تحول درامي كبير في الأحداث شهدته منطقة الهلال النفطي منذ أسبوع ونصف فمنذ هجوم أمر ما يعرف بحرس المنشآت النفطية “إبراهيم الجظران” والسيطرة على الحقول النفطية، وما ألحقه من ردة فعل الجيش والقيام بعملية عسكرية باسم “الاجتياح المقدس” التي أدت إلى السيطرة على الحقول النفطية من جديد.
أعلن اليوم الناطق باسم القيادة العامة للجيش ” أحمد المسماري” عن صدور قرار من قبل قيادة الجيش بتسليم الموانئ النفطية والحقول الواقعة بنطاق الهلال النفطي إلى المؤسسة الوطنية للنفط التابعة للحكومة المؤقتة بالبيضاء.
أثار القرار جملة كبيرة من ردود الفعل على المستويات والأصعدة كافة تباينت بين مؤيدة للقرار ومعارضة له وهذه أبرزها.
في أولى ردود الفعل التي رصدتها صحيفة صدى رحب رئيس لجنة الطاقة بمجلس النواب الليبي ” عيسى العريبي” بقرار الجيش واستلام الموانئ النفطية من قبل المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة “فرج الحاسي”.
الرد التالي رصد للصحفي “محمد بعيو” الذي قال في منشور حول القرار بانه لا يجب التسرع انتقاد خطوة القيادة العامة في ملف الموانئ النفطية فالفهم والتفاهم أفضل من الخلاف والتصادم حسب قوله.
الطرف الأخر المعني بقرار الجيش هو فرج سعيد الحاسي رئيس المؤسسة الوطنية للنفط أفاد في تصريحات إعلامية بتشكيل لجنة لتقييم الأضرار ستتجه إلى الهلال النفطي غد أو بعد غد لتقييم الأضرار بالحقول الموانئ النفطية، وأنه بناءً على التقييم سيتم الإعلان عن موعد رفع القوة القاهرة، وأنهم بالمؤسسة الوطنية للنفط قد استلموا كتاباً خطيا بتسليم الموانئ النفطية للمؤسسة التابعة له.
الصحفي فرج دردور احتج على قرار القيادة العامة وطالب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني “فائز السراج” باعتبار القرار الأخير بالتمرد.
كما رصدت “صدى الاقتصادية” رأي عضو المجلس الأعلى للدولة “آمنة مطير” حول تسليم الموانئ النفطية بالنكسة وبداية لوصاية دولية بحجة حماية النفط من الحروب الأهلية حسب تصريحاتها الإعلامية.
وخلال مخاض التصريحات خرج الناطق الإعلامي للحكومة الليبية المؤقتة “حاتم العريبي” أكد فيه على ترحيب الحكومة المؤقتة بتسليم الموانئ النفطية للمؤسسة الوطنية للنفط مضيفا أن المؤسسة الوطنية للنفط برئاسة ” فرج الحاسي” ستوزع عوائد النفط بشكل عادل بين الشرق والغرب والجنوب وفي لقاء أعلامي اخر له أكد العريبي على ضمان الاتفاقيات السابقة مع الشركات الأجنبية مضيفاً أن الأموال التي تباع عن طريق المؤسسة الوطنية في طرابلس تذهب لتجار الحرب والمليشيات وشراء العتاد والأسلحة والسيارات ومهاجمة قوات الجيش حسب قوله.
أبدى الكاتب الليبي “أحمد معيوف” بأن القرار أتي مفاجئاً للجميع خصوص بعد انتهاء الحرب وما تم تداوله بشأن تسليم المنشآت النفطية والحقول والموانئ بالهلال النفطي للمؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس بحسب مطالبات كثيرة منها الدولية مضيفاً أن اتفاق باريس قد أشار إلى تقارب بين الفرقاء الليبيين ووجود تفاهمات بين المؤسسات العسكرية وتحيدها في جيش واحد، كما أضاف ” معيوف” بأن المؤسسة الوطنية للنفط ليس لها علاقة بهجوم الموانئ النفطية وأن المسؤول هو الجيش في حد ذاته.
من بيني الآراء السياسية التي صدرت طالب عضو المجلس الرئاسي ” على القطراني ” المجتمع الدولي بدعم قرار تسليم الحقول النفطية إلى المؤسسة الوطنية للنفط في بنغازي، مضيفا بأنه قد ثبت ذهاب عوائد النفط لدعم المليشيات المسلحة بدلا عن تنمية البلاد.