تحصلت صدى على تقرير نشرته صحيفة ” الهرم ويكلي ” اليوم 3 مارس بعنوان :
” طريق الموت من ليبيا إلى لامبيدوزا”
حيث أشار التقرير إلى غرق الآلاف من الأفارقة في البحرالمتوسط أثناء محاولتهم البحث عن حياة أفضل في أوروبا، مع فقدان آلاف آخرين في البحر الأحمر.
إن الرحلة من ليبيا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة عبر البحر الأبيض المتوسط، هو طريق المغادرة الوحيد و لكنه لا يردع بعض الناس الأفارقة البائسة والذين يرغبون في طلب اللجوء أو في حياة أفضل من أختياره.
وأشارت الصحيفة إلى السفن المتهالكة والتي يتم أستخدامها وهي ليست صالحة للابحار، ولكن المعجزة أن العديد منها تمكن من عبورالمتوسط. ، وقد عبر أكثر من مليون من هؤلاء المهاجرين، بما في ذلك عشرات المصريين، إلى أوروبا باستخدام هذا الطريق منذ عام 2015.
بيد أن رد الفعل العنيف على تدفق اللاجئين قد ترك بعض السياسيين والأحزاب السياسية الإيطالية عرضة للخطر، ومع ذلك فإن المؤسسة السياسية الإيطالية في حالة من الفوضى. كما أنه ليس فقط الأفارقة الذين يفرون من المناطق التي مزقتها الحروب لإيجاد الأمن في أوروبا. ولكن كان هناك أيضاً مهاجرون من الشرق الأوسط وجنوب آسيا ، وأن أوروبا نفسها غالبا ما تكون سبب المشكلة.
وقال “هاين دي هاس ، مدير المعهد الدولي للهجرة بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة” :
إن الهجرة في تزايد نتيجة الطلب على العمالة الرخيصة في القطاعات غير الرسمية”.
وأضافت الصحيفة :
إن ليبيا تعتبر نقطة الانطلاق الرئيسية للأفارقة، في حين أن السوريين والعراقيين والأفغان غالبا ما يفضلون الطريق البري عبر تركيا إلى أوروبا، وفي العام الماضي وحده، ذهب نحو 10،000 سوري إلى المملكة المتحدة، ويفضلونها كوجهة لأن معظمهم لديهم بعض المعرفة باللغة الإنجليزية.
الرحلة البرية عبر تركيا وبلغاريا وألبانيا هي الغادرة على قدم المساواة ويمكن أن تكون خطرة مثل عبور البحر الأبيض المتوسط ، وتشكل التضاريس الوعرة للبلدان المعنية، مقترنة بالخطر المستمر المتمثل في الاضطرار إلى رشوة العشائر وحرس الحدود والمتجرين بالبشر، وهذا يشكل تهديدا دائما للمهاجرين.
وثمة مفهوم خاطئ آخر هو أن معظم المهاجرين يريدون فقط الوصول إلى أوروبا، حيث أنهم في الواقع هم أكثر عرضة لبلدان معينة في الاعتبار، ومن أبرزها بريطانيا، ولطلبات اللجوء في ألمانيا.
وفي حين أن وسائل الإعلام تميل إلى التركيز على الغرق في البحر وعمليات الإنقاذ، فإن الظروف في أماكن أخرى يمكن أن تكون قاتمة بنفس القدر.
وقد أصبح ما يسمى ب “كاليس جونغل” خارج ميناء كاليه الفرنسي “ مرادفاْ ” للبؤس والانحطاط الإنساني، كما أن الآلاف من المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا قد تقطعت بهم السبل في إنتظار الوصول إلى بريطانيا ، وأن الظروف الإنسانية غالبا ما تكون رهيبة، وخاصة في فصل الشتاء عندما يكون الطقس بارد .
وقد أدت الزيادة الأخيرة في العنصرية وكراهية الأجانب في أوروبا الشرقية، وصعود الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة إلى تفاقم محنة اللاجئين والمهاجرين في أوروبا الشرقية ، فقد أغلقت هنغاريا، على سبيل المثال، حدودها مع كرواتيا، على أمل أن تغلق ملتمسي اللجوء والمهاجرين من البلقان ، كما أن سياسة بولندا المناهضة للهجرة هي أيضا شديدة الخطورة، فمن بين 5000 طالب في العام الماضي قادمين إلى بولندا، لم يمنح سوى 520 شخصا.
وقدرت منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أن الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا غير هامة نسبيا بالمقارنة مع الهجرة الشاملة على الصعيد الدولي.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، يعيش حوالي 4.6 مليون مهاجر أفريقي في أوروبا حاليا. وتختلف سياسات الهجرة الأوروبية بشأن هؤلاء الأشخاص من بلد إلى آخر، ولم يتمكن الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على سياسة مشتركة للهجرة.
وفي ليبيا، غالبا ما يكون المهاجرون الأفارقة، بمن فيهم عدد كبير من النساء والأطفال، عالقين في ظروف مؤسفة. فالعديد منهم محتجزون بشكل منهجي ولا يحصلون على الغذاء. ويمكن للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو أن يموتوا بسبب الجوع.
كما أن حراس المخيمات في ليبيا يمكن أن يكونوا قاسيين، كما أن عدم الاستقرار السياسي الحالي في البلاد يجعل الأمور أسوأ. فالوصول إلى الرعاية الصحية يكاد يكون معدوما، وتجهيز طلبات المهاجرين تصبح عملية بطيئة.
وقد تعرض العديد من السجناء في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى في السجون الليبية لضغوط نفسية. ولا يستطيع معظمهم مغادرة ليبيا دون دفع رشوة يمكن أن تصل في كثير من الحالات إلى 500 دولار.
ومن العوامل الأخرى المعقدة أن هناك اثنين من المنظمات النشطة وهما المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة البحرية الدولية، يتعرضان لضغوط هائلة للحد من عملياتهما في جميع أنحاء العالم.
وأكدت الصحيفة عبر تقريرها أن هناك افتراض واسع الانتشار بأن جميع المهاجرين الأفارقة هم من غرب أفريقيا، على الرغم من أن هذا ليس صحيحا تماما، فهناك أيضاً عدد متزايد من المهاجرين من شرق أفريقيا، ولا سيما من القرن الأفريقي.
وتشعر جماعات حقوق الإنسان بالقلق لأن مصر والسودان قد يعودان في بعض الحالات إلى المهاجرين الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية. وعلى الرغم من أن كل من مصر والسودان يستوعبان مئات الآلاف من اللاجئين من إريتريا وإثيوبيا والصومال، فإن معظم اللاجئين من شرق أفريقيا يعتبرون أن ليبيا هي القناة التي يتوجهون منها إلى أوروبا.
والجدير بالذكر أن إسرائيل قامت في السنوات الأخيرة بترحيل آلاف الأفارقة، معظمهم من الإريتريين والإثيوبيين وجنوب السودان. وعرضت الحكومة الإسرائيلية في بعض الحالات منح المهاجرين الأفارقة 500 , 3 دولار إذا غادروا البلد خلال ال 90 يوما القادمة.
Dunia Ali