في شهر رمضان تعوّد المواطنون أن تكون لهم عادات وتقاليد يحيون بها شهرهم الكريم جنباً إلى جنب مع عباداتهم الروحية فهو شهر تسمو فيه النفوس وتزداد أواصر المحبة بين الناس وتتآلف معه المشاعر.
ومن إحدى تلك الجوانب يقبل الناس على شراء مواد استهلاكية معينة بدرجة أكبر مما يجعل السوق في حال ترقب للأسعار، ونتيجة ارتفاع الطلب يرتفع السعر ، وليس هناك استثناء ما بين سنوات السلم أو الحرب أو ما بينهما.
شهر رمضان أقبل هذا العام وسط دائرة نزاع مسلح غلفت أطراف العاصمة طرابلس مسبباً نزوحاً كبيراً لأسر من مساكنها وأيضاً إقفال لمحال وأسواق كانت ستكون رائجة لولا سعير الحرب.
صدى توجهت مباشرة الى الأسواق التجارية وعاينت أسعار السلع ، وهذا مارصدته إليكم :
جميع السلع والبضائع متوفرة بأسواق طرابلس و هناك ارتفاع في عدد من السلع الأساسية وانخفاص في غيرها حيث أن سعر علبة التونة (ديانا) 3.5 و كيلو جبن الشيدر 18 دينار، وحليب العلبة (أبو القوس) 3.75 و البيض ب11 دينار و علبة طماطم( البركة) 2.5 و الصندوق 30 دينار، وعلبة طماطم (الصفوة) 2.25 أما الصندوق 25 دينار و الزيتون 12 دينار، أما حليب الريحان اللتر 3.25 دينار.
وفي تصريح للمدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الليبية “علي نصير” لصحيفة صدى الاقتصادية قال إنه إذا لم يكن هناك تخزين للسلع من المواطنين والتجار ستسير الأمور على ما يرام بهذا الشهر ، مضيفاً أنه لا داعي للتخزين و التخوف فكل السلع متوفرة بطرابلس من قبل شهر رمضان وتكفي طرابلس لمدة أشهر.
ورغم اشتداد الخطب وامتداد رقعة النزاع الحالي لمناطق خارجة عن العاصمة ورغم وجود مشاكل اقتصادية أخرى لم تحل أصلاً ومنها غياب السيولة عن المصارف، لازال المواطن الليبي حريصاً على إضفاء شهر رمضان باحتياجاته الإستهلاكية ولازالت الأسعار مقارنةً عما كانت عليه قبل سنة أو حتى قبل تفجر النزاع الحالي حول العاصمة لم تجاوز معدلاتها الطبيعية بأرقام كبيرة، وتلك معادلة ليبية اقتصادية تماماً كما تشهد الزحام والزخم الاقتصادي في بعض مناطق طرابلس البعيدة نسبياً عن التوتر في الوقت ذاته الذي تشهد فيه مناطق آخرى من طرابلس انعدام الحركة.
ويظل الرهان دائماً على المستقبل فالمواطن الحريص على عدم غياب ما تعوده على مائدة رمضان يراهن أيضاً على عدم غياب لغة التعقل والحوار وإن علت أصوات الرصاص على الحوار أحياناً.