قال الباحث في جامعة كولومبيا الأمريكية عمان وأستاذ الاقتصاد بجامعة طرابلس سابقاً “المبروك درباش” في تصريح خص به صحيفة الاقتصادية إنه على الحكومات الليبية البدء في قراءة طويلة المدى للمستقبل القومي الليبي اقتصادياً وتكاملياً بدلًا من البحث دائما عن “حلول” مؤقتة، وجل هذه الأسباب سياسية، أي محاولة لكسب الوقت في معالجات آنية.
وأضاف بالقول: هذا لا يعني أن لا تركز على بعض الأشياء الآنية كإخفاض الإنفاق العام في بند المرتبات مثلاً، وهنا لا أقصد المعاشات، كتخفيض إنفاق السفارات وعددها ومرتبات العاملين بها، وبالتالي قد نعالج تباعا التكالب على هذه الوظائف، بالإضافة إلى البدء في مشاريع المواصلات العامة لإنقاص استعمال المواصلات الخاصة والحاجة لها وبالتالي إخفاض الدعم على المحروقات تدريجياً.
وقال “درباش”: لست مع أو ضد إضافة أي ضريبة على العملة الصعبة في الوقت الراهن، ولكني مبدئيًا لست مع التحايل على أبجدية السعر الواحد للسلعة الواحدة بخلق سعر آخر تحت مسمى الضريبة، كذلك أن ما أراه اليوم من سياسات في ليبيا يبدو ملخصاً لدعم سياسة الاستهلاك المهلكة لأي اقتصاد، حتى المنتج، فما بالك باقتصاد غير منتج.
وتابع بالقول: أريد أن أحذر من الرؤية الخاطئة لدى الكثيرين في انزعاجهم من الاختلافات الحاصلة بين وزارات الاقتصاد والمالية والمركزي، إنه لمن الطبيعي والحسن أن تختلف هذه الجهات مع بعضها البعض، لأن طبيعة عملهم تلزم ذلك، وربما من المريب أن يتفقوا.
وختم حديثه بالقول: رغم ان هذا موضوع طويل وشائك بعض الشئ إلا أنه وفي كثرة حديثنا عن البحث عن موارد بديلة قد يتناسى البعض الحقيقة التي أمام أعيننا وهي دور النفط المهم في بناء اقتصاد وحياة أفضل، ولربما علينا التعامل مع هذا المورد بشكل ذكي ومتوازن، و لربما الحل في أن نحاول أن نرفع من مستوى استغلالنا للنفط اليوم ودعم الاقتصاد النفطي والاستثمار فيه أكثر فأكثر.
