منذ إعلان المدعو “إبراهيم الجضران” يوم الخميس الماضي إطلاق ما أسماه “عملية عسكرية” في مرافئ الهلال النفطي “السدرة ورأس لانوف”، انطلقت معها فاتورة تكاليف باهضة جراء هذه الأعمال، فانورة ستضاف إلى فواتير العجز الحكومي والفساد المستشري لتكتمل أركانها بحرق وتدمير مقدرات الوطن.
ويبدأ على الفور إحصاء الخسائر والتبعات وتظهر معها صورة قاتمة فقط لإرضاء بعض النزوات على رقعة المفاوضات، حتى وإن كان ذلك رهن خسائر المخزونات ونزيف المقدرات وقتل هنا وارتفاع هناك.
خسارة 150 مليون في أربعة أيام ومليون دولار كل ساعة في مهب الريح
أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط عن خسارة ما يقرب من 30 مليون دولار يوميا جراء وقف التصدير في مينائيْ السدرة ورأس لانوف.
وجاء في بيان المؤسسة على لسان رئيسها “مصطفى صنع الله” إثر الهجوم الذي قاده المدعو “الجضران” على الهلال النفطي، حيث أكد أن المؤسسة أعلنت القوة القاهرة على الموانئ، مؤكدا أن ليبيا تخسر يوميا ما يقرب من 30 مليون دولار جراء ذلك.
وعلق بعض المراقبين حول الخسارة اليومية التي تتكبدها البلاد إثر الهجوم وتوقف التصدير قائلين إن عمليات “الجضران” تكلف الدولة كل ساعة ما يفوق المليون دولار.
إعدام خزانين بالكامل ومخاوف من توقف التصدير مستقبلا وكوارث بيئية
أفادت المؤسسة الوطنية للنفط عن إصابة الخزان رقم 12 فور انطلاق العمليات القتالية الخميس الماضي، حيث أصيب الخزان جراء قذيفة أشعلت فيه النيران ولم تتمكن وحدات الإطفاء المتواجدة في الميناء من إخماد الحريق حتى أتى على كامل الخزان.
ونتيجة استمرار الاشتباكات قالت المؤسسة الوطنية للنفط أمس الأحد أن الخزان رقم 2 انهار بالكامل بعد حريق اندلع فيه إثر إصابة مباشرة لقذيفة، معلنة عن مخاوفها من توقف التصدير مستقبلا من ميناء رأس لانوف في حال امتداد النيران إلى الخزانات الثلاثة السليمة.
وفي إشارة إلى الغازات والأبخرة المتصاعدة جرّاء الحريق فإن المؤسسة حذرت من مشاكل بيئية وصحية قد تنجم عن تلك الغازات.
الدولار يعاود الصعود
شهد السوق الموازي ارتفاعا ملحوظا إثر الهجوم على الهلال النفطي ليتجاوز حاجز السبعة دنانير، حيث سجل في تعاملات اليوم 7.25 دينار للدولار الواحد.
يذكر أن الدولار شهد انخفاضا ملحوظا في وقت سابق ليصل إلى 6.30 دينار عقب الإعلان عن إصلاحات اقتصادية وقبل انطلاق العمليات القتالية في الهلال النفطي.
فاتورة لم تتضح تفاصيل معالمها بعد، غير أنها ستكون باهضة اقتصاديا وسياسيا، وفي حال استمرارها سيتوقف معها أي تفكير بالإصلاح وأي محاولات للإنجاح، وتصبح مشجبا يعلق عليه المقامرون بمصائر الشعوب قلة ذات اليد بين فشل القدرات وتيه المقدرات.