Skip to main content
"طه بعرة" يكتب مقالاً بعنوان : اسألوا أهالي الدار البيضاء عن حصتهم في السلطة القضائية
|

“طه بعرة” يكتب مقالاً بعنوان : اسألوا أهالي الدار البيضاء عن حصتهم في السلطة القضائية

كتب “د. طه بعره” أستاذ القانون العام

طلّ علينا مُسلسل الحوار السياسي البغيض، بحلقة جديدة من حلقاته المفرغة وأجزائه المفزعة.. طلّ ببيان صادر عن فرقاء سياسيون من مجلسي النواب والدولة.

العاجزون عن الاجتماع بجغرافيا الدولة الليبية التي تكبر المملكة المغربية بثلاثة أضعاف المساحة ،الممسكون عن آداء مهامهم الدستورية والقانونية ، المحتفظون دون إرادة شعبية لصفات وسلطات كان يفترض نقلها ديمقراطياً، اجتمعوا في منتجع سياحي خلصوا فيه خطياً إلى وحدتهم الوطنية وإستقلالهم (داخل المملكة المغربية) ومساواة مواطنوهم في الحقوق أمام القانون وبمهنية وحيادية في كل المناصب السيادية دون الإنجرار وراء الإستقطابات السياسية أو الجهوية.. (مع ضرورة المقاسمة المناطقية للمناصب السيادية)!!

المجتمعون تقاسموا السلطة القضائية،، فمنحوا المحكمة العليا لإقليم فزان في الناحية الجنوبية، وقدموا النائب العام للعاصمة الطرابلسية! لا أعرف كيف استيسر هؤلاء الأعضاء اتفاقاتهم العرفية! ألم يلحظوا ازدواجهم أمام وحدة السلطة القضائية! ألم يتابعوا الإنتخابات القضائية في غمرة الحرب المأساوية!ألم يتجولوا بجانب منتزه أبو زنيقة بالمحاكم المغربية ويسألوهم عن السلطة القضائية!

المواثيق الدولية والدساتير الوطنية والتشريعات المدنية توجب على الدول كفالة استقلال السلطة القضائية، وتهيئة الظروف لتفصل فيما يعرض عليها على أسس واقعية وقانونية، دون تحيز أو تقيد أو تهديدات أو ترغيبات إجرامية، مع ضمان شغل الوظائف القضائية من ذوي النزاهة والكفاءة والتأهيل، دون إخضاعهم للتمييز بأي شكل من الأشكال وعلى رأسه الأصول والمناشئ الإجتماعية.

المجلس الأعلى للقضاء في ليبيا والمحكمة العليا والنيابة العامة سلطة قضائية ينظمها الدستور والوثائق الدستورية منذ تأسيس الدولة الليبية، فضلاً عن القوانين الخاصة كقانون المحكمة العليا وقانون نظام القضاء وتعديلاته، بنصوص آمرة وتشريعات عتيدة وأسس راسخة، لا ينال منها إتفاق عرفي أو ورقة سياسية لسلطة غير فعلية، حتى وإن حاصصت السلطة القضائية فلن تجد من يتقاسمها معها حتى شفهية.

مشاركة الخبر