أود أن أكون متفائلا وأعطي أسبابا للتفاؤل على الأقل في مدى السنة الحالية، ولكن أظن أنها مهمة صعبة. الرفض وفقا للسكرتير العام لمنظمة أوبك النيجيري محمد باركندو كان بسبب تمنع دول غير أعضاء في المنظمة عن الموافقة على حجم الخفض، وتشير المعلومات الصحفية أن هذه الدولة هي روسيا.

وتقول بعض المعلومات أيضا إن الوزير السعودي كان متصلبا في تحديد حجم الخفض وضرورة التزام الجانب الروسي بحجم التخفيض الكبير الذي اقترحته السعودية.

في وضع مثل هذا يصعب تخمين دوافع الأطراف نتيجة لتعقد عوامل متعددة منها العامل السياسي الدولي، عامل الطارئ الصحي المتمثل في أزمة فيروس-كورونا وأخيرا ولكن ليس آخرًا عامل المنافسة مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

من ناحية سياسية دولية، روسيا اليوم مشتبكة في العديد من المواجهات الساخنة مع أطراف دولية عديدة في الشرق الأوسط وأواسط آسيا. استطاعت روسيا خلال الثلاث سنوات الماضية بعد اتفاقها مع أوبك وتحسن أسعار النفط موازنة تدفقاتها المالية مما جعلها أقل عرضة لأي أزمة في تقلب أسعار النفط. وتواجه روسيا عقوبات أمريكية مشددة تمنعها من التوسع في تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الاوربية مع احتمال منافسة قوية من صادرات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الامريكية أو من مصادر غازية أخرى مثل تلك شرق المتوسط.

في ظل هذه الظروف قد ترى القيادة السياسية في روسيا إن الوضع أصبح ملائما لتوجيه ضربة إلى التهديد الأمريكي سواء القادم من زيادة صادرات الغاز وسوائل الغاز إلى أوربا بالدخول في حرب أسعار مباشرة مع منتجي النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة. عامل سياسي آخر لا يجب أن يغيب عن التحليل وهو أن هذه السنة هي سنة الانتخابات الامريكية. الفعل الروسي قد يشير إلى من قررت موسكو وضع البطاقة الانتخابية في صندوقه.

تحليلي الشخصي موسكو بموقفها هذا اليوم في أوبك أظنها أسقطت بطاقتها الانتخابية في صندوق إعادة انتخاب ترامب. وهذا يجرنا إلى العامل الأخير وهو عامل المنافسة مع منتجي النفط والغاز الصخري. أسعار أقل للنفط ستعني دعم اقتصادي مالي لتحسين الظروف الاقتصادية بعد نهاية أزمة كورونا في الربيع، ومن ثم يمكن الاستجابة لطلب اللوبي النفطي الأمريكي في الصيف الذي سيكون على حافة الانهيار بسبب الانخفاض الكبير المتوقع في الأسعار النفطية.

السؤال هنا سيظل كيف يمكن لأعضاء أوبك الاستجابة لمثل هذه الظروف. من ناحية سياسية لا أظن أن السعودية موقفها يختلف كثيرا عن روسيا فيما يتعلق بالانتخابات الامريكية، فأظنها قررت أنها ستلقي بطاقتها الانتخابية في نفس الصندوق الذي تفضله روسيا. أما عن المنافسة مع منتجي النفط والغاز الصخري فالسعودية اليوم أقل اهتماما بهذا المجال لأنه بدأ يتحول أما للنفط الخفيف أو للغاز الطبيعي المسال والسعودية لا تنافس بهما بل يمكن أن تكون مهتمة بمضايقة قطر التي تركز عليهما. سيكون على السعودية التعامل مع انخفاض الدخل بالمزيد من الإجراءات التقشفية في الفترة القادمة وأظن أنها قادرة عليها وفقا للوسادة المالية التي تملكها.

المنتجون الصغار سواء في المنظمة أم خارجها سيعانون اقتصاديا ولا أظن أن هناك بطاقات انتخابية صادرة لهم للمشاركة في اختيار الرئيس الأمريكي الجديد.

مشاركة الخبر