Skip to main content
"شنيبيش" يكتب: شراهة الموسم وأمان الخدمات الإلكترونية: بين ازدهار المعاملات وضمان الحماية
|

“شنيبيش” يكتب: شراهة الموسم وأمان الخدمات الإلكترونية: بين ازدهار المعاملات وضمان الحماية

كتب ““أنس شنيبيش ”: “شراهة الموسم وأمان الخدمات الإلكترونية: بين ازدهار المعاملات وضمان الحماية”

مع تزايد الاعتماد على الخدمات الإلكترونية في مختلف جوانب الحياة، أصبحت مسألة الأمان الرقمي أولوية قصوى. في المقابل، يبرز مفهوم “شراهة الموسم”، الذي يشير إلى فترات الذروة في استخدام هذه الخدمات، مثل العروض الموسمية، والأعياد ، والتخفيضات الكبرى، والمناسبات السنوية، حيث تزداد حركة المستخدمين، مما يشكل تحديات كبيرة للأمان السيبراني

والسؤال هنا مادور المصارف والشركات المزودة للخدمات والعملاء في تعزيز أمان الخدمات الإلكترونية و خصوصا في مواسم الذروة ؟

  1. دور المصارف في الأمان الإلكتروني

المصارف هي الجهة المسؤولة عن تأمين المعاملات المالية الرقمية، وحماية بيانات العملاء، ومنع عمليات الاحتيال. ويشمل دورها:
• تعزيز أنظمة الحماية: استخدام التشفير القوي، الجدران النارية، وأنظمة كشف الاحتيال لمراقبة العمليات المشبوهة.
• توفير المصادقة الثنائية (2FA): طلب رمز تحقق إضافي عند تسجيل الدخول أو إجراء عمليات الدفع.
• مراقبة المعاملات وكشف الاحتيال: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل العمليات المالية واكتشاف أي أنشطة غير طبيعية.
• إطلاق حملات توعوية: إرسال تنبيهات ورسائل تحذيرية حول أساليب الاحتيال الإلكتروني، مثل التصيد الاحتيالي والمواقع الوهمية.
• تقديم أدوات دفع آمنة: مثل البطاقات الافتراضية، وتقنية التوكن (Tokenization) التي تمنع سرقة بيانات البطاقة الأصلية.

  1. دور الشركات المزودة للخدمات الإلكترونية

تشمل الشركات المزودة للخدمات الإلكترونية المتاجر الإلكترونية، منصات الدفع، مزودي خدمات الإنترنت، وشركات التقنية المالية (Fintech). ويكمن دورها في:
• تطبيق بروتوكولات أمان قوية: مثل بروتوكول HTTPS، التشفير المتقدم (SSL/TLS)، وأنظمة كشف الاختراقات (IDS/IPS) لحماية بيانات المستخدمين.
• ضمان استقرار الأنظمة خلال فترات الذروة: من خلال تحسين أداء الخوادم، وتقنيات الحوسبة السحابية لتجنب الأعطال والثغرات الأمنية.
• إجراء فحوصات أمنية دورية: لاكتشاف وإصلاح الثغرات الأمنية في المواقع والتطبيقات.
• حماية بيانات العملاء: عبر سياسات مثل عدم تخزين بيانات الدفع الحساسة، وتشفير معلومات المستخدمين.
• تطوير أدوات تحقق إضافية: مثل أنظمة التعرف البيومتري (بصمة الإصبع أو الوجه) لتأمين عمليات الدفع الإلكتروني.

  1. دور العميل في حماية بياناته وأمواله

على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها المصارف والشركات المزودة للخدمات، يبقى العميل الحلقة الأضعف إذا لم يتبع إجراءات الأمان اللازمة. وتشمل مسؤولياته:
• عدم مشاركة المعلومات الحساسة: مثل كلمات المرور، بيانات البطاقات البنكية، ورموز التحقق مع أي جهة غير رسمية.
• الشراء من مواقع موثوقة فقط: التأكد من وجود بروتوكول HTTPS، وسياسات حماية البيانات قبل إدخال معلومات الدفع.
• تفعيل المصادقة الثنائية (2FA) على الحسابات المالية والإلكترونية.
• تحديث كلمات المرور بانتظام: واستخدام كلمات مرور قوية غير مكررة عبر مختلف الحسابات.
• مراجعة المعاملات المصرفية باستمرار: والإبلاغ الفوري عن أي عملية غير معروفة.
• عدم النقر على روابط مشبوهة: التي تصل عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، حيث قد تكون محاولات تصيد احتيالي.

واخيراً فإنه يتطلب تحقيق أمان الخدمات الإلكترونية تعاونًا مشتركًا بين المصارف، الشركات المزودة للخدمات، والعملاء. فبينما تعمل المصارف على تأمين المعاملات المالية، تلتزم الشركات بتوفير بنية تحتية إلكترونية آمنة، ويبقى على العميل اتباع إجراءات الحماية الأساسية لضمان عدم الوقوع ضحية للاحتيال الإلكتروني. في النهاية، الأمان السيبراني مسؤولية مشتركة، وأي ضعف في أحد الأطراف يمكن أن يؤدي إلى مخاطر تهدد الجميع.

مشاركة الخبر