شهد الاقتصاد الليبي مؤخراً انهيارا كبيرا، بسبب عدة عوامل أولها إقفال الموانئ النفطية، والتي تجاوزت شهرها الرابع، دون وجود أي بوادر تذكر لفتح تلك الموانئ، إضافةً إلى إقفال منظومة مبيعات النقد الأجنبي، والتي جعلت عجلة الاقتصاد الليبي تتوقف بشكل كلي، كما ظهرت مؤخراً ما زاد ذلك الانهيار، وهو فيروس كورونا الذي شل حركة الاقتصاد العالمي وليس الاقتصاد المحلي فقط…
بين هذه الأسباب وتلك شهد سعر الدولار ارتفاعا إلى مستوى لم يشهده منذ فترة ليست بقصيرة حيث وصل سعر الدولار إلى 5.63 دينار اليوم، فيما شهد الفترة الماضية ارتفاعا ملحوظا وصل لـــ 5.93 دينار أي قارب حاجز الــ6 دينار.
كثرت الآراء حول مسببات ارتفاع الدولار إلى هذا الحد ، ولمعرفة ذلك فقد تواصلت صدى الاقتصادية كعادتها مع عدد من الخبراء لمعرفة أسباب ذلك الارتفاع:
الخبير المصرفي “عادل الكيلاني”…
قال الخبير المصرفي “عادل الكيلاني” إن أسعار الدولار الأمريكي أو أي عملة صعبة تخضع لقانون العرض والطلب، وهذا ينطبق على ليبيا، وإذا استمرت الظروف الحالية من إغلاق منظومة الاعتمادات والأغراض الشخصية وعدم بيع الدولار الأمريكي في المصارف التجارية الليبية، ونزيف الحرب الدائرة اليوم بين “الأخوة الأعداء”، وما تحتاجه هذه الحرب من إنفاق سيكون على حساب مقدرات وإمكانيات الدولة الليبية، وأمام انهيار أسعار النفط عالمياً ووصوله اليوم إلى أسعار غير مسبوقة، وبما أننا دولة ريعية تعتمد على هذه السلعة وهي النفط في تمويل نفقاتها، وأمام حالة الانفلات غير المسبوق في الإنفاق غير الرشيد والفساد وغياب الشفافية في بيانات المصرف المركزي الليبي، فإنني أتوقع صعود الدولار الأمريكي مقابل الدينار الليبي، كنتيجة طبيعية للمتغيرات التي تم سردها، وسيزداد الأمر سوءاً اذا استمر الوضع السياسي والعسكري بهذا الحال، الجميع يسلك سلوك القطيع وسيقود الوطن إلى كارثة.
الخبير الاقتصادي ومؤسس سوق المال الليبي “سليمان الشحومي”….
وقال الخبير الاقتصادي ومؤسس سوق المال الليبي “سليمان الشحومي” في تصريح لصحيفة صدى الاقتصادية، إن السيناريو الذي أراه إنه يتجه إلى ازدياد السعر بالسوق الموازي والسبب هو سوء إدارة محافظ البنك المركزي للوضع القائم واختياره لطريقة إدارة الأزمة بسلبية شديدة تقييد عملية شراء العملة عبرالاعتمادات والتي ربما ستزيد علي الطلب خارج إطار البنوك وغيرها من القيود الأخرى ولعدم وجود آليات مناسبة للحصول على الدولار سوف ينعكس في زيادة أسعاره بالسوق الموازي.
تاجر عُملة بالسوق الموازي …
ورجّح تاجر عملة بالسوق الموازي في تصريح لصدى أن ارتفاع سعر الدولار يرجع إلى قفل الاعتمادات ، والتي تؤثر بشكل كبير بالسوق السوداء، وذلك ما يجعل التجار تضارب بسعر الدولار بين انخفاض وارتفاع كوسيلة ضغط على المركزي.
رجل الأعمال الليبي “حسن الشيخ”…
وأوضح رجل الأعمال الليبي ” حسن الشيخ” أنه طالما لم يتفق المجلس الرئاسى بحكومة الوفاق الوطني ومصرف ليبيا المركزي فإن سعر الدولار سيظل في ارتفاعه أو أنه سيظل بسعره الحالي، مشيراً إلى أن أكبر العوامل التي أثرت على سعر الدولار هو إقفال الموانئ النفطية والحرب القائمة ومحافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” على حد قوله.
الخبير الاقتصادي “نورالدين حبارات”…
صرح الخبير الاقتصادي “نورالدين حبارات” لصحيفة صدى الاقتصادية أن الوضع صعب جدا والحكومة ليس لديها وسيلة لضخ الدولار ولو انتهت أزمة كورونا سيقفز الدولار أكثر مما نتوقع لأنه سيزداد الطلب عليه لأغراض السفر والعلاج وتجارة الأنشطة وغيرها، مشيراً إلى أن الدولار قد يتجاوز حاجز الــ10 دينار في حال ظل الحال كما هو عليه الآن.
ختاماً .. يظل السؤال قائم هل ستظل عجلة الاقتصاد بشكلها الحالي وسيتخطى الدولار حاجز الــ10 دينار فعلاً كما يتنبأ البعض، أم أن تلك العجلة ستدور مجددا ويقف الاقتصاد الليبي على قدميه من جديد؟